22-مارس-2022
مسلسل في الكويت يثير جدلًا

من برومو المسلسل (Youtube/Shahed)

مع كل موسم رمضاني تبدأ التعليقات الإيجابية والسلبية بالتدفق عن مدى نجاح أو فشل مسلسل ما، بعد عرض حلقته الأولى أو بضع حلقات. لكن هذه المرة سرعان ما طالت سهام النقد مسلسلًا كويتيًا يحمل اسم "من شارع الهرم إلى"، منذ لحظة إطلاق إعلان تشويقي عنه عبر منصة "شاهد" التابعة لمجموعة قنوات "MBC"، والذي أثار زوبعة من ردود الفعل الغاضبة واللاذعة، لمشاهدين استنكروا ظهور راقصة فيه تحمل الجنسية المصرية، تدخل حياة عائلة كويتية وتسعى لإغواء رب الأسرة وتدمير عائلته.

المثير للغضب بحسب المعلقين أن العمل يحمل اسم شارع مصري قيل إنه عرف بطابعه الفني، وعلى وجه الخصوص وجود ملاهٍ فيه، ما أشعل جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لإيقاف المسلسل، نظرًا "لإهانته" المرأة المصرية التي ظهرت فيه كراقصة، تحت وسم #وقف_مسلسل_من_شارع_الهرم_إلى، كما فتح المسلسل الباب على أعمال فنية سابقة اعتبرها البعض مسيئة لشعوب بلدان معينة.

وجاء العمل الدرامي من تأليف هبة مشاري حمادة، وإخراج المثنى صبح، وبطولة هدى حسين، نور الغندور، خالد البريكي، أحمد إيراج، مرام البلوشي، عبدالمحسن القفاص، فيما دعت شخصيات من القائمين على العمل إلى متابعة المسلسل من ثم الحكم عليه.

بدورهم، رفض مغرّدون مصريون ما جاء في برومو المسلسل، مذكّرين بمكانة المرأة المصرية وقيمتها على مدى العصور، فيما انتقده آخرون باعتبار العمل غير ملائم للعرض في شهر رمضان ذي الطابع الديني والروحي.

وغرّد حساب يحمل اسم "مصر معشوقتي" عبر وسم #وقف_مسلسل_من_شارع_الهرم_إلى بالقول: "المصرية معروفة هي مين من فجر التاريخ وحتى الآن ملكة متوجة"، داعيًا إلى اتخاذ قرار من قبل الحكومة الكويتية لوقف المسلسل "المهين" وفق وصفه للمرأة المصرية والعربية عمومًا.

من جهتها، ذكّرت المغرّدة مدا بريادة المرأة المصرية، حيث كانت سبّاقة عربيّا بمجالات مثل الطيران، إذ أن "أول امرأة تحصل على إجازة الطيران في الوطن العربى عام 1933، كانت الكابتن طيار لطيفه النادى"، متسائلة "نحن مصر انتوا مين".

وعن المرأة المصرية، لفت المغرّد حمادة سعيد، إلى رفعة وقيمة النساء المصريّات العاملات والمكافحات، واللاتي من المفترض ذكرهنّ وتجسيد قصصهنّ في الأعمال الدرامية، معلقًا على صورة مرفقة بـ "الست المصريه اللي تقال عليها ب 100 راجل".

من جهتها، اعتبر حساب يحمل اسم "النهضة القومية المصرية" عبر تويتر، أن المسلسل الكويتي رسّخ فكرة وصفتها بالقذرة، تقول إن "المصريات رقاصات وبيجروا ورا الفلوس" وفق تعبيرها.

"هاتوا لي بلد فيها العمالقة دول ده لو دولة عندها واحد منهم كانت ذلت الدنيا"، كتب المغرّد محمد صابر عبر تويتر، مرفقًا تغريدته بصورة لثلاثة من أبرز القرّاء للقرآن الكريم في الوطن العربي، وهم محمد صديق المنشاوي، ومحمود الحصري، وعبد الباسط الصمد، في إشارة إلى وجود قامات دينية عظيمة في بلده مصر. 

أما كويتيًا، فقد استهجن صانع المحتوى الكويتي محمد الظفيري بدوره أن يتم تسمية المسلسل بهذا الاسم، واختصار مصر بهذا الشارع، منتقدًا ما دعاه "جهل البعض وعدم معرفتهم مصر إلا من خلال هذا الشارع"، داعيًا إلى "التأدب عند تحدّث أبناء بلد ما عن بلد آخر". فيما استعجب بتغريدة ثانية ممن يدافعون عن المسلسل وعن دور الراقصة فيه، مستهجنًا ظهور هذه الأدوار على الشاشات في شهر رمضان.

المبدأ نفسه، تحدّث عنه عضو جمعية المحامين الكويتية سعود الخيوطي، إذ قال "لن ننسى ان مؤسس جامعة الكويت وأول مدير لها ١٩٦٨ كان مصري وهو الدكتور الفاضل عبدالفتاح اسماعيل"، مقدمًا الاعتذار للمصريين.

لكن عضو جمعية حقوق الإنسان أحمد الميموني، كان له رأي مختلف، إذ كتب "لا تنه عن خلق وتأت مثله"، موجّهًا الانتقاد للسينما المصرية التي تُظهر بحسب رأيه المواطن الخليجي على أنه ذا ترف يتقصّد المراقص المصرية، متسائلًا "لماذا لم يعترض أحد من قبل على ذلك؟"

الإعلامية المصرية شيماء يس عليش كتبت عبر حسابها في تويتر "مابلاش من شارع الهرم، وخليك فى حى الرميلة"، مشيرة إلى أن الأخير يشبه طبيعة شارع الهرم، فلماذا تم استخدام هذا الشارع بتسمية المسلسل، ولم يتم الاستعانة باسم حي الرميلة مثلًا، من البيئة الكويتية نفسها.