26-أبريل-2021

الوزير المستقيل أو المقال أسامة هيكل

ألترا صوت - فريق التحرير

قال المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء في مصر، إن وزير الدولة لشؤون الإعلام أسامة هيكل، قد تقدّم الأحد 25 نيسان/أبريل 2021، باستقالته إلى رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لأسباب خاصة.

سخر بعض الناشطين من الاستقالة على اعتبار أنه لا وجود لإعلام حقيقي في مصر، وأن دوره يقتصر فقط على نقل رواية النظام الرسمية وتلميع صورته

وجاءت هذه الاستقالة بعد أسابيع متواصلة من الحملة التي تعرّض لها الوزير على خلفية طريقة إدارته للملفات، وبسبب تصريحات له حول بعض الأمور المرتبطة بالقنوات الحكومية، وبالصحف القومية. وقد أثارت اهتمام ناشطي وسائل التواصل في مصر، في ظل التضارب في الأنباء حول الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء الاستقالة، مع الإشارة إلى أن مصر شهدت في الفترة الأخيرة حملات مطالبة باستقالة أكثر من وزير، وفي طليعتهم وزير التعليم العالي على خلفية طريقة إدارته لأزمة كورونا والامتحانات الفصلية في ظلّها، ووزير النقل كامل الوزير، بعد تكرار حوادث القطارات التي أودت بحياة عشرات الأبرياء. وقد استخدم الناشطون وسمي "استقالة  الإعلام" و "أسامة هيكل"، للتعبير عن مواقفهم من هذه الاستقالة والتعقيب عليها.

الناشط الحقوقي والكاتب محي الدين حسن، وصف أسامة هيكل بالصوت الوحيد العاقل في الحكومة المصرية الذي يجرؤ على انتقاد هيمنة المخابرات وأجهزة السيسي على الإعلام. فيما سخرت الصحفية والإعلامية ناديا المجد من وضع الاستقالة تحت خانة الظروف الخاصة، وقالت إن الأذرع الإعلامية حصلت على أوامر لتشويه سمعة الوزير ودفعه إلى الاستقالة، وخاصةً من خلال استخدام وسم"وزير الإعلام عبيط"، كما قاموا بتسريب فيديو له ينتقد فيه الإعلام، وتساءلت ساخرة "هل يوجد لدينا أصلًا إعلام ". 

ضمن السياق نفسه، قال أحمد البقري نائب رئيس اتحاد الطلبة السابق في مصر، إنهم قاموا بدفع الوزير إلى الاستقالة، بسبب قوله في إحدى المقابلات إنه حذّر السيسي من سياسة المنع وكمّ الأفواه والصوت الواحد. ودافع الناشط مجدي كامل عن الوزير، وقال إنه أُجبر على الاستقالة لأنه رفض أن يكون الإعلام "جزمة" للحاكم. 

بدوره، تساءل أسامة رشدي العضو السابق للمجلس القومي لحقوق الإنسان، عمّا إذا كانت توجد علاقة بين الاستقالة وتوقيتها، وبين المقابلة الأخيرة للسيسي مع إذاعة صوت ألمانيا، والتي وصفها بالـ"الحوار الفضيحة". مع الإشارة إلى أن السيسي نفى في هذه المقابلة وجود معتقلي رأي في مصر، الأمر الذي تدحضه روايات عشرات الناشطين والمنظّمات الحقوقية.

وفي سياق آخر سخر بعض الناشطين من الاستقالة على اعتبار أنه لا وجود لإعلام حقيقي في مصر، وأن دوره يقتصر فقط على نقل رواية النظام الرسمية وتلميع صورته. الناشطة جميلة تساءلت عمّا كان يقدّمه أسامة هيكل للإعلام المصري، وقالت إن الإعلام خلال عهده لم يكن فيه مصداقية ولا شفافية ولا تنوّع. وضمن السياق نفسه، قالت منى عبد الوهاب إن الوزير هو مستقيل عمليًا منذ عام 2019، أي في اللحظة التي تولّى فيها مهمته، على اعتبار أنه لم يحدث أي تغيير في وزارته. وأشار علي عبد الرحيم إلى أن الإعلام والصحف الرسمية الحكومية لا يتابعها أحد، ويعمل فيها موظفون يحصلون على رواتب بدون أن يقوموا بأي شيء، وبالتالي فلا أهمية لأية استقالات.  

وبعد استقالة أسامة هيكل، سأل حساب "حارس البوابة" عن موعد إقالة وزير النقل كامل الوزير، الذي وصفه بالفاشل، فيما رأى حساب "يساري" أن الاستقالة تأتي في سياقها الطبيعي، حيث لا إعلام ولا حريات في ظل حكم العسكر، وأن نجل السيسي أحمد وصديقه أحمد شعبان يسيطرون على الإعلام والمخابرات، ولا مكان للمدنيين في مصر. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

زيادة على أسعار البنزين في مصر تشعل غضبًا واسعًا عبر السوشيال ميديا

وكالات الأمم المتحدة تحذر من تصاعد أعداد الغرقى من المهاجرين عبر المتوسط