16-مارس-2020

تفاعل الأردنيون عبر منصات السوشال ميديا مع نبأ فرار مصاب بفيروس كورونا من إحدى مستشفيات بلادهم (تويتر)

"أخي تامر! المجتمع الأردني كله بإيديك.. أنت تشكل خطرًا على المجتمع، أرجو إن سمعت صوتي أن تتوجه إلى قسم العزل.. هذا واجب وطني وأخلاقي عليك أن تقوم به"، هكذا كانت رسالة وزير الصحة الأردني سعد جابر للمواطن الأردني المصاب بفيروس كورونا والفار من مستشفى حمزة الحكومي أمس بعد رفضه الخضوع للعزل الصحي فيها.

وجه وزير الصحة الأردني رسالة خصوصية إلى المريض المستنكف عن العلاج والهارب بأن يقوم ما يحتمه الواجب الوطني عليه

تامر هو الاسم الأول للمواطن الأردني الذي قدم من لندن في الثامن من آذار/مارس الشهر الحالي وشعر بأعراض خفيفة فعزل نفسه في المنزل عدة أيام حتى ذهب لمستشفى الأمير حمزة الحكومي وأجرى الفحص الخاص بفيروس كورونا، حسب ما روى للإعلام. حيث كشف وزير الصحة الأردنية سعد جابر عن اسم المريض الفار وحيثيات هروبه من خلال برنامج على قناة تلفزيونية محلية، وبيًن جابر أن المواطن الفار أمام مسؤولية مجتمعية وأخلاقية وقانونية إذا لم يمتثل لقرار العزل الصحي.

اقرأ/ي أيضًا: اليمن وهواجس "كورونا".. خوف ضمن مخاوف

مناشدات على السوشال ميديا

ما أن أعلنت الحكومة الأردنية فرار المواطن الأردني المصاب بفيروس كورونا المستجد من مستشفى حمزة ورفضه الخضوع للعزل الصحي حتى امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالرسائل والتعليقات على حادثة الهروب وانتشر هاشتاغ بعنوان #ارجع_يا_تامر.

تامر يوضّح.. لست هاربًا

من جهته أوضح المواطن تامر السعودي على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي حقيقة ما حصل معه، وأنّه لم يهرب، وإنما خرج بشكل عادي أمام الكادر الطبي بعد أن تفاجأ بعدم جاهزيته المكان المخصص للحجر الصحي في المستشفى وعدم نظافته، إضافة إلى تعجبه من عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة من قبل الكادر الطبي الذي استقبله، من عدم ارتداء الكمامات والتعامل الخالي من الجدّية مع الحالة، ما دفعه إلى أن يطلب من الممرّض الخروج من المستشفى، ليقوم أحد الكوادر الطبية هناك بحسب رواية تامر بكبس زرّ المصعد وتوديعه قائلًا: "الله معك"!. ليتفاجأ بعد ذلك المواطن المصاب، بعد عودته إلى منزله بسيارته الخاصة، بمداهمة الأجهزة الأمنية واتهامه بالهرب من الحجر الصحّي.

كورونا في الأردن.. جدل وحرب إعلامية

هذا وتشهد وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، كسائر بلاد العالم، تدفقاً كثيفاً للأخبار بما يخص مرض "فيروس كورونا المتجدد"، منها الصحيح من وسائل إعلامية وصحفيين وناشطين، ومنها ما هو أخبارا مزيفة تقصد المزاح والسخرية تارة، أو بث الرعب والخوف تارة أخرى.

بلغت عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الأردن حتى الآن 15 حالة، وكان المواطن تامر من بين الحالات التي أعلن عنها، بالإضافة إلى ستة سائحين فرنسيين وامرأة عراقية أتت من لندن قبل يومين وخمسة أردنيين منهم من خالط أمريكية مصابة بالفيروس زارت الأردن مؤخراً وبعض الإصابات الجديدة الأخرى بحسب وسائل إعلام محلية. 

أعلنت الحكومة الأردنية يوم أمس عدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد، أهمها: تعطيل المؤسسات التعليمية (راض الأطفال، حضانات، مدارس، جامعات، مؤسسات ومعاهد تدريب) لمدة أسبوعين من تاريخ القرار. وستبدأ الحكومة بتنفيذ خطة التعليم عن بعد من خلال قنوات التلفزة الوطنية، ومن ثم موقعاً الكترونيا متخصصاً للتعليم عن بعد اسمه (درسك)، وتعد هذه المرة الأولى التي ينفذ فيها الأردن نظام التعليم عن بعد.

