20-مايو-2023
Getty

تتحرك قوات الدعم السريع في خارج السودان بشكلٍ أوسع (Getty)

تجددت الاشتباكات صباح اليوم السبت في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، ومدينة نيالا جنوبي دارفور، بين قوات الجيش  والدعم السريع.

وأصدرت قيادة الجيش السوداني بيانًا، أشارت فيه إلى أن قواتها قامت بمواجهة هجوم للدعم السريع على قيادة الفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا، وبثت مقاطع مرئية لعناصر من الجيش أمام قيادة الفرقة.

الاشتباكات مستمرة في العاصمة الخرطوم، مع توسعها إلى مناطق عدة في دارفور

وأكد الجيش توجيهه لـ"ضربات موجعة" لقوات الدعم السريع، في جنوب أم درمان، ووسط الخرطوم، وبحري، كما تحدث عن رصده لتحركات لقوات الدعم السريع وسط العاصمة.

في المقابل، بثت قوات الدعم السريع، مشاهد مصورة لعناصرها من أمام مقر قيادة الدفاع الجوي بالخرطوم، مؤكدةً سيطرتها على المقر والمناطق المحيطة به.

https://t.me/ultrasudan

وقالت قوات الدعم السريع في بيان لها، إنها صدت هجومًا للجيش السوداني في مدينة نيالا جنوب دارفور، وفرضت حصارًا كاملًا على قوات الجيش هناك. 

وذكرت في البيان أنها فرضت سيطرتها على مدينة زالنجي بولاية غرب دارفور، وزعمت سيطرتها على 95% من العاصمة الخرطوم.

على صعيد تواصل الاعتداءات على السفارات والبعثات الدبلوماسية، دانت دولة قطر اقتحام مبنى سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم، وتخريبه من قبل قوات مسلحة غير نظامية، وفقًا لما جاء في بيان للخارجية القطرية، اليوم السبت.

وأشارت الوزارة إلى أنه "تم إجلاء طاقم السفارة سابقًا، ولم يتعرض أي من الدبلوماسيين أو موظفي السفارة لأي سوء".

Getty

وشددت الخارجية القطرية في بيانها على ضرورة "تجنيب السفارات والبعثات الدبلوماسية ومقار المنظمات الدولية، والمنشآت المدنية تبعات القتال الدائر في السودان، وملاحقة الجناة وتحميلهم عواقب هذا الفعل الإجرامي الشائن".

واتهمت وزارة الخارجية السودانية في بيان، الدعم السريع بالاعتداء على السفارة القطرية في الخرطوم، ونهب محتوياتها، وجددت الوزارة "استنكارها وإدانتها لهذا السلوك الإرهابي والإجرامي لقوات المليشيا المتمردة"، داعيةً "المجتمع الدولي لإدانتها بأشد العبارات واعتبارها منظمة إرهابية وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية".

على الصعيد السياسي، قدمت وزارة الخارجية مذكرة احتجاج رسمية لحكومة جمهورية جنوب السودان على خلفية سماحها لمستشار قائد الدعم السريع يوسف عزت بزيارة جوبا، وإقامة مؤتمر صحفي في ختام الزيارة بحضور مسؤولين كبار من حكومة جنوب السودان، وعبرت الوزارة عن احتجاجها الشديد واستغرابها  لهذا التصرف.

كما استقبل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، المستشار السياسي لقائد الدعم السريع يوسف عزت، الذي نقل له رسالة شفوية من قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وبحث اللقاء التطورات الامنية والسياسية في السودان.

وفي إطار الترتيبات العسكرية التي أقرتها قيادة الجيش، عين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح  البرهان، أعضاء المكون العسكري في مجلس السيادة في مواقع عسكرية، حيث أعلن تعيين الفريق أول شمس الدين الكباشي نائبًا للقائد العام للجيش، والفريق أول ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر مساعدين للقائد العام للجيش.

من جهة أخرى، قال القائد السابق لقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان "قطاع الشمال"، مالك عقار، أنه قبل التكليف بمنصب نائب رئيس مجلس السيادة، مشيرًا إلى أن هذا التكليف "لن يكون بديلًا لأحد، ولا انحيازًا لأي طرف غير السودان". 

وأكد عقار أنه يعمل على التوصل لوقف إطلاق النار، ثم إيقاف الحرب بشكل دائم، بالإضافة للعمل على "استكمال مسار التحول المدني الديمقراطي على أساس مشاركة جميع السودانيين دون إقصاء".

Getty

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، قد أصدر مرسومًا بإعفاء محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من منصب نائب رئيس المجلس. وقال الجيش السوداني في بيان له، إن تنفيذ القرار يبدأ اعتبارًا من الجمعة الموافق لـ 19 آيار/ مايو 2023.

وتأتي الإقالة بعدما تحرك مستشار الدعم السريع للشؤون السياسية يوسف عزت لحشد الدعم في الخارج، حسب مراقبين تحدثوا عن إمكانية أن تساهم هذه الخطوات في تصاعد العنف في إقليم دارفور. وعين البرهان، عضو مجلس السيادة مالك عقار، في منصب نائب المجلس، وفق ما أورده بيان  لوكالة الأنباء السودانية "سونا".

يذكر أن قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان "قطاع شمال"، تم دمجها بالكامل في الجيش السوداني، عقب اتفاق جوبا للسلام وهي جزءٌ منه الآن. 

وعقار، شخصية مدنية، وتعينه بحسب المتابعين للشأن السوداني له دلالة مناطقية باعتباره ينتمي  لجنوب كردفان والنيل الأزرق والتي تعد مناطق هامشية. وبالإضافة لذلك فإن التعيين محاولة للإشارة إلى عدم انفراد الجيش بالسلطة، وفق التقديرات.

على الصعيد الإنساني، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقريره الدوري، إن "الوضع في السودان تدهور بشكل كبير نتيجة للاشتباكات التي تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع". 

اتهمت وزارة الخارجية السودانية في بيان، الدعم السريع بالاعتداء على السفارة القطرية في الخرطوم

وأضاف أن "أعمال العنف أثرت بشكل سلبي للغاية على الأوضاع الإنسانية، حيث توقفت الأنشطة الإنسانية في عدة ولايات بسبب انعدام الأمن على نطاق واسع". وأكد غوتيريش أن "القتال لا يزال مستمرًا بلا هوادة، على الرغم من المحاولات المستمرة لحمل الطرفين على وقف الأعمال القتالية والعودة إلى طاولة المفاوضات".

بدورها، ناشدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بضرورة  ضمان سلامة المدنيين، والسماح لعمال الإغاثة بالتحرك بحرية في السودان، بينما توسع الوكالات الإنسانية نطاق عملها للاستجابة لاحتياجات أكثر من مليون نازح داخل البلاد وفي البلاد المجاورة.