20-أغسطس-2020

مدخل معهد الدوحة للدراسات العليا/المركز العربي

اختتم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في 20 آب/أغسطس، أعمال الدورة الثانية لمؤتمر "طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية"، الذي عُقد عبر تطبيق "زووم" خلال الفترة 9-20 آب/أغسطس 2020. وقد سعى المركز، من وراء هذا المؤتمر، الفريد من نوعه، إلى إقامة صلة بين الفضاء البحثي في العالم العربي والباحثات والباحثين الشباب من الطلبة العرب الذين يكملون دراستهم في شهادة الدكتوراه في جامعات غربية، في حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة. وهذه الصلة، بحسب رؤية المركز، ضرورية، ولا سيما أن هؤلاء الباحثين والطلبة عادةً ما يؤسّسون لمساراتهم المهنية والبحثية في البلدان التي يدرسون فيها، فينشرون نتائج أبحاثهم في المؤسسات الأكاديمية الغربية، وبلغات تلك المؤسسات؛ ما يسهم في خلق فجوة بين المنتج البحثي الذي ينجزونه والمنطقة العربية. لذلك يُعزّز هذا المؤتمرُ، على نحوٍ مؤسسي منظَّم، الصلات البحثية بين الباحثين العرب في الجامعات الغربية، وكذلك بينهم وبين زملائهم في المؤسسات البحثية العربية.

سعى المركز  العربي من وراء هذا المؤتمر، الفريد من نوعه، إلى إقامة صلة بين الفضاء البحثي في العالم العربي والباحثات والباحثين الشباب من الطلبة العرب الذين يكملون دراستهم في شهادة الدكتوراه في جامعات غربية، في حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية المختلفة

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي يطلق أعمال مؤتمر طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية

وقد قدّم عشرة باحثين، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من المؤتمر (18-20 آب/أغسطس)، أوراقهم البحثية المستلة من بحوثهم المتعلقة بالدكتوراه. وتوزّعت اختصاصاتهم على مسارات الطائفية، والأدب المقارن، وعلم النفس، ودراسات النزاع وما بعد النزاع، ودراسات الهجرة والمهاجرين.

ففي مسار الطائفية، في 18 آب/أغسطس، قدّمت عائشة الراشدي ورقةً بعنوان "الانتفاضة البحرينية عام 2011 واعتماد الحل الأمني والطائفية آلية بقاء". وحاولت الراشدي الإجابة عن كيفية نجاة النظام البحريني وأسبابه بعد انتفاضة 2011. وبيّنت أن هذه الانتفاضة لم تكن صراعًا طائفيًا على السلطة كما حاول النظام البحريني وسمها. ومن جهة أخرى، وقفت على أهمية الحل الأمني لقمع الانتفاضة والحفاظ على النظام السياسي.

في المسار نفسه، قدم محمد محمود ورقة بعنوان "النظرية السياسية والنزاعات الثقافية - الجماعاتية: مقاربتان بشأن الدولة السورية معياريًا ووصفيًا". ووقف على حالة النزاع الطائفي في سورية وحضور هذا النموذج في النظرية السياسية المعاصرة. وقد طرحت الورقة سؤالًا مركزيًا، هو: ما المقاربة الملائمة لنموذج سياسي ديمقراطي معياري ومستدام في الحالة السورية؟ وحاولت الورقة، بعد توضيح المقاربات الفكرية المطروحة في الفلسفة السياسية، بناء براديغم جديد مناسب للحالة السورية.

وقد نُظمت الجلسة الأخيرة من مسار الأدب المقارن في يوم 18 آب/أغسطس، وكانت المداخلات الختامية لهذا المسار من نصيب هديل حسن وآمال مزوز. وارتكز عمل هديل حسن على "الوعي الجمالي للقبيح في الأدب العربي المعاصر: كاتبات سورية في التسعينيات". فمن خلال استعمال مداخلات فلسفية مختلفة في تحديد مفهوم القبح، حاولت الباحثة تقديم دراسة تحليلية بالنسبة إلى المشهد الاجتماعي والثقافي للروايات السورية. وقد طرحت الباحثة سؤالًا محوريًّا، هو: هل يشتمل القبح، من منظور نسائي، على العوامل نفسها التي ينطوي عليها المنظور الذكوري؟ أما أمل مازوز، فقد قدمت ورقة بعنوان "تمثيل المرأة المسلمة في أدب الرحلات المعاصر بأقلام النساء". وسعت الباحثة لبيان الصور النمطية للمرأة المسلمة في قصص الرحلات المعاصرة لكاتبات غربيات (على غرار رينا لويس، وجين ساسون). وقد انطلقت الباحثة من مسلّمة مفادها أن نصوص هؤلاء الرحالة هي أدوات أيديولوجية بيد الإمبراطورية.

