08-أبريل-2019

تقف الاحتجاجات في السودان أمام احتمالات واسعة (فيسبوك)

الترا صوت - فريق التحرير

تواصلت اعتصامات السودانيين لليوم الثالث أمام مقر وزارة الدفاع، وخرجت أعداد قدرت بنحو مليوني شخص خلال الأيام الماضية من بينهم ساسة ورياضيين ورموز مجتمع لمناصرة مطالب المحتجين المتمثلة في إسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي، دون أن تفلح محاولات حجب تدفق الثوار في شوارع الخرطوم.

تسبب استمرار التظاهرات السودانية في نقاشات إقليمية حول مصير نظام البشير والسيناريوهات المختلفة المطروحة لاحتواء نتائجها

وشهدت الساعات الأولى من صباح الإثنين اشتباكات عنيفة بين عناصر تابعة للجيش السوداني وقوات أمنية حاولت فض الاعتصام في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة، مما تسبب في مصرع أحد جنود الجيش وإصابة بعض المتظاهرين.

اقرأ/ي أيضًا: إلى الحرية يا زول".. #مدن_السودان_تنتفض لليوم الثامن على التوالي

محاولات فض الاعتصام

كما جرت أكثر من محاولة لفض الاعتصام بالقوة الجبرية لكنها فشلت، كلها في أوقات متأخرة من الليل، وقالت مصادر متطابقة من داخل الميدان إن سيارات تتبع إلى جهة مجهولة أطلقت الرصاص والقنابل الصوتية، لإرعاب المتجمهرين وحاولت دخول منطقة الاعتصام التي تمتد من المسافة ما بين نفق جامعة الخرطوم غرب وزارة الدفاع، وصينة بري شرقًا، وبدأت في ضرب المعتصمين وإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع، لكن المتاريس التي نصبها المحتجون أعاقت حركة سيارات الدفع الرباعي، بينما اضطرت قوة من الجيش إلى استخدام الأسلحة لصد المهاجمين وحماية المعتصمين.

كما أظهرت تسجيلات مصورة من أمام مقر الاعتصام إصابة عدد من الشباب بينهم أفراد نظاميون، وتمكن الجيش بدعم المعتصمين من الاستيلاء على سيارتين وتحطيمهما كليًا، وتحويل سيارة مكافحة الشغب إلى مكب للنفايات، بجانب تعالي أصوات التكبير والتهليل، بينما شهدت كافة مناطق السودان انطفاء التيار الكهربائي بشكل تام، وحجب تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.

حالة استقطاب سياسي

من جهته حذّر وزير الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، حسن إسماعيل، من مغبة وقوع حرب أهلية، بسبب حالة الاستقطاب السياسي الحاد، مُتهمًا جهات ومنظمات خارجية وجاليات مرتبطة بتجمع المهنيين والمعارضة، بجمع أموال كبيرة لتمويل حشد القيادة العامة، على حد زعمه، ووصف الوزير مسلك المعارضة بانسداد الأفق والحبس خلف الشعارات.

تفويض الجيش

وفي سياق التطورات الميدانية تمكنت رموز من قوى المعارضة السودانية من الوصول إلى منطقة الاعتصام ومخاطبة الحضور، أبرزهم رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل والقيادي الشيوعي صديق يوسف، ورئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير، وأعلن الدقير من منصة جماهيرية نصبت بالقرب من وزارة الدفاع إلغاء أهلية وشرعية النظام الحاكم.

فيما أعلنت قوى الحرية والتغيير في بيان تلقى "ألترا صوت" نسخة منه تفويضها الكامل للقوات المسلحة بتسلم السلطة، وتكوين مجلس عسكري يفضي إلى حكومة انتقالية، تمهيدًا لانتخابات حرة. وطالب البيان بالتنحي الفوري للرئيس البشير ونظامه دون قيدٍ أو شرط، مناديًا بتكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة التي تدعم الإعلان، على أن يتولى هذا المجلس مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محليًا ودوليًا من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبيًا، ومعبرة عن قوى الثورة.

كما دعى البيان القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي و"سحب يدها عن النظام الحالي الذي فقد أي مشروعية له، وقطع الطريق أمام محاولاته البائسة لجر البلاد للعنف أو للالتفاف على مطالب الثورة وإعادة إنتاج نفسه"، على حد وصف البيان الذي ناشد المجتمع الدولي بدعم مطالب ثورة الشعب السوداني، والتأكيد "على الرغبة الجادة في بناء علاقات متوازنة تقوم على احترام أسس الجوار وتعمل علي التعاون المشترك من أجل مصلحة الشعوب وسلامها واستقرارها".

مصير البشير

وحول مصير الرئيس عمر البشير كشفت مصادر عسكرية عن لقاء مع قادة الجيش بحث خيار التنحي الآمن للرئيس، وقالت المصادر إن البشير دخل في اجتماع طارئ مع قيادة الجيش، لدراسة الأوضاع الراهنة والتقرير بشأنها، مع دراسة خيار التنحي. بجانب تفعيل ما عرف بالخطة "ب" المتعلقة بتسليم السلطة إلى الجيش، بعد الاتفاق على ضمانات محددة تتصل بالوضع في البلاد، وأخرى متعلقة بملف المحكمة الجنائية الدولية. وتم تسويق اسم الفريق عماد عدوي رئيس الأركان السابق الذي يحظى بشعبية داخل الجيش وعلاقات ببعض الدوائر الخارجية لتولي قيادة الجيش.

عطفًا على ذلك أثارت تطورات الأوضاع في السودان مشاغل الدوائر الإقليمية والعالمية، وطالبت السفارة السعودية مواطنيها في السودان الزائرين أو المقيمين أخذ الحيطة والحذر نظرًا لما وصفته بـ"الوضع الحرج الذي تعيشه البلاد"، وأعلنت أيضًا المنظمة العربية للتنمية الزراعية تأجيل المؤتمر العالمي لسلامة الغذاء بالسودان الذي كان مزمعًا عقده الإثنين، الى أجل غير مسمى.

اقرأ/ي أيضًا: "إلى الحرية يا زول".. #مدن_السودان_تنتفض لليوم الثامن على التوالي

قلق دولي وإقليمي

فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن "السودان علي مفترق طرق والشعب السوداني صاحب القرار الأخير والولايات المتحدة الامريكية تدعم و تحترم قرار الشعب" .

تواصلت اعتصامات السودانيين لليوم الثالث أمام مقر وزارة الدفاع، وخرجت أعداد قدرت بنحو مليوني شخص خلال الأيام الماضية من بينهم ساسة ورياضيين ورموز مجتمع لمناصرة مطالب المحتجين

وتسبب استمرار المظاهرات السودانية في نقاشات إقليمية حول مصير نظام البشير والسيناريوهات المختلفة المطروحة لاحتواء نتائجها. وكانت مصر أول المبادرين، إذ أرسلت وفدًا استخباراتيًا رفيع المستوى إلى الخرطوم، الجمعة الماضية، للتشاور مع البشير وكبار قيادات الجيش بخصوص تطورات اﻷوضاع، والتفاكر حول سيناريو انتقال سلس للسلطة في السودان بعيدًا عن التيار الإسلامي، وفقًا لمصادر صحفية كشفت أيضًغ أن الجانب المصري ترسخ لديه انطباع بأن البشير قد يغادر السُلطة في وقت أقرب مما كان متوقعًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الثقافة المعقّمة والتطهّريّة

الثقافة العربية.. طيران فوق الواقع