04-يوليو-2016

محمد متولي الشعراوي(يوتيوب)

لا تريد "جثة" الراحل محمد متولي الشعراوي أن تهدأ، كلما خرجت من نقطة النور عادت إليها بانقلاب جديد ليس في صالح الرجل، شيخ السلطان الذي ظلَّ جاثمًا على الأوقاف والفتوى في مصر أربعين عامًا، وتحول إلى "تابوه"، محرَّم، "ممنوع الاقتراب أو الاختلاف أو اللمس".

يُقال إن لمتولي الشعراوي فتاوى متخلفة بعضها طائفي وتكفيري ومواقف مبنية على المصالح

لدى مريدي "الشعراوي" حنين إلى صوته وهو يفسِّر القرآن، ومحبة إلى سنين الطفولة التي عاشوها بين يديه، وصدمة من النار التي تشتعل حوله، حين يقال إنه صاحب فتاوى متخلّفة، واستغنى عن حياته ليس في سبيل الله، إنما في سبيل الرئيس، الذي كان على خلاف معه، وهو جمال عبد الناصر، وسجد شكرًا لله على هزيمة مصر في "حرب 67". ثم أصبح أحد رجال الرئيس، وأدواته في الحكم، وفي مجلس الشورى، وهو أنور السادات.

اقرأ/ي أيضًا: أغرب 5 فتاوى مصرية في رمضان

الآن.. ما هي تركة الشعراوي؟

"أمَّا الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" تقول الآية، وعملًا بالقول السماوي، ترك الشعراوي وراءه مئات الكتب والمؤلفات والأبحاث والدراسات وحلقات تفسير القرآن في التلفزيون، كان يريد أن يشتري الخلود.

بالفعل، لا يزال "الشعراوي" حاضرًا بعد 18 عامًا من رحيله، لا يزال حيًّا، والمتلاعبون بسيرته موتى.. يريدون أن يضربوه، أن ينزلوا به إلى أسفل سافلين، فيجابهون بحالة الاستحواذ التي شيّدها على خيال ووعي بسطاء المؤمنين، من لا يقرؤون ولا يكتبون.. يسمعون فقط! فما الذي ملأ به "الشعراوي" دماغ المصريين؟

كان طائفيًا؟

حين راجعه الصحافي المصري، محمود فوزي، في فتوى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم لأن "التهنئة تدخل في باب الود بالقلب الذي ينهي عنه الإسلام"، وقال له: "الإخوة الأقباط زعلانين منك جدًا".. كان رده جاهزًا ومتعمدًا وساخنًا: "يوم ما يغضب مني من يعادي الله يكون شرف لي، فالذي يتعرض لدين الله ولا يكون له خصوم يقلَّ ميراثه من نبيه. لكل نبي عدو شياطين الإنس والجن، ولو هؤلاء لم يغضبوا مني يبقى إيه لزمتي؟ وعملت إيه؟".

كل ذلك رغم أنه تسامح، لأسباب سياسية، في الصلح مع اليهود، والسبب الرئيسي، وفقًا لقوله: "نحن منذ عام 1948 غارقون، هناك من يتفرج علينا فقط، فلم نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بل على العكس كل عام إلى الأسوأ".

 اقرأ/ي أيضًا: لعبة الدين في العالم العربي

كان متورِّطًا مع أصحاب المال الحرام؟

اطمأن ملايين البسطاء إلى كلامه ووضعوا "تحويشة العمر" في شركات توظيف الأموال، التي تربح ربحًا حلالًا طيبًا مباركًا، كما قال، ودافع عنها: "هي تعطي مالاً للناس الذين يريدون أن يعيشوا شهريًا إلى أن تحسب أرباحها وخسائرها في نهاية العام فتقول لهم: لقد حصلتم على كذا، ولكم كذا، والباقي لكم كذا.. البعض يعطي مبلغًا تحت حساب الأرباح والخسائر كل شهر، والبعض كل ثلاثة أشهر أو ستة أو كل سنة".

في أي شيء تورط إذًا؟ يقول "الشعراوي": "إن أبنائي حين جاؤوا يودعون أموالهم.. لم يودعوها في الهدى مصر، ولكن وضعوها في (الريان)". وأحمد الريان هو الذي تاجر بـ"كشوف البركة" والدولارات والصفقات المشبوهة في القاهرة حتى دخل السجن بتهمة "غسيل الأموال"، التي دافع عنها "الشعراوي" باعتبارها "حلال حلال حلال".

كان تكفيريًّا؟

قد يقول قائل، بعد الاطلاع على فتاوى الشعراوي، ماذا أبقى "إمام الدعاة" لأئمة داعش!

قبل النهاية بقليل، كان لـ"إمام الدعاة" رأي في "بيع وزراعة الأعضاء". ما جزاء الذي يبيع أعضاء جسمه؟ يقول "الشعراوي": "يكون كافرًا. لماذا؟. لأنه يتصرف في جسمه الذي هو ملك الله سبحانه وتعالى، فإذا كنت لا تملك نفسك ولا جسمك فلا تمتلك أيضًا حق التبرع أو البيع في غير الملكية".

ويزيد: "إذا كان الإنسان يصبح كافرًا إذا ما أقدم على الانتحار ومات منتحرًا، وهذا يصبح دليلًا على أنه اعتدى على غير مملوك له، ومادام نفسي وذاتي غير مملوكة لي فإن الأعضاء ليست مملوكة لي أيضًا، لأن الله خلق لي أشياء وأعضاء وملكني إياها وخلق لي أشياء، وقال هي ملك لك إنما تنتفع بها فقط".

كان مشغولًا بهياج المرأة؟ أم خائفًا منه؟

وكان له أيضًا رأي في "الختان"، الذي يخرج به من دائرة الفروض على الذكور، ويدخل به، لدى المرأة، دائرة "الكرامة" فلا يعتبره فرضًا ولا سنة. لماذا هو كرامة إذًا؟

يقول: "لأن القدر الزائد يكون خارجًا عن الشفرتين، فإن كان مرتفعًا وجاء الثوب عليه أو مر به أهاج شهوة المرأة، وإذا أهاج شهوة المرأة جعلها تطلب الرجل فتكون هلوكًا. إذًا يصبح هذا كرامة لها..".

فتاوى مثل هذه قد تدفع قائلًا ليقول، إن كانت هذه فتاوى "إمام الدعوة"، فماذا بقي لأئمة داعش!!

 اقرأ/ي أيضًا:

لا يا شيخ علي.. الرسول من برج "القوس"

من أجل أنوار جديدة