09-يونيو-2021

صورة متداولة لسارة زماحي عبر منصات التواصل الاجتماعي

أثارت قضية سارة زماحي، 26 عامًا، الجدل في فرنسا وأعادت إلى الواجهة النقاش المحتدم حول دور الإسلام في فرنسا وعلاقته بالقيم العلمانية المؤسسة للجمهورية. وتعمل سارة زماحي كعاملة تقنية في إحدى المختبرات الطبية في فرنسا، وقد ترشحت لمنصب عضو في المجلس المحلي، وكانت قد تلقت التأييد من الحزب الحاكم الذي يرأسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلا أن ظهورها مرتدية الحجاب على إحدى النشرات الملصقة والتي توزع للجمهور أدى إلى سحب دعم الحزب الحاكم لترشيحها قرابة منتصف شهر أيار/مايو المنقضي، بحسب تقرير نشرته الجزيرة إنجليزية.

قالت سارة زماحي، في أول مقابلة لها منذ أن بدأ الجدل حول حجابها في الحملة الانتخابية، "سنواصل مشوارنا الانتخابي بدون دعم الحزب الحاكم، ونحن لا نستسلم"، وأضافت "أريد التركيز على تعزيز تكافؤ الفرص ومكافحة التمييز"

بدأت هذه القضية بعد أن قدم اليمين المتطرف  الصورة كدليل على ضعف ماكرون في حماية القيم العلمانية لفرنسا معتبرين أن هناك انفصالية إسلامية، مما دفع إلى الواجهة من جديد نقاش وطني حول الهوية. وأدت صورة حملة زماحي الانتخابية إلى انقسام حزب الرئيس، مما يعكس أيضًا انقسامات عميقة حول كيفية تطبيق القوانين العلمانية، وحول كيفية التعاطي مع الملفات التي تتداخل فيها القضايا المتعلقية بالمسلمين في فرنسا.

اقرأ/ي أيضًا: باحث ألماني يشير إلى تقلص النمو السكاني لدى أقلية الإيغور بسبب سياسات الصين

واستدعى ذلك أن تلجأ زماحي إلى خوض الانتخابات إلى جانب ثلاثة مرشحين مستقلين آخرين حصلوا على الموافقة لخوض السباق في مونبلييه، ورفعوا شعار "مختلفون لكن متحدون من أجلكم" بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز. وظهرت زماحي في فيديو مرتدية حجابها وهي تقوم بتوزيع منشورات حملتها الانتخابية في مدينة لاموسون، وهي منطقة منخفضة الدخل في مونبلييه الفرنسية تضم أجيالاً من المهاجرين المسلمين من مستعمرات شمال أفريقيا السابقة.

في أول مقابلة لها منذ أن بدأ الجدل حول حجابها في الحملة الانتخابية، قالت زماحي "سنواصل مشوارنا الانتخابي بدون دعم الحزب الحاكم، ونحن لا نستسلم"، وأضافت "أريد التركيز على تعزيز تكافؤ الفرص ومكافحة التمييز". كما تابعت بالقول "هذا هو الحي الذي أسكن فيه، ولدت هنا. ولم يكن الحجاب مشكلة بالنسبة لي ولزملائي الثلاثة الأخرين المرشحين، إلا أن الحجاب يشكل قضية حساسة في معظم أنحاء فرنسا"، بحسب ما نقلت ذي ناشيونال بوست.

أما المتحدث باسم حزب لاريم رولان ليسكيور فقال لرويترز "في اللحظة التي ترتدي فيها رمزًا دينيًا على ملصق الحملة، يصبح فعلًا سياسيًا"، وأضاف "من الأفضل أن يتحدث مرشحونا والمسؤولون المنتخبون إلى جميع المواطنين". في المقابل، عبرت المشرعة كورالي دوبوست عن أسفها لموقف حزبها قائلة "يجب أن يكون لها مكان في حزبنا سواء كانت ترتدي الحجاب أم لا". وجاءت مواقف مشرعين أكثر تشددًا ومنهم رولاند ليسكور حيث قال "إنه موضوع متفجر. الإسلام السياسي حقيقة، إنه تهديد محتدم في بعض الأحياء وعلينا أن نكون حازمين للغاية" بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية. 

وفي ذات السياق، قال محفوظ بن علي الذي يترأس حملة زماحي الانتخابية "إن فرنسا تتغير"، وأضاف "أنا أؤيد المسؤولين المنتخبين الذين يعكسون صورة المجتمع"، في إشارة إلى أن الإسلام أصبح ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد الكاثوليكية. بينما أشار زملاؤها المرشحون المستقلون بأن صورة الحملة الانتخابية التي ظهرت فيها زماحي مرتدية الحجاب كان الهدف منها توضيح التركيبة السكانية المحلية المتنوعة.

من جانبها قالت الباحثة القانونية الفرنسية ريم سارة علوان"لا تزال فرنسا ترفض قبول حقيقة أن الإسلام، أولًا، جزء من المشهد الفرنسي وينتمي إلى فرنسا، وثانيًا، المسلمون الفرنسيون هم جزء من نسيج هذا البلد وسيبقون كذلك على الدوام، وهذا يشمل المشاركة في الحياة المدنية في فرنسا"، وأضافت "للأسف في فرنسا، المسلم الصالح هو مسلم غير مرئي"، وتابعت بالقول "هناك إرادة سياسية لمحو دور الإسلام من الساحة العامة، وهذا يتعارض مع روح قانون العلمانية لعام 1905. والمرأة المسلمة هي أول فئة من الناس تدفع مثل هذا الثمن الباهظ".

ويذكر أن القانون الفرنسي لا يحظر ارتداء الحجاب أو الرموز الدينية الأخرى في الصور المنشورة على الملصقات الانتخابية. إلا أن قانون فرنسي صدر عام 2004 حظر ارتداء الرموز الدينية الواضحة، بما في ذلك الحجاب الإسلامي، أو الكيباه اليهودية، أو الصلبان المسيحية الكبيرة، في الأماكن العمومية، مثل المدارس والمباني الحكومية، بحسب ما جاء في تقرير للوكالة الفرنسية. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اللبنانيون يتفاعلون مع أنباء اقتراب العتمة وانقطاع الإنترنت بسخرية سوداء

تعليم فتيات أفريقيا ولقاحات كورونا على طاولة نقاش مجموعة السبع