كما أقرت الحكومة بتعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة الأردنية ابتداء من 17 آذار/مارس وحتى إشعار آخر، مع بقاء حركة الشحن التجارية مستمرة لضرورتها. وبذلك يكون الأردن قد أغلق جميع المعابر الحدوية البرية والبحرية والمطارات من وإلى الأردن أمام حركة المسافرين.

روان الطراونة امرأة عاملة ولديها طفلان اثنان (4 سنوات، سنتان)، قالت لألترا صوت "كنت أتوقع قرار تعطيل المدارس منذ بداية الأسبوع الفائت، أي أنها مسألة وقت فقط". لكن وبعد صدور القرار ولم يرافقه أي قرار بتعطيل الدوائر الحكومية بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالشكوى من النساء العاملات.

تضيف الطراونة "انحرقت أعصابي واحترت وين أروح بأطفالي، فطبيعة عملي كمذيعة في الإذاعة الأردنية لا تتيح لي العمل من البيت"..." وبطبيعة الحال 40% من القوى العاملة في الأردن من النساء وقرار تعطيل الطلاب كان لا بد أن يراعى فيه الأم فهي الراعي الأول لأولادها ولا يمكنها تركهم لوحدهم في البيت".

قامت المؤسسات والدوائر الحكومي بقرارات لاحقة بتعطيل الأمهات ممن لديهن أطفال في المدارس، كما حصل مع الطراونة "سمحت الإذاعة بإجازات مدتها أسبوعين لكل المذيعات ممن يملكن أطفالاً أعمارهم دون التاسعة".

تلتها قرارات أخرى من وزارات وجهات مختلفة، فقد أعلنت وزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية قرارًا بوقف صلاة الجماعة وصلاة الجمعة في كافة مساجد المملكة حفاظاً على الصحة العامة بما يتفق مع الشريعة الإسلامية لرفع الضرر والحفاظ على المصلحة العامة، على أن يستمر رفع الأذان وينتهي بجملة "صلوا في بيوتكم". من جهته أعلن مجلس رؤساء الكنائس قرار إغلاق كافة الكنائس في الأردن.

إغلاق الأماكن السياحية الأثرية لغاية إجراء حملات التعقيم وإغلاق النوادي الرياضية ومراكز الشباب دور السينما والمسابح إلى إشعار آخر.

كان من بين القرارت منع تقديم الأرجيلة وخدماتها في المقاهي والمطاعم، وإغلاق أي مطعم أو مقهى لا يتقيد بهذه التعليمات. وهذا ما أثار حفيظة بعض المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي

اقرأ/ي أيضًا: "فيروس كورونا".. لهذه الأسباب انتشر الوباء في إيطاليا

علق الشاب سيف المجالي صاحب مقهى تقدم الأراجيل على القرار قائلاً "خسرت مقهاي خلال اليومين السابقين ما نسبته 95% من دخلها، فبعد أن كانت تكسب 250 دينارفي اليوم الواحد لم يدخل لها سوى 14 دينار "..."سأضطر لإغلاق المقهى وتسريح العاملين فيه مع نهاية هذا الشهر لتفادي الخسائر، فمرابح المقاهي تعتمد بالأصل على الأرجيلة وليس مشروبات القهوة والشاي" وتوقع المجالي بأن تغلق أكثر من 80% من مقاهي البلد.

كما أصدر المجلس القضائي اقرارًا يقضي بتأجيل النظر في كافة الدعاوى المنظورة أمام المحاكم والمحددة جلساتها مدة شهر دون الحاجة لحضور الخصوم، وسيتم تعقيم المحاكم في فترة تأجيل النظر بالجلسات.

يذكر أن الحكومة الأردنية أعلنت عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في بداية أذار/مارس الحالي لمواطن أردني (ثلاثيني) ظهرت عليه أعراض المرض بعد مرور 16 يومًا من عودته من إيطاليا، وفرضت وزارة الصحة الأردنية عليه الحجر الصحي وخرج أمس الأول بعد تشافيه تمامًا من المرض.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نصيحة الخبراء لكبار السنّ.. الزموا البيوت لتجنب عدوى كورونا

حقائق فيروس كورونا: ما هي معدلات الوفاة وهل هناك علاج؟

هل هو أسوأ من الإنفلونزا؟.. تفنيد خرافات كورونا

نظريات المؤامرة تغذي انتشار فيروس كورونا.. السلاح البيولوجي المطور أبرزها

هل يمكن للحيوانات أن تنقل عدوى فيروس كورونا الجديد؟

ما الذي يجعل فيروس كورونا أشدّ خطرًا على مرضى القلب والسكري؟