26-سبتمبر-2018

أثار ترامب ضحكًا صاخبًا داخل قاعة الأمم المتحدة (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

كانت نسخة هذا المرة من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي انطلق يوم الثلاثاء، في مدينة نيويورك، نسخة استثنائية، حيث بدت منصة الأمم المتحدة الرخامية، وهي تستقبل زعيمًا تلو الآخر، وكأنها منبر للعراك، وللسخرية أحيانًا، فيما كان للاجتماعات التي أقيمت على هامش القمة نصيب من هذه العبثية.

أثار خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كثيرًا من الجدل والضجيج والضحك أيضًا، داخل قاعة الاجتماع، حيث بدا ترامب واضحًا ومباشرًا، وعبر عن تصوراته العنصرية بوضوح

وفي حين أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوضوح ولغة مباشرة، كراهيته للاجئين، ودعمه للوطنية المتطرفة، وألقى خطابًا يدور معظمه حول الملف الإيراني، كان مسؤولون إماراتيون وسعوديون قد اجتمعوا مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، أمام الكاميرات، ومن دون مواربة، في مؤتمر بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس منظمة "متحدون ضد إيران نووية".

ترامب في الأمم المتحدة: على الأمم ألا تتحد

وأثار خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كثيرًا من الجدل والضجيج والضحك أيضًا، داخل قاعة الاجتماع، حيث بدا ترامب واضحًا ومباشرًا، وعبر عن تصوراته العنصرية، ونزعاته القومية المتطرفة من دون أي تجميل، فيما تفاخر بإنجازاته وكأنه في خطاب أمام أعضاء حزبه، أو في دعاية انتخابية.

اقرأ/ي أيضًا: هل نشهد حربًا أمريكية على إيران قريبًا؟

وفي خطاب وُجه معظمه نحو إيران، كرر ترامب هجومه على حلفاء أمريكا التقليديين، فيما امتدح الدور السعودي والإماراتي للمساعدات التي يوجهونها لليمن، من دون الإشارة إلى أي من الانتهاكات التي تسببت بها هذه الدول وأوصلت البلاد نحو المجاعة، كما أنه تجنب أي حديث عن الملف الروسي، واكتفى في إدانته لداعمي النظام السوري، بانتقاد إيران.

وأعلن ترامب صراحة، خلال خطاب مليء بالكراهية، عداءه لفكرة المجتمع المنفتح على الآخر، بينما تفاخر بالحدود الصارمة التي وضعها ضد المهاجرين، وحث دول العالم على مناهضة العولمة، ودعا إلى انتهاج الدرب الأمريكي في تعزيز نموذج القومية المتطرفة.

وهاجم الرئيس الأمريكي الهيئات والمؤسسات الأممية، على غرار مجلس حقوق الإنسان الذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل فترة، احتجاجًا على إدانته لإسرائيل، وكذلك محكمة الجنايات الدولية.

وعلى ما بدا، فقد كان إصرار ترامب على تعداد ما يقول إنها إنجازات إدارته، مدخلًا لجعله يقع في كثير من التناقضات، حيث تباهى الرئيس المثير للجدل بالحوار الذي أجراه مع زعيم كوريا الشمالية، مدعيًا أنه أوقف من خلاله التجارب النووية الكورية، في نفس الوقت الذي بدا فيه متفاخرًا بالنزعة الانعزالية تجاه إيران.

وقد قاطع ضحك صاخب في القاعة كلمة الرئيس الأمريكي، عندما قال إن إدارته استطاعت إنجاز ما لم تنجزه أي إدارة في تاريخ بلاده! واصفًا ذلك بالـ"أميركاسوترا" وسرعان ما انضم ترامب نفسه إلى قائمة الضاحكين في مشهد عبثي، قائلًا: "لم أتوقع ردة الفعل هذه.. لكن لا مشكلة".

وكان الرئيس الأمريكي قد انتقد سلفه، باراك أوباما، قائلًا في عام 2016 "إنه يجعل العالم يضحك علينا"، مع أنه كان قد كتب في عام 2014 عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "نحن بحاجة إلى رئيس ليس أضحوكة للعالم جميعه. نحن نريد رئيسًا عظيمًا بحق". وهو ما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يسخرون من "تحقق كابوس ترامب" بالفعل.

روحاني يرد

وفي حين لم يكن هو ولا أي من الوفد الإيراني موجودًا أثناء إلقاء ترامب لخطابه، بدا الرئيس الإيراني، وكأنه يرد على مضمون هذا الخطاب.

وانتقد روحاني السياسات الأمريكية، التي قال إنها عدائية ضد بلاده، معتبرًا أن هناك نية لا تخفيها الإدارة الأمريكية لإسقاط النظام الإيراني، وهو ما يجعل أي حوار مستبعدًا.

وأكد روحاني الدعوة الإيرانية إلى المفاوضات بخصوص الاتفاق النووي، الذي ما يزال الانسحاب الأمريكي منه ليس واضحًا بعد، فيما استنكر لجوء الولايات المتحدة لما قال إنها "حرب اقتصادية" على بلاده، حيث وضح أن العقوبات الأمريكية لا تستهدف النظام فقط ولا حتى الشعب الإيراني، ولكنها تعود بالضرر على كثير من شعوب المنطقة، وعلى التجارة العالمية بالمجمل. وهو ما بدا كإشارة إلى نية طهران اتخاذ إجراءات تصعيدية تجاه خطوط إمداد النفط، كردة فعل.

اقرأ/ي أيضًا: تقدير موقف: استراتيجية إدارة ترامب نحو إيران والتصعيد المحسوب

لقاء إماراتي سعودي بحريني مع الموساد

وليس بعيدًا عن الأمم المتحدة، حيث ركز ترامب جل خطابه على موضوع "الخطر الإيراني"، كان حلفاؤه السعوديون والإماراتيون والإسرائيليون، يلتقون معًا في فندق في مانهاتن، على هامش اجتماع الجمعية العامة، تحت عنوان ليس بعيدًا عن ذلك الذي جاء في كلمة الرئيس، وإن لم يثر هذا اللقاء الضحك، بقدر ما أثار القلق لدى متابعين عرب، من أن العلاقات بين "الدول العربية المعتدلة" وإسرائيل، لم تعد شيئًا سريًا أبدًا.

تتالت كلمات رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ومعهما السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، وتضمنت كلها نفس المحتوى

وفي مشهد لم يكن أقل عبثية من ذلك الذي حدث داخل الاجتماع الأممي، وفي حين لم يتصافح الإسرائيليون مع الوفود السعودية والإماراتية، وحرصوا على الجلوس على بعد مقعد واحد على الأقل، فقد اشتركوا جميعهم في الرسالة نفسها، وكادت مضامين خطاباتهم تتطابق.

تتالت كلمات رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ومعهما السفير الإماراتي المثير للجدل في واشنطن، يوسف العتيبة، وتضمنت كلها دعوة واحدة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي، أنه مع انهيار الاتفاق النووي لعام 2015، يحتاج العالم إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التدخل الإيراني في سوريا واليمن ولبنان.

 وقد تأسست مؤسسة "متحدون ضد إيران النووية" قبل عشرة أعوام، عن طريق مجموعة من الشخصيات الأمريكية المقربة من البيت الأبيض، والمدعومة من اللوبيات الصهيونية في واشنطن. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

إيران بعد كابوس العقوبات.. البحث عن الانتقام

اليمن.. أول ساحة معركة ترامب مع إيران