الترا صوت – فريق التحرير
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، اليوم الثلاثاء، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن "واشنطن ملتزمة بالانسحاب من أفغانستان وسنواصل العمل على إجلاء الأمريكيين وأكبر عدد من الأفغان المتعاونين قدر المستطاع في الأسابيع المقبلة، حيث نعمل للحفاظ على الأمن في مطار كابول ويتواجد لدينا هناك 3500 جندي، ونعتقد أننا قادرون على نقل ما بين 5 إلى 9 آلاف شخص خارج كابول يوميًا".
أشار مسؤول أمني غربي في مطار العاصمة الأفغانية إلى أن الرحلات الجوية لإجلاء الدبلوماسيين والمدنيين الغربيين من أفغانستان قد استئنفت صباح الثلاثاء
فيما أشار مسؤول أمني غربي في مطار العاصمة الأفغانية إلى أن الرحلات الجوية لإجلاء الدبلوماسيين والمدنيين الغربيين من أفغانستان قد استئنفت صباح الثلاثاء، وأضاف أن "مدرج المطار، الذي كان يعج بآلاف من المستميتين إلى السفر بات خاليًا من الحشود". وكانت القوات الأمريكية المسؤولة عن المطار قد جمدت رحلات الإجلاء بسبب الفوضى، والتدافع الذي وقع بمدرجاته وخلف قتلى، حيث إن إدارة مطار كابول قد طلبت من المواطنين عدم التوجه إلى المطار حتى إشعار آخر. وأشارات عدة مصادر أن كثيرًا من أفراد البعثات الدبلوماسية والأجانب يرغبون بالسفر ضمن جهود الإجلاء، لكن لم يتمكنوا من الدخول بسبب الازدحام على البوابات.
اقرأ/ي أيضًا: ديلي بيست: كل الرؤساء الأمريكيين مسؤولون عن 20 سنة من الفضيحة في أفغانستان
في السياق، قال مسؤول أمن مطار كابول إنه سيتم إعادة فتح المطار أمام المدنيين يوم السبت المقبل، بعد أن دخل عدد من مسلحي طالبان للجزء المدني من المطار، وانتشروا في محيطه، وقد شوهد مسلحو الحركة يطلقون النار في الهواء لتفريق المحتشدين في محيط المطار والساعيين إلى الدخول إليه ومعظمهم لا يملك وثائق سفر.
هذا وأعلنت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي اليوم الثلاثاء، أن أول طائرة عسكرية فرنسية تنقل رعايا فرنسيين تم إجلاؤهم من أفغانستان قد حطت الليلة الماضية في مطار أبوظبي، وأشار بيان لوزارة الجيوش الفرنسية أن "طائرة إيرباص تحمل 45 مواطنًا فرنسيًا ومن دول شريكة أجلتهم السلطات الفرنسية من كابول قد أقلعت من أبوظبي على أن تصل بعد ظهر الثلاثاء إلى مطار رواسي – شارل ديغول في باريس". ومن المقرر تنظيم رحلات أخرى في الساعات والأيام المقبلة لإجلاء كل الرعايا الفرنسيين وآخرين خصوصًا الأفغان الذين عملوا مع المنظمات الفرنسية ويرغبون بمغادرة أفغانستان.
وفي حين أوضحت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارنباور في حوار مع "القناة الأولى" الألمانية صباح اليوم، أن طائرة إجلاء ألمانية في مطار طشقند عاصمة أوزبكستان الذي يستخدمه الجيش الألماني جسرًا جويًّا نحو كابول، تنتظر تصريحًا من القوات الأمريكية المتواجدة في مطار العاصمة الأفغانية لتقلع إلى هناك. وكشفت الوزيرة أن نحو 600 عنصرًا من قوات الجيش الألماني كلّفت بعملية الإجلاء، وكانت طائرة نقل حربية من طراز "إيه400إم" قد حطت في مطار العاصمة مساء أمس الاثنين، وفق تصريحات وزارة الدفاع الألمانية، حيث كانت الحكومة الألمانية قد تعهدت بإخراج أكبر عدد ممكن من الرعايا الأجانب والمتعاونين المحليين من أفغانستان إذا ظل المطار مفتوحًا. وأقرّت الوزيرة بأنّ أول عملية إجلاء لم تشمل سوى مجموعة صغيرة من الرعايا الألمان، مضيفة أنه "كان وضعًا مبهمًا وخطيرًا ومعقدًا في مطار كابول، خاصة في ظل وجود العدد الكبير من الجماهير البشرية"، وأضافت "كان لنا وقت وجيز جدًا ولهذا أخذنا فقط أولئك الذين كانوا في عين المكان".
