12-مارس-2021

محطة وقود في الصين (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير 

ارتفعت أسعار النفط عالميًا، الخميس 11 آذار/مارس، بفعل تراجع المخزونات الأمريكية أساسًا، وارتفاع الطلب في ظل توقعات قوية لتعافي الاقتصاد العالمي مع تعزيز توزيع اللقاحات الوقائية من كوفيد-19. إذ صعدت قيمة العقود الآجلة لبرميل خام البرنت بنسبة 0.3% لتصل سعر 68.10 دولار أمريكي للبرميل، وبلغت قيمة عقود خام غرب تكساس الوسيط  64.56 دولار للبرميل، محققة ذات نسبة ارتفاع البرنت. وتعقيبًا على هذا المتغير في الأسواق العالمية، قال كبير المحللين الاستراتيجيين للأسواق العالمية في شركة أكسي للخدمات المالية، ستيفن إينيس لوكالة رويترز "تراجعت مخزونات البنزين مما قدم موازنة تصاعدية وأدى في نهاية المطاف إلى ارتفاع أسعار النفط بفضل الطلب القوي على المنتجات النهائية، وبالتالي إلى انتعاش اقتصادي". 

أدى تزامن التراجع  في الاحتياطي النفطي الأمريكي وسعر الدولار، إضافة إلى سيطرة التوقعات بالتعافي الاقتصادي على أسواق التداول، إلى ارتفاع سعر النفط عالميًا

في حين قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات البنزين انخفضت بحجم 11.9 مليون برميل لتصبح 231.6 مليون برميل، في حين توقع المحللون تراجعها بمقدار 3.5 مليون برميل. وقال مدير أبحاث السلع الأولية لدى كليبر داتا مات سميث لرويترز "الإنتاج عاد إلى مستويات ما قبل العاصفة الشتوية التي ضربت تكساس لكن عمليات التكرير أوقفت الإنتاج وتكابد صعوبات في التعافي". وتزامن هذا الارتفاع في أسعار النفط مع إعطاء مجلس النواب الأمريكي الموافقة النهائية على واحدة من أكبر إجراءات التحفيز الاقتصادي في التاريخ الأمريكي، وأقر حزمة  إغاثة شاملة بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، الأمر الذي عزز توقعات التعافي، وساهم في رفع الطلب على مادة البنزين تحديدًا.

اقرأ/ي أيضًا: استخدام عبارة "دحرجة رؤوس" من وزير أردني يثير حملة على السوشيال ميديا

من جانبها ذكرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أحدث توقعاتها إن الاقتصاد العالمي المتضرر من الجائحة سينتعش هذا العام بمعدل نمو 5.6% وسينمو 4% في العام المقبل حسب ما نقلت إذاعة صوت ألمانيا. وكانت توقعات منظمة التعاون السابقة للنمو هذا العام 4.2%. وأوضح ستيفن برينوك من شركة PVM "عندما يتعلق الأمر برفع معنويات السوق، لا يكاد يوجد ما يضاهي تحسين توقعات التعافي الاقتصادي لمرحلة ما بعد كوفيد-19". في المقابل قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن ارتفاع أسعار النفط قد يشجع البعض من خارج أوبك بلس على زيادة الإنتاج، وإن الطلب النفطي يعود تدريجيًا. وأضاف نوفاك  أن سوق النفط مستقر حاليًا، وأن روسيا ستزيد الإنتاج في نيسان/أبريل المقبل.

وفي خطاب ألقاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، ركز فيه على معدل البطالة الذي لا يزال مرتفعًا، وأكد على أن إطار السياسة الجديدة للاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يستوعب التضخم السنوي فوق معدل 2% لبعض الوقت قبل رفع معدلات الفائدة. وكان باول قد أعلن أن "الاقتصاد الأمريكي بعيد جدًا عن بلوغ حالة سوق عمل متينة يتم تقاسم مكاسبها على نطاق واسع"، وأضاف أن "فترات الركود السابقة التي مر بها الاقتصاد تشير إلى أن التعافي قد يستغرق سنوات". كما أشار إلى أن إصلاح ما تسببت به الأزمة الوبائية على سوق العمل سيتطلب مروحة واسعة من السياسات الحكومية إلى جانب حملة تلقيح واسعة النطاق لضبط تفشي فيروس كورونا، وقد يستغرق الأمر سنوات عدة لمعالجة الضرر الذي لحق بالقوى العاملة. وذكر أن الضرر لم يتم تقاسمه بصورة متساوية، بحسب  ما نقل عنه موقع بيزنس تايمز.

كما تجدر الإشارة إلى أن معدل البطالة الحقيقي في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي، يبلغ نحو 10%، وهو أعلى بكثير من المعدل الرسمي المعلن بمقدار 6.3%. وبعدما أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنّه لن يرفع أسعار الفائدة مع بدء انخفاض البطالة، قال باول إن التصدي للأزمة يتجاوز عمل هذه المؤسسة وحدها. وأوضح أن إصلاح الضرر "سيتطلب التزامًا على نطاق المجتمع بأسره مع مساهمات من الحكومة والقطاع الخاص". وحذّر من أن "التجربة تخبرنا بأن بلوغ العمالة الكاملة والبقاء عندها لن يكون سهلًا"، مرجحًا أن يحتاج العمال والأسر إلى "دعم مستمر".

ويذكر أن تداولات مؤشر الدولار الأمريكي مستمرة بالقرب من أدنى مستوى لها في أسبوعين في التداولات الآسيوية. وذلك على ارتباط ببيانات التضخم في الولايات المتحدة إلى جانب تعهد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة خلال الفترة المقبلة، مما ضغط بشكل ملحوظ على الدولار الأمريكي، بحسب تقرير لوكالة رويترز. وفي ذات السياق، هبط مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في أسبوع خلال التداولات المبكرة في الأسواق  الأوروبية، مع اتجاه المستثمرين للمخاطرة. في المقابل صعد الدولار الأسترالي وكذلك النيوزيلندي وبلغ كلاهما أعلى مستوى في أسبوع مقابل الدولار الأمريكي بدعم من ارتفاع أسعار السلع الأولية، ومنها النفط. وسجلت الكرونة النرويجية أقوى مستوى تداول لها منذ حوالي عام مقابل اليورو، بينما هبط الفرنك السويسري أمام كل من الدولار واليورو، وتراجع الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقف على معاناة شباب سوريا

ادعاءات بانتهاكات جنسية بحق العاملات تطال معمل توريد لـ"H&M" في الهند