احتجاز الإمارات لطبيب لبناني بسبب تغريدة يخلق بلبلة في وسائل التواصل

لا تزال قضية الطبيب اللبناني ريشار الخراط تتفاعل، بعد أيام من قيام السلطات الإماراتية باعتقاله بسبب تغريدة قديمة له على موقع تويتر، بحسب ما تناقله ناشطون على مواقع التواصل، حيث أعلن وزير الخارجية اللبنانية عبدالله أبو حبيب مساء الثلاثاء، أن السلطات اللبنانية تتابع عن كثب قضية الطبيب اللبناني المعتقل في الإمارات.

قضية الطبيب اللبناني الموقوف في الإمارات أشعلت مواقع التواصل في لبنان، حيث تباينت الآراء بشكل كبير

بالتزامن أصدرت عائلة الخراط بيانًا أشارت من خلاله إلى أن قضية ابنها كانت ولا تزال تحت المتابعة الحثيثة على أعلى المستويات،  "من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى معالي وزير الخارجية والمغتربين السفير عبدالله ابو حبيب وسفير لبنان في دولة الإمارات الاستاذ فؤاد دندن وطاقم السفارة اللبنانية، فضلا عن الجهود التي تقوم بها نقابة الاطباء في بيروت وجميعهم مشكورين.".

القصة بدأت عندما تداول ناشطون قريبون التيار الوطني الحر،أخبارًا مفادها أن الإمارات ألقت القبض على الطبيب اللبناني ريشار خراط، خلال تواجده فيها للمشاركة في دورة طبية، بسبب تغريدة نشرها حساب إماراتي للخراط، تعود لعدة سنوات إلى الوراء، يدعو فيها الحوثيين إلى قصف برج خليفة، متهمين الإعلامية ديما صادق بالتسبب باعتقال الخراط، على اعتبار أنها قامت بإعادة نشر التغريدة.

ردّت ديما صادق على الحملة التي شنّها العونيون ضدها، وقالت إن مشكلتها مع الخراط تعود لفترة سابقة، فهي تقف مع زميلتها الإعلامية نيكول الحجل، التي تتهم الخراط بالتسبب بمقتل طفليها حديثي الولادة نتيجة لخطأ طبي، متهمة الخراط بالاستفادة من النفوذ الكبير الذي يملكه للتهرب من الملاحقة القانونية، لتعود صادق وتنشر مقطع فيديو على قناتها على موقع يوتيوب، تعدّد فيه ما أسمته الأخطاء الطبية التي ارتكبها الخراط خلال مزاولته للمهنة.

قضية الخراط تقسم ناشطي وسائل التواصل

قضية الطبيب اللبناني الموقوف في الإمارات أشعلت مواقع التواصل في لبنان، حيث تباينت الآراء بشكل كبير، وبرز بشكل واضح وجهات نظر ثلاث :

-   وجهة النظر الاولى والتي تبناها معظم المغردين، دعت إلى إطلاق سراح ريشار الخراط فورًا، وانتقدت موقف الإمارات التي تقوم بسجن طبيب بناءً على تغريدة قديمة، كما طلبت من الجمعيات الحقوقية الإقليمية والدولية، وتجمعات ونقابات الأطباء، بالضغط على الإمارات وحملها على إطلاق سراحه.

-   الوجهة الثانية أيدت الإمارات، ورأت أن الدول الخليجية لها الحق في طرد أولئك الذي يكتبون تغريدات عنصرية ضد الخليج وأهله.

-   آخرون طالبوا بالتوسع بالتحقيقات في حقّ الخراط في ما يخص الأخطاء الطبية، لكنهم رأوا أن السلطات اللبنانية هي الجهة الصالحة لمحاسبته وليس الإمارات، ورفض بعضهم إلقاء القبض على أي شخص بسبب تغريدة.

في أبرز التغريدات في هذا المجال، انتقدت المغردة جوسيان رزق الناشطين اللبنانيين الذين يهاجمون الخليج ويتسخدمون لغة عنصرية ضده ثم يبحثون عن فرص عمل فيه، وقالت : " ما بتحب الخليج بتتمسخر على حكّامو وسياستو بتموت بعون وحزب الله وبتقيّد الحوثيين ما فيك تجي تشتغل بالامارات وتعمل مصاري فيها عندك ايران واليمن روح لعاب هون بتنضبّ وبتحترم البلد انت مش بمزرعة بيت عون.

منسق الإعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى، انتقد بدوره الطبيب الخراط، إذ كتب على صفحته على تويتر: " عم اقرا بيان نقابة الاطبا عن ما يسمى "دكتور" ريشار خراط .. هيدا أسوأ دكتور نسائي بعد تجربة شخصية كانت ح تكلفني حياة غدي قبل ولادته .. وكمان قليل مسؤولية واخلاق .. وبدل ما تدافع عنه النقابة الافضل تشلحوا اذن مزاولة المهنة!

الناشط ريكاردوس أعاد نشر التغريدة التي يطالب ريشار الخراط من خلاها بقصف برج خليفة، وكتب معلّقًا  "طيب واحد بهالذكاء الخارق، ليش رايح يعمل امتحان قبول بالإمارات؟ ليش ما راح عاليمن ؟ الحوثيين بحاجة لأطباء اختصاصن إجهاض وإهمال متل ابو الريش !

في المقابل أطلق ناشطون قريبون من التيار العوني وسم #الحرية_لريشار_خراط باللغتين العربية والإنجليزية، وحملوا بشدة على كل من ديما صادق ونيكول الحجل، وطالبوا الدولة اللبنانية بالتحرّك فورًا لإطلاق سراح الخراط.

المغردة جوي مخايل شبّهت ما يحصل مع الخراط اليوم، بما حصل في السابق مع الملحن سمير صفير في السعودية، حيث كتبت : " من بعد اللي صار مع سمير صفير، في كتير ناس شمتوا في لانو عوني بيستاهل ينخطف ويتعذب برا لانتمائو السياسي هلق مع دكتور #ريشار_خراط، نفس الاشخاص والجهة السياسية كمان عم تشمت وتركب تغريدات او تساعد بالتفتيش على تغريدات قديمة وبدا يتعذب لنفس الاسباب. القضاء قليل مع هالفئة من الشعب.

المغردة منى شبيب أثنت على أخلاق ريشار الخراط، واعتبرت أنه خلوق ومميز في مهنته، وهو ناشط على السوشال ميديا، مطالبة الإمارات بالإفراج عنه رأفةً بأهله ومحبيه.

اقرأ/ي أيضًا:

جريمة مروعة في لبنان.. خطفَ الأم مع بناتها الثلاث وقتلهنّ بوحشية

العبودية الحديثة.. تجدد الدماء في عروق أسواق النخاسة الإماراتية