أما إلياس غزال، الذي قدم ورقة، في 19 آب/أغسطس، بعنوان "الزعماء الدينيون والطائفية والاحتجاج في لبنان"، فقد تناول مسألةً متمثلةً بافتراض قدرة الزعماء الدينيين على المشاركة في عملية تفكيك الطائفية بالاعتماد على نموذج لبنان. كما هدف إلى فهم آليات التطييف عبر استكشاف أساليب المؤسسة الدينية ومناهجها لتوسيع نفوذها وقوتها الطائفية. واستخلص استنتاجات حول مستقبل الهوية الطائفية والنظام في لبنان.

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي للأبحاث..الأكاديميا الحرة في مواجهة البروباغندا والاستبداد

كان لعلم النفس نصيب من أعمال المؤتمر؛ فقد خُصصت جلسة، في 19 آب/أغسطس، لمداخلتين في هذا الاختصاص. كانت الأولى لسفيان أزواغ تحت عنوان "مقاربة سيكولوجية للتفاعلات المؤثرة للممارسة التربوية وظروف العمل في الصحة النفسية للمدرسين بالمغرب"، وفيها طرح أشكال العنف المختلفة التي يتعرض لها المدرسون في المغرب، والتي استفحلت - بحسب رأيه - في السنوات الأخيرة. واعتبر هذا العنف جزءًا من الظروف الصعبة التي تحيط، عمومًا، بمهنة التدريس في المغرب، وهو ما دعاه إلى دراسة تأثير متطلبات العمل ودوره في الصحة النفسية، باعتماد نموذج المدرسين في التعليم الابتدائي والثانوي في المغرب. أما المداخلة الثانية، فكانت لدنيا الرميلي تحت عنوان "أنواع العنف المعاناة في القطاع الصحي: دراسة حالة الممرضين في ولاية تونس"، وفيها ناقشت وضع الظروف العنيفة للعمل الصحي في تونس مع التغيرات السياسية الراهنة وعدم الاستقرار الكامل. وحاولت الباحثة، أيضًا، تقييم أنواع هذا العنف، وعوامله، ونتائجه المترتبة على صحة الممرضين التونسيين، وقد اعتمدت على منهج مزدوج يستند إلى الاستبيانات من جهة، وإلى المقابلات الفردية والاختبارات النفسية من جهة أخرى.

اختتم كل من محمد مهدي البرجاوي ونور الله منور جلسات مسار دراسات النزاع وما بعد النزاع في 20 آب/أغسطس. وركز البرجاوي في ورقته، "من مقاومة وطنية إلى لاعب إقليمي: صنع سياسات حزب الله الخارجية"، على ظروف تدخل حزب الله في سورية والعراق. وقد حاول الكشف عن السياسة الخارجية لحزب الله، وبيان محفزات هذه السياسة ودوافعها، بالتركيز أساسًا على مبادئه الأيديولوجية والعقدية، وبخاصة مبدأ ولاية الفقيه. ووصل الباحث إلى نتيجة قوامها أن اهتمام حزب الله بالاستقرار والأمن هو ما يجعله يتخذ قرارات براغماتية لا تتعارض بالضرورة مع معتقداته الأيديولوجية. أما نور الله منور، فكان عنوان ورقته "تراث متنافس: حماية التراث المستقبلي لسورية ما بعد الصراع". وقد أُسست هذه الورقة على فرضية أن التراث يخضع لعملية تحول وتغير على نحو مستمر. ومن ثمّ، لا يعرّض تدمير المواقع التراثية وفقدانها، بالنسبة إلى سورية منذ عام 2011، للخطر، بل لعل ذلك قد يصنع تراث سورية ما بعد الحرب.

اختُتم المؤتمر، في 20 آب/ أغسطس، بجلسة من مسار دراسات الهجرة والمهاجرين، وذلك بورقة لغفران هلال بعنوان "الحماية الدولية للنساء والفتيات اللاجئات: حالة اللاجئات في الأردن نموذجًا"

اختُتم المؤتمر، في 20 آب/ أغسطس، بجلسة من مسار دراسات الهجرة والمهاجرين، وذلك بورقة لغفران هلال بعنوان "الحماية الدولية للنساء والفتيات اللاجئات: حالة اللاجئات في الأردن نموذجًا". وعرّفت الباحثة، في البداية، بمفهوم حماية اللاجئين، ثمّ ناقشت فاعلية النظام الدولي في تأسيس هذا المفهوم من أجل مواجهة التحديات الجديدة المتعلقة بالنساء والفتيات اللاجئات. كما عرّفت الحماية التي تتلقاها النساء والفتيات اللاجئات في الأردن، وناقشت مفهوم "الضعف" من حيث إنه يوفر أساسًا قويًا لبناء حماية إضافية للنساء والفتيات اللاجئات.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مبادرات ثقافية في زمن الكورونا

المركز العربي للأبحاث..الأكاديميا الحرة في مواجهة البروباغندا والاستبداد