27-سبتمبر-2022
احتجاجات متواصلة في إيران (رويترز)

احتجاجات متواصلة في إيران (رويترز)

ارتفع مستوى التوتر بين إيران والدول الغربية على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها المدن الإيرانية احتجاجًا على مقتل الشابة مهسا أميني. فقد اتهمت إيران الولايات المتحدة باستخدام الاضطرابات لمحاولة زعزعة استقرارها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن "واشنطن تحاول دائمًا إضعاف استقرار إيران وأمنها رغم أنها لم تنجح"، واتهم الكنعاني "قادة الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية باستغلال حادث مأساوي دعمًا لمشاغبين، وتجاهل تواجد الملايين في شوارع وساحات البلاد دعمًا للنظام".

ارتفع مستوى التوتر بين إيران والدول الغربية على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها المدن الإيرانية احتجاجًا على مقتل الشابة مهسا أميني

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد اعتبر أن "الاحتجاج السلمي حق لكل أمة، لكن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب والأعمال الاستفزازية في إيران"، مشيرًا إلى أن "تدخل واشنطن في شؤون طهران الداخلية، يتعارض مع رسائل البيت الأبيض الدبلوماسية". بدوره اتهم رئيس السلطة القضائية في إيران غلام حسين إيجئي ما وصفه بالعدو بأنه يسعى إلى زعزعة الأمن وإثارة الشغب وتهديد أمن واستقرار المواطنين عبر الاحتجاجات الأخيرة في البلاد. وأشار إيجئي خلال تفقده مركز قيادة شرطة العاصمة طهران، أنه "سيجري التعامل بحزم مع العناصر الرئيسية التي تقود الاحتجاجات، ولن يكون هناك تساهل معها".

بالمقابل قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن انخراط بلاده في محادثات نووية مع إيران لا يعني غض النظر عن انتهاكاتها بحق المواطنين الإيرانيين. وأضاف سوليفان في حديث لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية أن بلاده تعمل على تسهيل وصول المتظاهرين الإيرانيين إلى الإنترنت لإيصال أصواتهم للعالم.

بدورها استدعت ألمانيا السفير الإيراني في برلين لـ"حث طهران على وقف حملتها القمعية، والسماح بالاحتجاجات السلمية"، وردًا على سؤال عن احتمال فرض المزيد من العقوبات على ايران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية "سننظر في جميع الخيارات مع دول الاتحاد الأوروبي".

من جهته أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن "كندا ستفرض عقوبات على المسؤولين عن مقتل أميني، بما في ذلك وحدة شرطة الآداب الإيرانية وقيادتها"، وأضاف خلال مؤتمر صحفي في أوتاوا "لقد رأينا إيران تتجاهل حقوق الإنسان مرارًا وتكرارًا، والآن نراها بموت مهسا أميني، وقمع الاحتجاجات".

هذا وتواصلت الاحتجاجات الشعبية في مختلف المدن الإيرانية احتجاجًا على مقتل الشابة مهسا أميني، فقد أظهرت لقطات فيديو متظاهرين بمناطق من العاصمة طهران وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"، في إشارة لمرشد الثورة آية الله خامنئي. كما نشرت منظمة "هنكاو" الحقوقية  مقطع فيديو قالت إنه في مدينة سنندج عاصمة إقليم كردستان الإيراني، حيث أظهر نساء خلعن الحجاب احتجاجًا على فرضه بشكل قسري، وسط هتافات المتظاهرين. وفي مقطع فيديو لاحق سمع دوي إطلاق نار كثيف حيث بدت الشوارع مليئة بالغاز المسيل للدموع. وفي مدينة سردشت، نُشر مقطع فيديو آخر على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر قوات الأمن وهي تفتح النار في ساعة متأخرة من الليل خلال احتجاجات في البلدة التي تسكنها غالبية كردية.

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في مختلف المدن الإيرانية، وأظهرت لقطات فيديو متظاهرين بمناطق من العاصمة طهران وهم يهتفون "الموت للدكتاتور"

وفي حصيلة جديدة لعدد ضحايا الاحتجاجات، أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" الحقوقية عن ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 76 متظاهرًا، وتحدثت المنظمة عن إجبار السلطات الايرانية عائلات الضحايا على دفن أبنائها في الليل، كما تعرضت العائلات لضغوط لعدم إقامة جنازات عامة، وهددتهم بتوجيه تهم قانونية. من جهتها أعلنت السلطات الرسمية عن حصيلة رسمية تحدثت عن مقتل 41 شخصًا في الاحتجاجات بينهم متظاهرون وعناصر أمن، فيما أعلن عن اعتقال 1200 متظاهر، وفق ما أفاد به مسؤولون أمنيون.