في إطار آخر، أعلنت حركة طالبان عفوًا عامًا عن كل موظفي الدولة، داعية إياهم إلى معاودة العمل بعد يومين من استيلائها على السلطة، وأوضحت الحركة في بيان لها صدر اليوم الثلاثاء، أنه "صدر عفو عامًا عن الجميع .. لذا يمكنكم معاودة حياتكم الطبيعية بثقة تامة"، فيما حث مسؤول في الحركة النساء على الانضمام إلى الحكومة المزمع تشكيلها، وقال عضو اللجنة الثقافية إنعام الله سمنغاني، في بيان على التلفزيون الأفغاني الحكومي، الذي أصبح تحت سيطرة الحركة، إن "الإمارة الإسلامية لا تريد أن تكون النساء ضحايا" وأضاف: "هيكل الحكومة ليس واضحًا تمامًا، ولكن بناء على الخبرة يجب أن تكون هناك قيادة إسلامية كاملة وينبغي على جميع الأطراف الانضمام إلى الحكومة".
وكانت حركة طالبان جددت أمس الاثنين، تأكيدها أن الأوضاع في العاصمة تحت السيطرة، وأنها اعتقلت عددًا ممن قالت ‘نهم متورطون في عمليات النهب والسرقة. وقال المتحدث الإعلامي باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن "الوضع في كابول تحت السيطرة، وإنه تم اعتقال متورطين في عمليات تخريبية"، كما أعلن أحد قادة طالبان العسكريين على حرص الحركة على عدم السماح بدخول منازل المسؤولين السابقين أو تهديدهم، وشدد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أنه "صدرت أوامر لأعضاء الحركة على كافة المستويات بضمان احترام وجود كافة البعثات الدبلوماسية في أفغانستان".
هذا ومن المتوقع أن يتوجه غدًا الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار ورئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مفاوضات مع قيادة طالبان حول موضوع انتقال السلطة وما سيجرى في العاصمة كابول بعد سيطرة الحركة عليها. وكان من المفترض أن يسافر الوفد اليوم إلى الدوحة، إلا أن الوضع في مطار العاصمة الأفغانية ووقف الرحلات التجارية والعادية من وإلى كابول قد أجلا الزيارة.
ومن المتوقع أن يتوجه غدًا الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار ورئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مفاوضات مع قيادة طالبان
وفي وقت سابق من مساء أمس، أجرى كل من كرزاي وعبد الله وحكمتيار لقاء مع عضو المكتب السياسي لحركة طالبان ورئيس لجنة الدعوة والإرشاد في الحركة الملا أمير خان متقي في كابول، وناقشوا معه المستجدات الأخيرة في العاصمة وقضية الحكومة الانتقالية وانتقال السلطة. وتحدثت مصادر من اللقاء أن حركة طالبان أصرت على أمرين حيال الحكومة القادمة وهما أن "تكون الحكومة إسلامية، وأن تضم جميع الأطياف والأحزاب"، فيما تصر الأحزاب الأفغانية وبعض الدول الغربية على رفض فكرة الإمارة إسلامية وضرورة بقاء الجمهورية في البلاد.
اقرأ/ي أيضًا:
تعليق كافة الرحلات الجويّة التجارية من مطار كابول
كيف علّق ترامب على دخول طالبان إلى كابول وإعلانها السيطرة على أفغانستان؟