21-يناير-2023
gettyimages

حاولت السلطات المصرية الترويج لسجن الجديد الذي زادت المعاناة فيه (Getty)

كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، عن رسالة مكتوبة بخط اليد من داخل معتقل "بدر 3"، المصري هي عبارة عن نداء استغاثة من المعتقلين، تحت عنوان "احنا بنموت"، وتكشف الرسالة عن ظروف معيشية صعبة يعاني منها السجناء داخل المعتقل، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، حيث جاء في بداية الرسالة: "استمرار الانتهاك الحقوقي في تأهيل بدر 3 بسجن بدر، ومع طول الفترة، وسوء ظروف المعيشة، وسوء المعاملة، وسوء الرعاية الصحية، وسوء التغذية، ودخول الشتاء وعدم دخول الملابس الشتوية، وانتشار الأمراض المزمنة بين المعتقلين، كل ذلك أدى إلى وفاة علاء السلمي (المضرب عن الطعام من حوالي 10 أيام) والذي لم يتواصل مع أهله منذ سنوات لوجوده في عقرب طرة ثم عقرب بدر "تأهيل 3"، وتكررت المأساة يوم السبت  26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بوفاة حسن دياب بسبب الإهمال الطبي وسوء أحوال المعيشة".

كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، ومقرها لندن، عن رسالة مكتوبة بخط اليد من داخل معتقل "بدر 3"، المصري هي عبارة عن نداء استغاثة من المعتقلين، تحت عنوان "احنا بنموت"، وتكشف الرسالة عن ظروف معيشية صعبة يعاني من السجناء داخل المعتقل

يأتي ذلك، مع إعلان السلطات المصرية عن أن العام الماضي كان عام حقوق الإنسان في مصر، بالإضافة إلى تغيير أسماء السجون إلى "مراكز إصلاح"، وذلك بعد انتقادات حقوقية عديدة، أمّا التغيير فقد بقي على مستوى الشكل، دون أي تغيير في واقع حقوق الإنسان، مع استمرار الاعتقالات التعسفية. وكانت السلطات المصرية، قد قامت بالترويج الدعائي لمجمع بدر الأمني تحديدًا، مشيرةً إلى تطور مبانيه وإدخال نظم تحكم جديدة وحصول المعتقلين فيه على زيارات الأهالي والتعليم والرعاية الصحية، وذلك بحسب مقطع مصور نشرته وزارة الداخلية المصرية، عند افتتاح المجمع في كانون الأول/ ديسمبر 2021.

ووثقت المنظمات الحقوقية المصرية والدولية، الكثير من الانتهاكات ضد المعتقلين داخل المجمع، وتحديدًا ما يطلق عليه "مركز إصلاح وتأهيل بدر3"، حيث تتم فيه أفعال تعذيب نفسي وبدني بشكلٍ ممنهج، مما أدى لوقوع عدد من الوفيات داخله.

وذكرت الرسالة أن الانتهاكات لا تقتصر على "تأهيل بدر3"، بل كانت قبله في "بدر شديد 2"، مشيرةً إلى وجود "اضرابات واعتراضات من المعتقلين ضد انتهاكات الأمن الوطني وإدارة السجن، ومصلحة السجون"، احتجاجًا على الانتهاكات الكبيرة التي تنفذها، والتي تقول الرسالة إنها تشمل "تجريد المعتقلين المعترضين على الانتهاكات، من الملابس والبطاطين (الأغطية) في هذا البرد الشديد، وايداعهم [في أقسام] التأديب (العزل) بلا طعام، إلا رغيف (خبز) واحد يوميًا، وبدون دواء وهذا الأسوأ من حيث المعيشة في بدر 3 من عقرب طرة".

وتحدثت الرسالة عن العنف الممنهج الذي يتلقاه المعتقلون في السجن، خاصةً حين يعترضون على أوضاعهم المعيشية، فيتم نقلهم إلى زنازين عزل، بدون كمية كافية من الطعام أو الملابس، ويتم عزل أي معتقل يعترض على الظروف الاعتقالية في السجن.

وأشارت الرسالة إلى اأن قيادات الإخوان المسلمين، الذين يتم اعتقالهم في نفس السجن، يعزلون في أقسام أخرى، دون أن تعرف أي معلومة عنهم أو أن يتم عرضهم على المحاكم، رغم أوضاعهم الصحية الصعبة، والتي قالت عنها الرسالة: "لا نثق في أنهم أحياء بعد"، وتحدثت الرسالة تحديدًا عن المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والقيادي محمود غزلان والقائم بأعمال المرشد محمود عزت. وأضافت الرسالة أن قيادات الإخوان يتم عزلها مع معتقلين من تنظيمات القاعدة وتنظيم داعش وولاية سيناء.

getty

وطالبت الرسالة "وسط هذا القتل الممنهج"، بحضور وفد ولجنة من حقوق الإنسان والأمم المتحدة من أجل الاطمئنان على حياة المعتقلين في السجون. من جهتها، طالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، "الجميع بالنظر إلى معاناة المئات من المعتقلين السياسيين، وانقاذهم من الموت المحقق في ظل ظروف اعتقال غير آدمية". ومع تزايد أعداد الوفيات داخل السجون الجديدة خاصةً سجن بدر، تظهر شهادات حقوقية، أنها ليست سوى سجون جديدة، بنفس مواصفات السجون القديمة بل وبظروف أكثر صعوبة.

ورصدت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، خلال أقل من شهرين، ثلاث وفيات في سجن "بدر3"، نتيجة الإهمال الطبي، وذلك منذ بداية تشغيله كبديل لسجن العقرب، والمعتقلين الثلاثة هم، السيد الصيفي وعلاء السلمي ومجدي الشبراوي.

وأضافت الجبهة المصرية، أنه منذ بداية الاعتقال في سجن العقرب بدأت المعاناة والحرمان من أدنى الحقوق التي يكفلها القانون، بما فيها الحق في الزيارة، والسماح بدخول الأدوية والطعام والملابس وأدوات العناية الشخصية. كما أن الكثير من المعتقلين في سجن العقرب، توقعوا انفراجةً في ظروف اعتقالهم، مع نقلهم إلى سجون جديدة، ولكن الأمر لم يتغير، بالإضافة إلى زيادة التضييق عليهم، فضلًا عن إرهاق أهاليهم، نتيجة المسافة الطويلة للوصول للسجن، وفي الكثير من الأحيان ترفض الزيارات.

أصدر البرلمان الأوروبي قرارًا بشأن أوضاع حقوق الإنسان بمصر في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2022،  يتضمن  إدانةً لاستمرار الاحتجاز التعسفي، والحبس الاحتياطي المتجدد للآلاف من سجناء الرأي في ظروف احتجاز غير إنسانية

وأصدر البرلمان الأوروبي قرارًا بشأن أوضاع حقوق الإنسان بمصر في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2022،  يتضمن  "إدانةً لاستمرار الاحتجاز التعسفي، والحبس الاحتياطي المتجدد للآلاف من سجناء الرأي في ظروف احتجاز غير إنسانية، وحرمانهم من المحاكمة العادلة ومن حقوقهم الأساسية، وبالأخص الأوضاع المفزعة في سجن وادي النطرون، وسجن بدر".