11-يناير-2023
gettyimages

سيتم استكمال أعمال المنتدى خلال قمة وزراء الخارجية في المغرب بعد 3 أشهر (Getty)

اختتمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي اجتماعات مجموعات العمل لـ"منتدى النقب" التي استمرت ليومين بمشاركة دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول الموقعة على اتفاقيات "أبراهام" للتطبيع (الإمارات، البحرين، المغرب) بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وقد وصف مسؤول أمريكي بارز الاجتماع بأنه الأكبر من نوعه منذ عقود بين إسرائيل والدول العربية، نظرًا لمشاركة 150 مسؤولًا فيه من الدول الستة المكونة لمجموعة منتدى النقب.

اختتمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي اجتماعات مجموعات العمل لـ"منتدى النقب" التي استمرت ليومين بمشاركة دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول الموقعة على اتفاقيات "أبراهام" للتطبيع

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، فإن هذا الاجتماع"يعتبر استكمالاً لما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في آذار/ مارس 2022 في النقب، حيث يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون بين الدول وتحقيق مصالح شعوب المنطقة، بما فيها الشعب الفلسطيني"، حسب زعم البيان.

وأضاف بيان الخارجية الإماراتية: "يأتي عقد منتدى النقب على ضوء الاتفاق الإبراهيمي للسلام، وهو عبارة عن منصة تعاون إقليمي أسستها الدول الستة الأعضاء، والتي تقوم على الأهداف الأساسية المشتركة المتمثلة في تعزيز الرخاء والاستقرار والازدهار على الصعيد الإقليمي ودعم مصالح كافة دول المنطقة والتنمية المستدامة، وتوفير الحلول للتحديات القائمة بما يحقق مستقبلًا أفضل للأجيال المقبلة". فيما كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت إلى أن تركيز المؤتمر الأول سيكون على الجانب الأمني في كل المجالات التي سيتم التعاون بها، مع إمكانية تحوله إلى تحالف عسكري في المرحلة القادمة. وتشير تحليلات إلى محاولة أمريكية نحو مأسسة "منتدى النقب".

أمّا وزارة الخارجية الإسرائيلية فقد أعلنت في بيان صادر عنها أنه تم خلال الاجتماعات في العاصمة الإماراتية أبوظبي "التحضير للقاء وزراء خارجية دول منتدى النقب، التي من المتوقع أن يعقد في الأشهر المقبلة في المغرب". وبحسب ذات البيان الإسرائيلي فإن مجموعات العمل "ستقدم لائحة بالمشاريع في القطاعات الست المكلفة بها، (الصحة والأمن الإقليمي والتعليم والسياحة والطاقة)، ليتم تقديمها في منتدى النقب لوزراء الخارجية في اجتماعهم المقبل".

getty

وتكون الوفد الإسرائيلي من مدير عام وزارة الخارجية ألون أوشبتيز، وضم ممثلين من وزارات الخارجية والزراعة والصحة والأمن والسياحة والاقتصاد والتعليم والطاقة وسلطة المياه. 

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي لـ"صحيفة معاريف العبرية" إن "هذا لقاء تاريخي وعقد في أجواء جيدة للغاية، حيث أتت جميع الأطراف للعمل بهدف إنهاء الاجتماع بنتائج حقيقية، وقدمت كل مجموعة عمل عدة مشاريع ستوافق عليها الحكومات في من أجل تطويرها استعدادًا للاجتماع الوزاري". وأضاف، "هذه بداية العملية، وهي أساس العمل نحو القمة الوزارية للمنتدى، التي ينتظر أن تعقد في المغرب في آذار/ مارس". متابعًا حديثه: "اجتماع ست دول تحت عنوان منتدى النقب واعتمادها المصطلح العبري هو أمر في غاية الأهمية، ويوجد بناء تدريجي لمنتدى إقليمي هام بين الدول"، على حدّ قوله.

