23-ديسمبر-2020

ملصق "مهرجان المدينة للثقافة والفنون"

ألتراصوت - فريق التحرير 

تُختتم مساء اليوم، الأربعاء 23 كانون الأول/ ديسمبر، فعاليات النسخة الثانية من "مهرجان المدينة للثقافة والفنون"، والتي انطلقت في الـ 17 من الجاري، تحت عنوان "مدن الساحل: عكا، حيفا، يافا". وأُقيمت فعاليات نسخة هذا العام افتراضيًا، بسبب صعوبة التنظيم في ظل الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة انتشار فيروس كوفيد – 19.

يهدف "مهرجان المدينة للثقافة والفنون" إلى تحدي القبضة القمعية الإسرائيلية على الثقافة الفلسطينية وربط قضايا الناس بنشاطات ثقافية، ويشكل احتفالًا وإحياءً للثقافة والفن الفلسطينيّين

تأسس المهرجان الذي تنظمه "جمعية الثقافة العربية" سنة 2019، وانعقدت دورته الأولى في العام نفسه، باعتباره تظاهرة ثقافية تأخذ على عاتقها تأكيد الهوية الثقافية الأصيلة للمدينة الفلسطينية، وتسعى إلى مقاومة السياسات الإسرائيلية الهادفة لمحو هوية مدن الأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى تعزيز الوجود الثقافي الفلسطيني داخل الحيز العام، وتشكيل خط دفاع ثقافي في مواجهة عمليات التهويد والأسرلة.

اقرأ/ي أيضًا: انطلاق الدورة الخامسة من "المهرجان الدولي لآلة القانون"

حملت النسخة الأولى من المهرجان عنوان "حيفا"، وخُصصت فعالياتها للتأكيد على هوية المدينة وثقافتها الفلسطينية الأصيلة، فيما جاءت هذه النسخة بفعاليات مخصصة لمدن الساحل: عكا وحيفا ويافا. وبحسب بيان "جمعية الثقافة العربية"، يعود سبب اختيار هذه المدن الثلاث كثيمة مركزية للمهرجان، إلى كونها تواجه منذ النكبة: "مخططات ممنهجة تهدف إلى طمس معالمها الفلسطينية وتزوير هويتها وتاريخها وثقافتها، وتستهدف سكانها الفلسطينيين الأصلانيين، إلى جانب سياسات التهويد والإفقار التي يعاني منها سكان الأحياء الفلسطينية المهمشة".

ويضيف بيان الجمعية: "الحفاظ على النسيج الاجتماعي والموروث الثقافي جزء لا يتجزأ من النضال والصمود الفلسطيني في مدن الساحل، إذ يهدف مهرجان المدينة للثقافة والفنون إلى تحدي القبضة القمعية الإسرائيلية على الثقافة الفلسطينية، وربط قضايا الناس بنشاطات ثقافية، ويشكل احتفالًا وإحياءً للثقافة والفن الفلسطينيّين".

ويُعنى المهرجان بتقديم "ثقافة تعكس روح المدينة الفلسطينية الساحلية، حيث سيتناول التاريخ الثقافي الفلسطيني في مدن الساحل وأهميتها التاريخية والسياسية، ويعرض تطور المدن بشكلها المعاصر عبر تناول موضوعات مثل التاريخ، السياسات الثقافية، الإبداع والخيال الفلسطيني في الفن والأدب والشعر والموسيقى والمسرح والرقص وغيرهم".

تميزت النسخة الثانية من "مهرجان المدينة للثقافة والفنون" بطبيعة ونوعية فعالياتها، حيث اشتملت على ندوات ومحاضرات وقراءات أدبية، بالإضافة إلى عروض فنية وحوارات وجولات مصورة في مدن عكا وحيفا ويافا. وافتُتحت الفعاليات في الـ 17 من الجاري بعرض فني تحت عنوان "وجوه من المدينة"، استعاد تجربة الفنانة الفلسطينية الراحلة ريم بنا، من خلال إطلاق فيديو لأغنيتها "طير يا هوى"، تلاه جولة مصورة في مدينة حيفا، قام بها الباحث عروة سويطات، واختُتم اليوم الأول بعرض الفيلم الوثائقي "يافا أم الغريب" للمخرج رائد دزدار.

وأُقيمت في اليوم الثاني من المهرجان ندوة حوارية ناقشت السياسات الثقافية الفلسطينية في أراضي 1948، بهدف وضع: "رؤية تقود العمل الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48، وتحدد أولوياته وسياساته، في مختلف القضايا التي يتعامل معها الحقل الثقافي في ظل الظروف السياسية والاجتماعية التي يعيشها فلسطينيو الداخل". وعُقدت الندوة رقميًا بمشاركة مجموعة من الكتّاب والأكاديميين والناشطين والعاملين في الحقل الثقافي، قدّموا جميعًا مداخلات حول القضايا الرئيسية للندوة، مثل الاستقلالية الثقافية، والعلاقة مع المؤسسات الإسرائيلية، ومكانة اللغة العربية بعد قانون القومية، ومحاربة ومنع النشاطات الثقافية الفلسطينية.

