03-فبراير-2025
نسف المنازل في مخيم جنين (علاء بدارنة)

نسف المنازل في مخيم جنين (علاء بدارنة)

 

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن ومخيمات وبلدات شمال الضفة الغربية، ويركز عملياته على محافظة جنين التي تشهد اجتياحًا عسكريًا غير مسبوق.

وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية جنين، محمد جرار، لـ"التلفزيون العربي"، إن "الاجتياح الحالي للاحتلال الإسرائيلي هو الأكبر، ويعتبر استنساخًا لما حدث في قطاع غزة". وحذر جرار من أن المدينة "ستتحول إلى منطقة مهجورة ومدمرة بالكامل في حال استمرار عملية الاحتلال"، لافتًا إلى أن "حجم الكارثة سيكون هائلًا في جنين إذا لم يتم التدخل الدولي العاجل"، كاشفًا عن أن نصف أحياء المدينة لا تصلها المياه والمواد الغذائية والكهرباء بسبب الحصار الإسرائيلي.

الاجتياح الحالي لجنين من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو الأكبر، ويعتبر استنساخًا لما حدث في قطاع غزة

وكان جيش الاحتلال قد فجر عددًا من المباني في إطار عمليته العسكرية، حيث قام بتفجير 23 منزلًا في مخيم جنين، ونشر  توثيقًا للعملية التي تعد الأكبر منذ بدء عمليته العسكرية المسماة "الجدار الحديدي".

 

 

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مسؤول عسكري قوله: "العملية نُفذت تنفيذًا لقرار سياسي رسمي يهدف إلى توسيع الطرق وتغيير المخطط الهيكلي في جنين، وسيتم تنفيذ هذا المخطط في مناطق أخرى".

وادّعى جيش الاحتلال أن المنازل التي تم نسفها كانت تُستخدم من قبل المقاومين في مهاجمة قواته. وأضاف المسؤول العسكري: "القيادة الوسطى في الجيش ترى في العملية، التي تقترب من إتمام أسبوعها الثاني، فرصة لإعادة تنظيم مخيم جنين ومناطق أخرى في الضفة الغربية"، بزعم أن المقاومين يستغلون التضاريس الحالية للطرق كملاذ يصعب على الجيش استهدافهم فيه. وأوضح أن "القيادة الوسطى عرضت المقترح على المستوى السياسي، وحصلت على الموافقة اللازمة".

 

 

وفي سياق متصل، شيّع أهالي المخيم والمدينة سبعة شهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر. كما نعت سرايا القدس الشهيد خليل طارق السعدي، أحد مقاتلي كتيبة جنين، الذي ارتقى خلال تصديه لقوات الاحتلال في محاور القتال بجنين، بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير الماضي. ونعت الشهيد عبد الهادي عصام محمد كميل، والشهيد صالح محمد من سرية قباطية في كتيبة جنين.

بدورها نعت كتائب القسام الشهيد نور الدين شاكر السعدي الذي استشهد عقب قصف صهيوني استهدف الحي الشرقي بمخيم جنين. وأعلنت سرايا القدس عن تفجير عبوات ناسفة بعدد من آليات الجيش الإسرائيلي التي اقتحمت بلدة الحارثية في المحافظة، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة.

من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"التلفزيون العربي": "الأوضاع الإنسانية في جنين صعبة للغاية مع استمرار التنكيل بالمواطنين"، مضيفًا أن طواقمه تعاملت مع حالات تعرضت للضرب والتنكيل على يد قوات الاحتلال.

وأشار إلى أن الوصول إلى المستشفيات في طولكرم وجنين أصبح صعبًا للغاية جراء تدمير الطرق والشوارع، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال يحاصر طواقم الهلال الأحمر ويغلق مدخل مقره في طولكرم. وكشف الهلال الأحمر أن طواقمه قامت بإجلاء أكثر من 3 آلاف مواطن من جنين وطولكرم خلال الأيام الماضية.

 

 

وفي محافظة طوباس، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مخيم الفارعة وبلدة طمون، جنوب طوباس، في الضفة الغربية المحتلة. وأظهرت مشاهد مصورة انتشار العشرات من جنود الاحتلال في مخيم الفارعة.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن أمس عن توسيع عمليته العسكرية التي بدأت في جنين لتشمل طوباس، بعدما توسعت إلى طولكرم قبل نحو أسبوع. وبحسب متحدث باسم جيش الاحتلال: "العملية قد تستمر لبضعة أسابيع على الأقل، ولا توجد نية للانسحاب من بعض المناطق قريبًا"، مشيرًا إلى أن "القرار النهائي يُتّخذ على المستوى السياسي."

ويدخل العدوان الإسرائيلي المستمر على مدن وقرى الضفة الغربية أسبوعه الثاني، متسببًا في سقوط العشرات من الشهداء، وإصابة المئات، وتهجير الآلاف من منازلهم، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية.