أجرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، مقابلة مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن محمد حمدان دقلو (حميدتي) كان يسعى للاستيلاء على السلطة، متهمًا قوات الدعم السريع بقتل موظفين من برنامج الغذاء العالمي، ومهاجمة قافلة تابعة للسفارة الأمريكية.
تتواصل الاشتباكات لليوم السادس في وسط الخرطوم وغيرها من المناطق السودانية
واعتبر البرهان، أنه وفي حال هزيمة حميدتي "يمكن استئناف عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد"، وفق تعبيره.
من جهته، وصف حميدتي، خصمه البرهان بأنه زعيم "عصابة إسلامية راديكالية تسعى إلى ترسيخ دكتاتورية عسكرية"، وفق زعمه. واتهم الجيش السوداني باستهداف المستشفيات.
وأقر حميدتي، بأن قوات البرهان تتمتع بميزة القوة الجوية التي لا تمتلكها قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة، لكنه أكد للصحيفة البريطانية بأنهم "في ساحة المعركة في حالة تعادل".
ونفى حميدتي التقارير الغربية التي تحدثت عن مشاركة مرتزقة من مجموعة "فاغنر" الروسية، إلى جانب قواته في القتال.
وأشار حميدتي إلى أن "فاغنر" ساعدت في تدريب قوات الدعم السريع من خلال القوات المسلحة السودانية قبل عام 2019، إلا أنه أوقف التعاملات مع المجموعة الروسية منذ أن صنفت وزارة الخزانة الأمريكية، المجموعة بأنها منظمة إجرامية هذا العام، قائلًا: "كنت على علاقة جيدة معهم، ولكن بمجرد معاقبتهم، طلبت شخصيًا من البرهان التعامل مع الاتحاد الروسي فقط".
وفي سياق متصل، تجددت الاشتباكات العنيفة صباح اليوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم، رغم إعلان الالتزام بالهدنة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان في محيط القيادة العامة جراء شدة المعارك. وتستمر الاشتباكات حتى ساعات منتصف النهار في العاصمة الخرطوم.
وتشهد مدينة الفاشر معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع حول السوق الرئيسي للمدينة. وأعلن الجيش السوداني سيطرته على قاعدة الشيفرليت في شمالي غرب السودان، التي تعتبر من أكبر خطوط الإمداد لقوات الدعم السريع.
فيما قال الدعم السريع أن قوات الجيش السوداني هاجمت عناصره غرب أم درمان رغم الهدنة المعلنة، وتحدثت عن إسقاط مروحيتين للجيش خلال هجوم صباح اليوم غرب أم درمان.
على الصعيد الإنساني، أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء الســـودان في بيان لها، ارتفاع عدد القتلى منذ بداية الاشتباكات إلى 198، و1207 حالة إصابة بين المدنيين. وأكدت أن هذه الحصيلة لا تشمل الأماكن التي لم تتمكن من الوصول إليها لصعوبة التنقل، وشدة الاشتباكات.
جنود الجيش المصري
وأعلنت "قوات الدعم السريع" السودانية، صباح اليوم الخميس، عن تسليمها 27 عسكريًا مصريًا إلى الصليب الأحمر الدولي، وذلك بعد احتجازهم في أيام الاشتباكات الأولى، خلال سيطرة الدعم السريع على قاعدة مروي العسكرية.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها على تويتر، إنّ "الجنود المصريين الذين جرى تسليمهم اليوم كانوا متواجدين في قاعدة مروي العسكرية، وتحفظت عليهم قوات الدعم السريع في الفترة من 15 إلى 20 أبريل/ نيسان 2023، وهم في حالة صحية ممتازة حتى لحظة تسليمهم بكافة متعلقاتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر".
بدوره، أعلن الجيش السوداني في بيان ليل الأربعاء-الخميس عن إجلاء 177 جنديًا مصريًا كانت قوات الدعم السريع قد احتجزتهم، في مطار مروي شمال السودان.
وبحسب بيان الجيش السوداني فقد جرى التنسيق بين الجانب السوداني والمصري لنقل الجنود من مطار دنقلا عبر أربع طائرات نقل عسكرية مصرية، وأوضح بيان الجيش أن هذه الأطقم التي تتبع للقوات الجوية المصرية "توجد في السودان بموجب بروتوكول تدريب تم توقيعه بين البلدين عام 2018، ويتم بموجبه إجراء تدريبات مشتركة بين القوتين الجويتين بالبلدين بالتناوب، حيث كان من المقرر إجراء دورة جديدة من تمرين (حماة النيل) في أيار/مايو القادم".
حفتر ينفي التورط
ونفى الناطق الرسمي باسم قوات حفتر، اليوم الخميس، التقارير الصحفية التي تحدثت عن تقديمهم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع، وجاء في بيان لأحمد المسماري الناطق باسم حفتر: "القيادة العامة تنفي نفيًا قاطعًا ما تتناوله بعض وسائل الإعلام الرخيصة والمأجورة بقيام القوات المسلحة العربية الليبية بتقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر في السودان"، وفق تعبيره. وتابع المسماري "نحن كنا وما زلنا وسنظل مع استقرار دولة السودان وأمنها وسلامة شعبها العربي الأفريقي الأصيل".
وفي سياق متصل، بحث سفراء الرباعية مع أطراف النزاع السودانية مسألة وقف القتال والعودة إلى الحوار، وجدد سفراء الرباعية دعمهم لجهود الآلية الثلاثية. كما حث سفراء الرباعية أطراف النزاع على الالتزام بسلامة وحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية والعاملين في المجال الإنساني، وتوفير ممرات آمنة للعمليات الإنسانية.
وناشدت جامعة الدول العربية، على لسان أمينها العام، الأطراف السودانية، إعلان وقف لإطلاق النار خلال أيام عيد الفطر.
ناشدت جامعة الدول العربية، على لسان أمينها العام، الأطراف السودانية، إعلان وقف لإطلاق النار خلال أيام عيد الفطر
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في رسالة متلفزة بثها موقع الجامعة العربية الإلكتروني اليوم، "أناشد الأطراف السودانية، بل وأستحلفهم باسم الإسلام والعروبة والإنسانية أن يعلنوا وقفًا لإطلاق النار أيام العيد، بما يسمح للسكان بالتقاط الأنفاس والتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة".
