01-أكتوبر-2021

صورة تعبيرية (Getty)

أفادت وكالة رويترز بأن موظفي منظمة الصحة العالمية شاركوا في الاعتداء الجنسي في الكونغو خلال أزمة الإيبولا، وكان ما لا يقل عن 21 من أصل 83 موظفًا من المنتهكين المزعومين الذين ارتكبوا الانتهاكات الجنسية قد وظفتهم منظمة الصحة العالمية، وهم موظفون من الجنسية المحلية وكذلك من جنسيات دولية، وأشار التقرير إلى وجود اتهامات بأن الانتهاكات الجنسية وصلت إلى حدود الاغتصاب الجنسي. ويشار إلى أنه في شهر حزيران/يونيو من العام الماضي، أعلنت حكومة الكونغو نهاية تفشي فيروس إيبولا الذي استمر عامين وأودى بحياة أكثر من 2200 شخص، واعتبر ثاني أكبر انتشار منذ اكتشاف الفيروس في عام 1976.

كشفت نتائج التحقيقات الأولية في الكونغو بخصوص مزاعم الاعتداء والاستغلال الجنسي تورط موظفين من مختلف المستويات في منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الإغاثية 

وقالت لجنة مستقلة بأن أكثر من 80 من عمال الإغاثة، بمن فيهم بعض العاملين في منظمة الصحة العالمية، تورطوا في انتهاكات واستغلال جنسيين خلال أزمة فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ووجدت اللجنة أن 21 على الأقل من الجناة المزعومين البالغ عددهم 83 موظفون من قبل منظمة الصحة العالمية، وأن الانتهاكات تضمنت 9 مزاعم بالاغتصاب ارتكبها موظفون محليون ودوليون. وقال عضو اللجنة مالك كوليبالي في إفادة صحفية "لقد أثبت فريق المراجعة أن الضحايا المفترضين حصلوا على وعود بوظائف مقابل علاقات جنسية أو من أجل الاحتفاظ بوظائفهم"، وأضاف بأن "العديد من الجناة الذكور لم يستخدموا الواقي الذكري وحملت 29 امرأة من الضحايا، وأجبر بعضهن على الإجهاض فيما بعد من قبل المعتدين"، بحسب ما نقل موقع ذي ناشيونال بوست.

اقرأ/ي أيضً: تنديد واسع عبر منصات التواصل في البحرين بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي

وقد أجرت التحقيق مؤسسة طومسون رويترز ومنظمة The New Humanitarian العام الماضي، وذلك بعد أن اتهمت أكثر من 50 امرأة عاملين في مجال الإغاثة من منظمة الصحة العالمية وجمعيات خيرية أخرى بالمطالبة بالجنس لقاء الحصول على وظائف بين عامي 2018-2020. وفي هذا السياق، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، ماتشيديسو مويتي، بأن "نتائج التقرير أشعرت المنظمة بالخزي والرعب والحزن". بدوره اعتذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الضحايا وشكرهن على شجاعتهن في الإدلاء بشهادتهن، بحسب ما أورد موقع شبكة nbcnews.

أما المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، فقد تعهد بعدم التسامح مطلقًا مع مسائل الاعتداء الجنسي، وأضاف  بالقول "أولويتي القصوى هي ضمان عدم إعفاء الجناة بل محاسبتهم"، وأشار إلى تعهد المنظمة "إجراء خطوات إضافية بما في ذلك إصلاح شامل لهياكلنا وثقافتنا". وقدم غيبريسوس اعتذاره للضحايا، وعلق على التقرير بالإشارة إلى كونه قدم "قراءة مروعة"، مشيرًا إلى أن "ما حدث للنساء يجب ألا يحدث أبدًا لأي شخص. إنه أمر لا يغتفر ولا يجب التسامح معه"، نقلًا عن موقع قناة CNN.

فيما اتخذت اجراءات عاجلة من قبل المنظمات المعنية، حيث تم منع الجناة المتهمين من العمل في منظمة الصحة العالمية في المستقبل، بينما تم إنهاء عقود 4 أشخاص وظفتهم الهيئة، ولا تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة هوية البعض الآخرين. وفيما لم يتبين بعد ما إذا كان الجناة سيواجهون المحاكمة الجزائية، أشار غيبريسوس إلى أنه يعتزم إحالة مزاعم الاغتصاب إلى جمهورية الكونغو وإلى دول الجناة المتهمين لاتخاذ الإجراءات بحقهم. ومن جهتها تعهدت الكونغو بإجراء تحقيقات في الاعتداءات الجنسية المشار إليها في التقرير، بحسب وكالة رويترز.

إحدى الفتيات، البالغة من العمر 14 عامًا وتدعى جوليان، أخبرت اللجنة أنها كانت تبيع بطاقات إعادة شحن الهاتف على جانب الطريق في منطقة مانجينا، عندما عرض عليها سائق من منظمة الصحة العالمية توصيلة إلى المنزل. وبدل ذلك اصطحبها إلى فندق حيث قالت أنه اغتصبها وأنجبت طفله فيما بعد. وصرحت نساء أخريات أنهن ما زلن يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل الرجال في المناصب الإشرافية الذين أجبروهن على ممارسة الجنس للاحتفاظ بوظائفهن أو الحصول على رواتب أو الحصول على وظيفة بأجر أفضل. بينما أفادت بعض النساء بتعرضهن للفصل من العمل لرفضهن ممارسة الجنس، بينما أشارت أخريات بأنهن لم يحصلن على الوظائف حتى بعد الموافقة على ممارسة الجنس، بحسب ما نقل موقع سترايت تايمز.

وجاء في التقرير أيضًا، أن الضحايا "لم يحصلن على الدعم والمساعدة اللازمين لمثل هذه التجارب المهينة". فيما قالت رئيسة اللجنة والمشاركة في التحقيق، عائشة مينداودو "لا يوجد تداخل بين الضحايا الذين أدلوا بشهاداتهم في تقارير وسائل الإعلام العام الماضي وأولئك الذين قابلتهم حاليًا" مؤكدة بأن هذا قد يشير إلى وجود مشكلة أكبر. وأضافت أن "بعض الأشخاص في المستويات العليا من منظمة الصحة العالمية كانوا على دراية بما يجري ولم يتحركوا"، بحسب ما أفاد موقع صحيفة ذي أيريش تايمز.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تضامن لبناني واسع مع القاضي طارق البيطار عبر منصات التواصل

حملة رقمية في الأردن للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان