10-سبتمبر-2020

تظاهرة ضد العنصرية في مدينة روتشستر الأمريكية يوم 7 أيلول/سبتمبر 2020 (ماريا ستاب/أ.ف.ب/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

قدم رئيس ونائب رئيس قسم شرطة مدينة روتشستر في مقاطعة مونرو بولاية نيويورك استقالتهما من إدارة القسم، على خلفية الاحتجاجات التي جابت شوارع المدينة خلال الأيام الماضية، ردًا على وفاة الأمريكي من أصل أفريقي دانيال برود قبل أكثر من 5 أشهر، متأثرًا بظروف اعتقاله من قبل أفراد شرطة المدينة بعدما فقد وعيه بسبب وضع غطاء أسود على رأسه.

شهدت مدينة روتشستر في ولاية نيويورك الأمريكية استقالات ضمن جهاز الشرطة من ضباط برتب رفيعة المستوى على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المدينة لمناهضة العنصرية وعنف الشرطة المفرط 

في حين لم تكشف عائلة برود عن ظروف وفاته إلا مطلع الشهر الجاري وفق ما نقله الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية.  إذ تحدث شقيق الضحية في مؤتمر صحافي موضحًا أنه اتصل بشرطة المدينة يطلب المساعدة بعدما ظهرت على برود (41) عامًا أعراض نفسية حادة، وأضاف أن اتصاله كان يوم 23 آذار/مارس الماضي "لنجدة أخي، لا لإعدامه بلا محاكمة"، فيما أشار محامي عائلة برود إلى أن السبب في تأخر الإعلان عن القضية يعود لمحاولة الحصول على الفيديو الذي استغرق أشهرًا.

اقرأ/ي أيضًا: السلطات البيلاروسية تخفي المعارضة ماريا كولسنيكوفا بعد فشل ترحيلها قسريًا

بينما قال موقع شبكة  NBCN نيويورك الأمريكي إن الفيديو الذي يوثق لحظة اعتقال برود، أظهر أن الضحية كان عاريًا وكان الثلج يهطل خفيفًا لحظة إلقاء القبض عليه، بينما كانوا يغطون رأسه بـ"غطاء البصاق" المصمم لحماية الشرطة من السوائل الجسدية، وقاموا بالضغط على وجهه لمدة دقيقتين، وبعدما ظهر أنه فقد وعيه أجروا له محاولات إنعاش، وتوفي بعد أسبوع من إزالة أجهزة الإنعاش في تمام يوم 30 آذار/مارس الماضي.

وفي بيان صادر عن قائد شرطة نيويورك المستقيل لارون سينغليتاري، أوضح الرجل الذي قضى 20 عامًا في الخدمة قائلًا "كشخص نزيه لن أجلس مكتوف الأيدي في الوقت الذي تسعى فيه أطراف خارجية لتدمير سمعتي"، وتابع مضيفًا "الوصف الخاطئ والتسييس للإجراءات التي اتخذتها بعد إبلاغي بوفاة برود لا يستندان إلى أي حقائق".

كما أعلنت عمدة مدينة روتشستر لوفلي وورن إيقافها ضباط الشرطة المتورطين في قضية برود الأسبوع الماضي وعددهم 7. ذلك بعد وقت قصير من نشر عائلة برود المقطع المصور الذي يوثق الظروف التي رافقت اعتقال دانيال برود في إحدى شوارع ثالث أكبر مدينة في نيويورك. فيما علّق رئيس نقابة الشرطة في المدينة مايكل ماتزيو بالقول إن الضباط كانوا يتبعون الإجراءات اللازمة لاستخدام "غطاء البصاق" بعدما ادعى برود إصابته بفيروس كورونا، لافتًا إلى أن جميع الضباط المتورطين بقضية برود كانوا لا يزالوا يتلقون التدريب.

من جانبها قالت المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس في بيان صادر عنها  إن "عائلة برود وسكان روتشستر عانوا من ألم وحزن شديدين"، مشيرةً إلى أنها شكّلت هيئة محلفين لإجراء تحقيق شامل في ملابسات الواقعة، وذلك بعدما كان تحقيق لقسم الشؤون الداخلية في شرطة المدينة أجري في نيسان/أبريل الماضي، قد خلص إلى عدم تورط الضباط السبعة بأي مخالفات في قضية برود، مشيرًا، أي التحقيق، إلى أن مقطع الفيديو لم يظهر أن "سلوكهم" غير "متسق" مع "تدريباتهم".

اقرأ/ي أيضًا: واشنطن توسع دائرة العقوبات على "بعض" حلفاء حزب الله في لبنان

وفي ذات السياق، قالت والدة الطفل ليندن كاميرون (13 عامًا) المصاب بمرض التوحد إن ضباطًا من الشرطة أطلقوا الرصاص على ابنها عدة مرات مما أدى لوفاته على الفور، في حادثة مثيرة للدهشة حصلت في مدينة سولت ليك في ولاية يوتا مؤخرًا. فيما أوقف الضباط المتورطين في قضية كاميرون، تعهدت عمدة المدينة إيرين ميندنهال أن التحقيق سيكون سريعًا.

كما أوضحت والدة كاميرون أن ضباط الشرطة أطلقوا الرصاص على ابنها بعد استجابتهم لاتصال هاتفي منها، مشيرةً إلى أنها اتصلت بالشرطة للمساعدة عبر فريق التدخل في الأزمات، نظرًا لإصابة كاميرون بمتلازمة "أسبرجر"، ما أدخله في نوبة "اضطراب قلق الانفصال" بعد ذهابها للعمل لأول مرة منذ أكثر من عام، مضيفةً أنها أبلغت أفراد الشرطة في اتصالها أن ابنها أعزل لا يملك شيئًا.

ومضت والدة الضحية بتأكيدها على أنه كان من المفروض على أفراد الشرطة "تهدئة الموقف باستخدام أقل قدر ممكن من القوة"، لكنهم بدلًا عن ذلك ما إن دخلوا المنزل حتى بدؤوا بإطلاق الرصاص في أقل من 5 دقائق، بعدما كانوا يصرخون على الصبي "انبطح أرضًا". وشددت والدة كاميرون على أن ضباط الشرطة لم يحاولوا تهدئة الصبي قبل إطلاق الرصاص عليه، فيما قال بيان الشرطة إن كاميرون "وجه تهديدات بالسلاح لبعض الأشخاص"، لكن الشرطة أكدت أنها لم تعثر على سلاح في مكان الحادث.

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد موجة من الاحتجاجات  ردًا على قتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد أثناء توقيفه من شرطة مدينة مينيابوليس في أيار/مايو الماضي، بعدما أظهر التقرير الطبي أن فلويد قضى متأثرًا بتوقف الدورة الدموية في دماغه الناجمة عن استخدام أفراد الشرطة للعنف المفرط أثناء اعتقاله. فيما تحول فلويد رمزًا لحركات الاحتجاج التي تطالب بمناهضة العنصرية، وتوقف الشرطة عن استخدام العنف ضد المواطنين الأمريكيين من أصول أفريقية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حكم سعودي بالسجن على 8 من قتلة خاشقجي وانتقادات حقوقية لمسار المحاكمة ونتائجها

القضاء البريطاني يستأنف النظر في إجراءات تسليم جوليان أسانج للسلطات الأمريكية