اتهموه بازدواجية المعايير.. عُمانيون يطلقون حملة لرفض استضافة الراهب سادجورو

​  تفاعل العمانيون مع دعوات أطلقها ناشطون للتنديد باستضافة الراهب الهندي سادجورو جاغي للمشاركة في فعالية رسمية حول موضوع التغيّر المناخي في 25 أيار/مايو المقبل. ويعد سادجورو شخصية بارزة في مجال التصوف والتأمل والتنمية الذاتية في الهند وحول العالم، وصاحب مؤسسة غير ربحية تدعي "إيشا" مهتمة بعلوم اليوغا، وهو شخصية ثير حولها الكثير من الجدل والغموض.

طالب العمانيون السلطات بإلغاء مشاركة سادجورو جاغي في الندوة التي ستعقد في العاصمة مسقط في مركز المعارض والمؤتمرات

وطالب العمانيون السلطات بإلغاء مشاركة سادجورو جاغي في الندوة التي ستعقد في العاصمة مسقط في مركز المعارض والمؤتمرات، وذلك بسبب ما يذاع عنه من مواقف تدعو للتطبيع مع إسرائيل في العالم العربي، إضافة إلى أفكاره التي وصفها مغردون على تويتر بأنها تخالف التعاليم الإسلامية وتقاليد المجتمع العماني.

تفاعل واسع على وسم #لا_مرحبا_سادجورو 

وقد تفاعل ناشطون عبر وسم #لا_مرحبا_سادجورو مع خبر استضافة الراهب الهندي الذي يصف نفسه بأنه متصوّف وزاهد، وركزت الكثير من التغريدات على مواقف الرجل المؤيدة لإسرائيل، والتي زارها عدة مرات وحاول تبييض سمعتها في المحافل الدولية.

من بين أبرز المغردين حول استضافة سادجورو في عمان، كان المفتي العام للسلطنة أحمد بن حمد الخليلي، الذي عبر عن شكره للعمانيين "الغيورين والغيورات على حرمات دين الله تعالى"، والذي رفضوا زيارة سادجورو جاغي إلى السلطنة "ليبث سموم فكره الموبوء" على حد تعبيره. وأوضح الخليلي، المعروف بمواقفه المناهضة لإسرائيل والتطبيع معها، أنه قد ناشد الجهات الرسمية للوقوف "بقوة وصرامة أمام هذا الأمر الفظيع"، في إشارة إلى استضافة الراهب الهندي ومنحه منبرًا للحديث في عمان.

كما نشر حساب "عمانيون ضد التطبيع" تغريدة تؤيد الموقف الرافض لاستضافة سادجورو في سلطنة عمان، وتعتبر أن الدفاع عن فلسطين هو الشكل الأسمى للدفاع عن الحقيقة، وأن مواقف الراهب الهندي تتنافى مع ذلك.

بينما سلطت حسابات أخرى الضوء على الآراء الدينية التي يحملها الراهب سادجورو، والتي يعتبرها البعض متعارضة مع تعاليم الدين الإسلامي، في حين انتقد آخرون مواقف سادجورو الصامتة عن الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها المسلمون في الهند، والكراهية المتنامية ضد الهنود المسلمين والاعتداء على ممتلكاتهم وأماكن عبادتهم والتمييز المتزايد ضدهم، وأن ذلك ينزع المصداقية عن مجمل خطابه المتعلق باحترام الإنسان وكرامته.

معاذ المعمري، مغرد عماني، قال إن على سادجورو أن يهتم بنشر أفكاره عن التسامح والكرامة الإنسانية في الهند، حيث ينتشر الخطاب اليميني المتطرف المعادي للمسلمين وأن يدعو المتطرفين من الهندوس إلى التخلي عن العنف ضد المسلمين.

مغرد آخر بحساب يحمل اسم "أبو حسين" تحدث عن موقف الحكومة الهندية المعادي للمسلمين في الهند، وانتقد صمت سادجورو عن هذه الانتهاكات. 

في الجهة الأخرى، برزت أصوات تدعو إلى إتاحة المجال أمام الراهب الهندي للحديث وعرض أفكاره ومناقشتها ونقد ما يستوجب النقد منها. من بين هؤلاء كان علي المخمري، الذي تفهم موقف المؤيدين للزيارة وموقف المعارضين لها، داعيًا إلى أن لا يكون ذلك داعيًا للخلاف بين العمانيين. 

مغرّدة أخرى أكّدت على أن المنع ليس الحلّ وأن من يرفض آراء سادجورو يمكنه أن يكتفي بالإعراض عنها وعدم الاستماع إليها. 

يذكر أن زيارة سادجورو إلى سلطنة عمان ستكون محطته الأخيرة في جولة في المنطقة ضمن حملة "أنقذوا التربة"، كانت قد انطلقت من الأردن، ومرّت عبر البحرين ودبيّ، وصولًا إلى مسقط.  

اقرأ/ي أيضًا:

الهند تستخدم التعليم كأداة سياسية في مواجهة باكستان

​