06-يوليو-2022
جريمة جديد تهزّ المجتمع اللبناني

جريمة جديد تهزّ المجتمع اللبناني (Teller Report)

اهتزّ الرأي العام في لبنان من شماله حتى جنوبه، بعد انتشار معلومات حول توقيف رتيب متقاعد في الجيش اللبناني، بتهمة اغتصاب عدد من الأطفال القصر من الجنسين في منطقة القاع البقاعية، يتراوح عددهم بين 15 و20 بحسب المعلومات المتداولة، بعدما استخدم مادة مخدّرة كان يضعها في مشروب عصير يقدمه لهم بهدف تنويمهم والقيام بفعلته.

تستّرت السلطات على المتهم باغتصاب عدد من الأطفال بعد قيامه باستدراجهم واغتصابهم 

ما زاد من هول الفاجعة التي سقطت فوق رؤوس اللبنانيين، هو أن إلقاء القبض على "السفاح" من قبل الجهات الأمنية تمّ قبل أسبوع تقريبًا، ومع ذلك فإن الأمر بقي طي الكتمان، بسبب ما يعتقد أنه محاولات التستر على الجريمة وحماية الجاني وعائلته من قبل مراجع روحية وسياسية في المنطقة، حاولت الضغط على الأهالي لـلفلفة القضية وعدم التقدم بشكوى قضائية أو تحويل الجريمة إلى قضية رأي عام.

تفاصيل مروّعة

في التفاصيل، داهمت قوة من المخابرات الجيش منزل العسكري المتقاعد الياس ضاهر، وأوقفته بتهمة القيام بأفعال منافية مع الأطفال بعد تخديرهم، بناءً على شكوى تقدّم بها أهل أحد الأطفال الذي تمكن من الفرار من منزل ضاهر، وأخبر ذويه أنه استيقظ ووجد نفسه عاريًا في المنزل المذكور.

حاول المتهم الخمسيني إنكار التهم المنسوبة إليه في البداية، لكن مواجهته بصور ومقاطع فيديو متواجدة على هاتفه دفعته إلى الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها، حيث روى للمحققين أنه كان يدسّ المخدر في العصير للفتية والفتيات في أحد المقاهي الموجود قرب بيته، ثم ينقلهم إلى منزله حيث يقوم باغتصابهم وتصويرهم لابتزازهم وإخافتهم كي لا يفضحوا أمره.

أحد الصحف المحلية أشارت إلى اجتماع لفعاليات بلدة القاع، ضمّ مخاتير وأعضاء في المجلس البلدي ورجال دين بالإضافة إلى النائب عن المنطقة سامر التوم المنتمي إلى التيار الوطني الحر، بهدف احتواء الموضوع والتمني على أهالي الضحايا وسكان منطقة القاع بالتزام الصمت وعدم نشر أي معلومات عبر الإعلام ومواقع التواصل، الأمر الذي أغضب القاعيين، الذين أصروا على فضح المجرم والتشهير به وإنزال أشدّ العقوبات به ليكون عبرة لمن اعتبر.

أخبار الجريمة المتداولة هزت مواقع التواصل في لبنان، فنشر الناشطون صورة الياس ضاهر ودعوا إلى تداولها بكثرة والتشهير به على أوسع نطاق، ليكون عبرة للمغتصبين المنتشرين في المجتمع اللبناني.

كذلك استخدم المغردون وسم #سفاح_الأطفال للتعبير عن سخطهم من الجريمة المروعة، والمطالبة بإنزال أشدّ العقوبات بالمجرم، كما انتقدوا محاولات التستر على الجريمة، مطالبين بتقديم الدعم النفسي والمعنوي للأطفال\ الضحايا ومساعدتهم على التعافي من الأمر.

في أبرز التغريدات والمواقف في هذا المجال، أشار الناشط سلمان العنداري إلى أن لفلفة الموضوع والتستر على الجريمة متواصل من قبل قوى سياسية وشخصيات دينية وعامة، متسائلًا عن دور وزير الداخلية الذي " يتحفنا ببياناته وإعلاناته "

وانتقدت الإعلامية كارين سلامة ازدواجية المعايير التي تتبعها القوى الأمنية، حيث كتبت على صفحتها : " بتكتب تويت بفوتوا على نص بيتك بيسحبوك من تختك، بتغتصب اولاد بدافعوا عنك رجال الدين، والجهات الحزبية وبصيروا يبرلولك..... #سفاح_الاطفال.

الناشط الحقوقي ضوط البزري أشار إلى أن الياس ضاهر اتهم قبل خمس سنوات بالتحرش بالأطفال، لكن القضية لفلفت وأكمل بإجرامه. وأضاف : " تقاليدكم وعاداتكم التي تفرض التستر على مغتصب أطفال مكانها الزبالة، بسببها تعرض المزيد من الأطفال لأبشع أنواع العنف!"

بينما كتبت الصحفية فاطمة عبد الله ضمن السياق نفسه : " عسكري متقاعد بـ #القاع خدّر واغتصب أطفال، بس مطمن باله إنو في مين يحميه ويستّر عليه وبيعرف منيح إنو متل كل مرة بتتلملم الفضيحة وبيتكسر الملف بلا حساب يا ريت لو لمرة بيتطبق قانون بهالبلد والمذنب بنال جزاءه أقله ليكون عبرة لغيره. الإفلات من العقاب حوّل الناس لوحوش."

الجريمة المروعة والممتدة لسنوات طويلة، التي ارتكبها الياس ضاهر المتهم أيضًا بتعاطي وترويج المخدرات، تنضم إلى لائحة طويلة من الجرائم التي يتعرض لها الاطفال والقصر اللبنانيون إضافة إلى النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، من عنف منزلي واعتداءات جسدية وجنسية، وآخرها كان تعرّض قصّر لبنانيين وسوريين من القصرّ العاملين في قطاف الكرز، للضرب المبرح والمهين من قبل الأجهزة الأمينة بناءً على طلب رب عملهم الذي اتهمهم بسرقته بدون تقديم أية أدلة، وقد تم تصوير عملية الضرب وانتشر مقطع الفيديو بشكل واسع بدون أن تقوم القوى الأمنية بدورها بمحاسبة الفاعلين.