بالإضافة إلى الندوة، ضم اليوم الثاني من التظاهرة جولة مصورة في مدينة عكا، قام بها أندرو عبادو وزمزم فاعور، تبعتها ورشة عمل قدمها محمد بدارنة تحت حول التصوير بوصفه أداة للحراك الاجتماعي والسياسي، فيما قرأ إياد برغوثي فصلًا من روايته "بردقانة" ضمن فقرة قراءة في المدينة، تلاها جلسة حوارية حول أعمال الفنان توفيق عبد العال ومعرضه "ترانيم البقاء"، بمشاركة الفنان ناصر السومي وطارق عبد العال، واختتمت الفعاليات بعرض فيلم "بيت البحر" للمخرجة روي ديب.

اقرأ/ي أيضًا: "مهرجان بيروت للرقص المعاصر - بايبود".. عمارة جسد محطم

شمل برنامج اليوم الثالث، السبت 19 من الجاري، على ورشة عمل قدمتها ميرنا بامية تحت عنوان "رحلة أكل على الساحل"، وجولة للأطفال مع الفنان لطف نويصر في مدينة عكا، بالإضافة إلى قراءة الكاتب رشيد إغبارية قصة من مجموعته القصصية "الغريب في شارع صهيون"، وإطلاق المجموعة الشعرية "استيقظنا مرة في الجنة" للشاعر نجوان درويش، فيما كان الاختتام مع عرض فيلم "حبيبي بيستناني عند البحر" للمخرجة ميس دروزة.

وافتتحت فعاليات اليوم الرابع بإطلاق تقرير مشروع التراث المبني "حماية التراث العربي الفلسطيني في الحيز العام"، والذي يهدف إلى: "توثيق ومتابعة قضايا تتعلق بالموروث الثقافي الفلسطيني المبني في البلاد، وذلك من أجل الحد من التمييز ضده". وتبع إطلاق التقرير جولة في مدينة يافا قام بها الناشط عبد أبو شحادة، تلتها جلسة حوارية مع الفنانة الفلسطينية المقيمة في مدينة نيويورك سامية حلبي، حول أعمالها الفنية المتعلقة بمدينة يافا وفلسطين، وكان الختام مع عرض شعري وموسيقي قدمه المسرحي عامر حليحل والموسيقي حبيب شحادة.

أما اليوم الرابع، فقد ضم محاضرة قدمها البروفيسور محمود يزبك تحت عنوان "فلسطين ما بين التعمير والتدمير"، ناقشت تاريخ تعمير فلسطين وتدميرها من خلال العودة إلى أحداث مفصلية، ساهمت في تشكيل طبيعة مدن الساحل الفلسطيني. كما ضم جولة للأطفال مع الفنان لطيف نويصر في مدينة حيفا، بالإضافة إلى جلسة حوارية حول الهوية والمدينة والبحر، وعرض فيلم "فراولة" للمخرجة عايدة قعدان.

واشتملت فعاليات اليوم الخامس، يوم أمس الثلاثاء 22 من الجاري، على محاضرة قدمها الكاتب علي حبيب الله بعنوان "فلسطين على ساحل المتوسط: ملامح من تاريخ التوتر والتصالح مع البحر"، تلتها قراءة أدبية قدمتها شيخة حليوة، بالإضافة إلى عرض فيديو للاجئين فلسطينيين تحت عنوان "عائدون للمدينة".

يعود سبب اختيار مدن الساحل الفلسطيني كثيمة مركزية للمهرجان إلى كونها تواجه منذ النكبة مخططات ممنهجة تهدف إلى طمس معالمها الفلسطينية وتزوير هويتها وتاريخها وثقافتها

ويختتم "مهرجان المدينة للثقافة والفنون" اليوم، الأربعاء 23 من الجاري، بتقديم منار حسن محاضرة تحت عنوان "النساء في مدن فلسطينية قبل عام 1948 وبعده"، بالإضافة إلى جولة للأطفال مع لطف نويصر في مدينة يافا، على أن يكون العرض الختامي مع عرض راقص تقدمه "مدرسة استوديو رابعة مرقس للرقص"، "ومدرسة الأمل للرقص معاصر".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"ملصقات السينما العربية" في مكتبة قطر الوطنية.. ذكريات وفنون

الدورة التاسعة من "مهرجان عمّان جاز" دورة رقمية