09-فبراير-2022

احتجاجات متواصلة في السويداء (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

تستمر لليوم الثالث على التوالي  احتجاجات الأهالي في محافظة السويداء جنوب سوريا على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية والقرارات الجائرة من طرف النظام بحق لقمة عيش المواطنين، على حدّ تعبير أحد المحتجين من أبناء السويداء.

تستمر لليوم الثالث على التوالي  احتجاجات الأهالي في محافظة السويداء جنوب سوريا على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية والقرارات الجائرة من طرف النظام بحق لقمة عيش المواطنين

 ورفع المحتجون خلال مظاهرتهم شعارات تطالب بالعدالة في توزيع الثروة الوطنية، ومحاسبة الفاسدين، في حين رفع آخرون شعارات تطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على انتقال سلمي للسلطة في سوريا، بحسب ما أورده موقع تلفزيون سوريا نقلًا عن موقع "السويداء 24". وشاركت في الاحتجاجات بحسب ذات المصادر مختلف فئات المجتمع من مدنيين، ورجال دين، ومعارضين.

وكان حراك السويداء الحالي قد بدأ يوم الخميس الماضي على إثر قرار حكومة النظام "رفع الدعم عن مئات آلاف العائلات السورية" في ظل ما يعانيه السكّان أصلًا من تدهور معيشي جرّاء غلاء الأسعار وانهيار قيمة الليرة وتدنّي الأجور. وعلى الرغم من أن الحراك بدأ بأعداد قليلة نهاية الأسبوع الماضي إلا أنه شهِد زخمًا كبيرة ومشاركة متزايدة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

وفي التفاصيل امتدت رقعة الاحتجاجات في السويداء  إلى ثماني نقاط، كان أبرزها التجمع يوم أمس الثلاثاء أمام "دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز"، وهي مقر مشيخة العقل في السويداء، أعلى ممثل ديني للدروز في سوريا، وبعدها توجه المحتجون إلى ساحة السير، وسط المدينة حيث يوجد مبنى قيادة الشرطة وفرع الهجرة والجوازات.

وفي بلدة نمرة شهبا قام بعض المحتجين بقطع طريق دمشق السويداء الحيوي عند قريتي حزم وخلخلة، كما قاموا بغلق طريق "نمرة – شهبا" جزئيًا، حتى الساعة الواحدة، ولم يسمحوا بالمرور إلا للطلاب والحالات الإسعافية، في ظل مشاركة من وجهاء القرية وبعض شيوخها.

ونقل موقع "السويداء 24" عن أحد المنظمين قوله "إن الغاية هي التأكيد على المطالب الأهلية، لا قطع الطريق فحسب. وإن الحركة الاحتجاجية تتجه الى استمرار قطع الطريق يوميًا بشكل جزئي". أما في بلدة شّقا شمال شرقي السويداء، فقام عشرات الشباب بقطع طريق شقا-شهبا بالإطارات المشتعلة، وكذلك حدث في مجادل بالريف الغربي، وفي قيصما بالريف الشرقي. وانضمت في وقت لاحق بلدة عريقة للاحتجاجات مساء الاثنين، عبر قطع طُرق الساحة العامة.

يذكر أن ثمة مخاوف محلية بدأت تظهر بوضوح على إثر مشاركة عناصر من عصابات محلية في الحراك، خشية أن يعمل هؤلاء على تخريب التحركات، ويكونوا سببًا لتدخل قوات النظام.

ونقل موقع صحيفة العربي الجديد عن أحد المشاركين يدعى رأفت. ش (34 عاما)، من أبناء السويداء، قوله  إنه "لم يعد أمامنا سوى النزول إلى الشارع، ليسمع المسؤولون غليان الشارع جراء قرارات النظام الجائرة بحق لقمة عيش المواطنين، وبعدما سلبوا منا كل شيء، من الوقود إلى الخبز، حتى الخدمات شبه معدومة من الكهرباء للمياه حتى نقل القمامة"، مضيفًا "اليوم أنا أنزل إلى الشارع للقول إننا نستحق العيش بكرامة، وعلى الدولة تأمين احتياجات المواطنين".

في حين وجّه مشارك آخر في الاحتجاج نداءً إلى جميع أهالي الجبل للتوجّه إلى الساحة للاعتصام، مطلقًا عليها اسم ساحة "الكرامة"، وهو المصطلح الذي أُطلق عليها عام 2015 إثر إسقاط تمثال رئيس النظام الراحل حافظ الأسد الذي كان يتوسطها حينها، على خلفية عملية اغتيال مؤسس حركة "رجال الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس. وكان المحتجون في السويداء قد فرضوا  المغادرة يوم الإثنين على موظفي مجلس المدينة، وطلبوا من التجار إغلاق محالهم. وانفضّ الاحتجاج بشكل سلمي، وسط دعوات المشاركين إلى جعل الاحتجاجات يومية، حتى تحقيق مطالبهم.

وحول ردة فعل النظام على مظاهرات السويداء الحالية نقلت المصادر عن شهود عيان قولهم إن النظام "لم يتخذ أي إجراء سوى تحصين مبنى قيادة الشرطة والمحافظة بعدد من السيارات المدرعة والعناصر، في حين ينتشر عدد من عناصر الأمن بألبسة مدنية في محيط الساحة يراقبون ويرصدون المشاركين من بعيد".

محاولات من ممثلي النظام لاحتواء الاحتجاجات وتقزيمها

أقرّ محافظ السويداء التابع للنظام نمير حبيب مخلوف بوجود ما سماها "احتجاجات على أخطاء حكومية" متهمًا المتظاهرين بعرقلة سير عمل مؤسسات الدولة، في محاولة منه حسب بعض المتابعين لتفريغ الحراك الشعبي من مضمونه السياسي الواضح المتمثل بتغيير النظام عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 2254.

وأضاف مخلوف أن "الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المحافظة في عدد من المناطق يجري متابعتها"، من دون توضيح آلية هذه المتابعة وطريقة استجابتها. وتابع قائلًا في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن الموالية أنه "يتم استلام الاعتراضات والتعامل معها أصولًا" وفق ما أقرته حكومة النظام في اجتماعها الأخير، مما يعني أن الاعتراضات التي يجري معالجتها، هي تلك المرسلة عبر الموقع المخصص للاعتراض على إلغاء الدعم فقط.

وذكر أن "جميع الجهات المعنية في المحافظة تتابع طلبات المحتجين وتتعامل معها وفق الآليات المقررة بهذا الخصوص"، مطالبًا المحتجين بعدم قطع الطرقات، زاعمًا أنّ الاحتجاجات اقتصرت على مطالبة حكومة النظام بتحسين الوضع المعيشي واتخاذ القرارات التي تساهم في التخفيف من ضغط الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه المواطنون.

أقرّ محافظ السويداء التابع للنظام نمير حبيب مخلوف بوجود ما سماها "احتجاجات على أخطاء حكومية" متهمًا المتظاهرين بعرقلة سير عمل مؤسسات الدولة

في الأثناء أيضًا، تواصل محافظ السويداء التابع للنظام وبعض ضباط الأجهزة الأمنية مع شخصيات اجتماعية، ودينية، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي ما تزال مستمرة في المدينة وريفها حسب المصادر المحلية ومن بينها موقع "السويداء 24".

 

اقرأ/ي أيضًا:

 "هذا زمان آخر".. احتجاجات السويداء تتوسع رغم التعزيزات الأمنية