أمّا عن القضية الفلسطينية، فقد أشار إلى أن المنتدى لا ينبغي أن يكون ساحةً للنقاش السياسي، زاعمًا أنه كان هناك محاولات وصفها بـ"الهامشية" للإشارة إلى القضية الفلسطينية، لكن الوفد الإسرائيلي رفض أن تكون القضية جزءًا من النقاش، بحسب ما ورد في صحيفة معاريف.

أمريكيًا، أشار مستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليت إلى أن اجتماع منتدى النقب في أبوظبي هو"الأكبر من نوعه منذ عقود بين إسرائيل ودول عربية مجتمعة، وتحديدًا منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991".

وفي الإحاطة الصحفية التي عقدها، قال المسؤول الأمريكي إن اجتماعات منتدى النقب ركزت على "بناء القدرات، المتعلقة بمشاركة المعلومات في محاولة لزيادة الجهد المهم جدًا الحاصل بالفعل بين جيوشنا في المنطقة، بالإضافة لقضايا أخرى متعلقة بالأمن الغذائي والتعليم"  معتبرًا أن هذه الملفات "حاسمة" من أجل تطوير خطوات "واضحة وملموسة ستعزز التكامل والأمن" وفق وصفه.

وناقش أعضاء مجموعات العمل في "منتدى النقب" 20 مشروعًا ملموسًا وأفكارًا للتعاون بين الدول الأعضاء في مجالات الطاقة والأمن الإقليمي والسياحة والغذاء والأمن المائي والتعليم والتسامح والصحة، بحسب ما جاء في صحيفة يديعوت أحرونوت.

getty

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى أن الوفد الأمريكي وجه دعوةً للأردن من أجل حضور المنتدى لكنها رفضت الفكرة. وأضافت الصحيفة العبرية نقلًا عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على توسيع اتفاقية أبراهام للتطبيع، وإضافة المزيد من الدول إلى منتدى النقب، متحدثًا عن محاولة التطبيع مع دول عربية وأخرى أفريقية.

وكان وزراء خارجية دول منتدى النقب اجتمعوا لأول مرة في "قمة النقب" في دولة الاحتلال في 28 آذار/مارس في صحراء النقب، والذي نتج عنه تأسيس "منتدى النقب" الذي عقد مؤتمره التأسيسي في البحرين.

ما موقع القضية الفلسطينية؟

تحدثت الصحف العبرية عن منع الإشارة إلى القضية الفلسطينية في البيان الختامي لمجموعة عمل "منتدى النقب"، تحت حجة فصل الجانب السياسي عن المنتدى، إلّا أن بيان الخارجية الإماراتية أشار إلى أن المنتدى يسعى لـ"تعزيز التعاون بين الدول وتحقيق مصالح شعوب المنطقة، بما فيها الشعب الفلسطيني"، وذكر القضية الفلسطينية يظهر هنا بشكلٍ عابر.

يمكن النظر إلى هذه الإشارة بصورة أوسع، باعتبارها تتكامل مع التصور الإسرائيلي، الذي يعود للظهور بقوة مؤخرًا، وهو التوجه نحو "تحسين المعيشة" و"التسهيلات الاقتصادية" للفلسطينيين باعتبارها بديلًا عن إيجاد أيّ حل سياسي للقضية الفلسطينية

ويمكن النظر إلى هذه الإشارة بصورة أوسع، باعتبارها تتكامل مع التصور الإسرائيلي، الذي يعود للظهور بقوة مؤخرًا، وهو التوجه نحو "تحسين المعيشة" و"التسهيلات الاقتصادية" للفلسطينيين باعتبارها بديلًا عن إيجاد أيّ حل سياسي للقضية الفلسطينية، وفي محاولةٍ لإيقاف المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية، دون الحديث عن إنهاء الاحتلال أو التعامل مع القضية الفلسطينية من أساس سياسي والتوجه نحو "الحلول" الاقتصادية.