استمرار ضربات الحوثيين.. إخفاق للردع الإسرائيلي
19 مايو 2025
صعّد الحوثيون من هجماتهم التي تستهدف إسرائيل، فقد أعلنت الجماعة اليمنية اليوم الأحد، أنها استهدفت مطار بن غوريون لمرتين، في غضون أقل من 24 ساعة وذلك باستخدام صواريخ باليستية فرط صوتية بالإضافة لطائرة مسيرة.
وادّعت إسرائيل أنها تمكنت من اعتراض الصاروخ بواسطة القبة الحديدية الموجودة في المطار، في حين أكدت القناة الثانية عشر الإسرائيلية أنه تم تعليق العمل في المطار بسبب إطلاق الصاروخ اليمني نحوه.
ويأتي التصعيد الحوثي الحالي عقب قيام المقاتلات الإسرائيلية يوم الجمعة الماضي، بشن سلسلة ضربات استهدفت ميناءين يمنييين هما ميناء الحديدة وميناء الصليف.
تعهد الحوثيون بفرض حظر جوي على إسرائيل، محذرين شركات الطيران الدولي من التوجه لمطار بن غوريون
وهددت إسرائيل الحوثيين بتوجيه ضربات قاسية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف الحملة العسكرية على الحوثيين التي بدأها منتصف آذار/مارس الماضي، وذلك بعد التوصل معهم إلى اتفاق بوساطة عمانية تعهد الحوثيون بموجبه بعدم استهداف السفن الأميركية مقابل وقف الضربات الأميركية على اليمن، ووصف هذا الاتفاق بالمفاجئ، وأفادت مصادر مختلفة بأنه أبرم دون معرفة إسرائيل.
وفي المقابل تعهد الحوثيون بفرض حظر جوي على إسرائيل، محذرين شركات الطيران الدولي من التوجه لمطار بن غوريون.
ويستبعد المراقبون أن تتمكن إسرائيل لوحدها من ردع الحوثيين، كما يستبعدون أن تخوض تل أبيب حربا مباشرة مع الحوثيين نظرا للبعد الجغرافي نسبيا وعدم توفر المعلومات الاستخبارية الكافية لخوض مثل هذه الخرب. وإن كان نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عددا باغتيال زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي.
كما يتوقع المراقبون أن يواصل الحوثيون هجماتهم على إسرائيل لا سيما بعد أن انزاح عن كاهلهم الضغط الذي كانت تشكله الضربات الأميركية على مواقعهم، بل وفوق ذلك سحب البحرية الأميركية لحاملة الطائرات هاري ترومان من البحر الأحمر، ما يسهل على الحوثيين عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة نحو الأهداف الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
الحوثيين: لا تراجع عن الهجمات
نشر الحوثيون صباح اليوم الأحد بيانًا أكدوا فيه مواصلة عملية الحظر الجوي على إسرائيل، وأفاد البيان بأن القوة الصاروخية للجماعة نفذت اليوم الأحد "عملية عسكرية نوعية استهدفتْ مطار اللد المسمى إسرائيليا مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب)، بصاروخين باليستيين أحدهما فرطَ صوتي نوع فلسطين2 والآخر ذو الفقار".
وأضاف البيان بأن العملية "حققت هدفها وتسببت في هروع ملايين الصهاينة المحتلين إلى الملاجئ، فضلا عن توقف حركة الملاحة بالمطار لنحو ساعة".
وأكد الحوثيون في البيان نفسه أن قوتهم الصاروخية استهدفت مطار بن غوريون أنس السبت باستخدام "طائرة مسيرة من نوع يافا".
وكان نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثي نصرالدين عامر، قد أعلن عقب الهجوم الإسرائيلي على ميناءيْ الحديدة والصليف غربي اليمن، أن الحوثيين سيردون على الهجوخ بتوسيع العمليات ضد إسرائيل، قائلا في منشور على منصة "إكس": "ستعمل القوات المسلحة اليمنية على توسيع العمليات ردا على توسيع العمليات في غزة واستمرار العدوان على موانئ اليمن".
يشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي الذي نفذ يوم الجمعة يعد التاسع من نوعه على اليمن منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والثالث منذ استئناف الحرب على القطاع في 18 آذار/مارس الماضي، بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية.
التهديدات الإسرائيلية:
نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، بيانًا على منصة إكس أكد فيه اعتراض دفاعاته لصاروخ باليستي أطلق من اليمن وتسبب في إطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب. كما أعلن جيش الاحتلال عن اعتراض مسيرة يمنية، وتسببت هي الأخرى في إطلاق صافرات الإنذار في أكثر من منطقة.
وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بتسجيل حالة إصابة واحدة جراء التدافع على الدخول إلى المفاجئ بسبب صافرات الإنذار التي دوت في العديد من المناطق. فيما أفادت القناة الثانية عشر الإسرائيلية بتعليق "رحلات الطيران وعمليات الهبوط والإقلاع في مطار بن غوريون بعد إطلاق صاروخ من اليمن".
وعلق وزير الأمن يسرائيل كاتس على الهجوم الذي شنته الحوثيون اليوم، قائلا: "إذا استمر الحوثيون بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، سيتلقون ضربات مؤلمة، وسنطارد عبد الملك الحوثي ونقضي عليه في اليمن أيضا" وفق تعبيره.