17-أغسطس-2020

يدعي ترامب إمكانية حصول تزوير في حال التصويت عبر خدمة البريد (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

يسود انقسام حاد بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة بشأن التصويت عبر الخدمة التقليدية بالمراسلة البريدية في انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع انعقادها في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم. ففي حين تظهر إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب معارضتها التصويت بالمراسلة، بعد إثارتها مزاعم بإمكانية تعرض الانتخابات للتزوير، فإن الديمقراطيين على الطرف المقابل يصرون على الموقف المعاكس للإدارة الأمريكية، ويبذلون مساعي حثيثة لتمرير تشريع في مجلس النواب الذي يسيطرون عليه يجيز التصويت بالمراسلة.

يصر الديمقراطيون على الموقف المعاكس للإدارة الأمريكية، في ظل مساعٍ لتمرير تشريع في الكابيتول هيل الذي يسيطرون عليه يجيز التصويت بالمراسلة

وكانت حملة إعادة انتخاب ترامب في البيت الأبيض قد أثارة ضجة إعلامية كبيرة خلال الأيام الماضية، بشأن الإصلاحات التي يقوم بها مدير الهيئة الجديدة لخدمة البريد في الولايات المتحدة لويس ديجوي، غير أن وكالة الأنباء الفرنسية أشارت في تقرير لها إلى أن الإصلاحات الخاصة بالخدمة البريدية بهدف تحقيقها للأرباح قد تعرضت لانتقادات حادة للاشتباه بأنها تهدف في الواقع إلى منع التصويت بالمراسلة في الانتخابات الرئاسية القادمة.

اقرأ/ي أيضًا:  ترامب يلجأ لاتهامات "تزوير الانتخابات" كاستراتيجية لحملته الانتخابية

ومن المتوقع أن يخضع ديجوي لجلسة استماع أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب للاستماع لإفادته يوم الإثنين القادم، وذلك على خلفية استدعائه من قبل زعيمة المجلس نانسي بيلوسي إلى جانب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر. وقال المسؤولان الديمقراطيان في بيان مشترك إن ديجوي "من كبار المتبرعين لحملة ترامب، وقد تصرف كشريك في حملة الرئيس لتزوير الانتخابات، مطلقًا تغييرات جديدة شاملة تخفض من معايير تسليم" البريد.

يسعى ترامب للحدّ من إمكانية التصويت بالمراسلة (Getty)

ويسعى الديمقراطيون لإثارة الضجة حول قضية التصويت بالمراسلة في رد على ما تروجه حملة ترامب الانتخابية، عبر مؤتمرهم الوطني الذي افتتح افتراضيًا اليوم الإثنين، من خلال تعبئتهم للناخبين ضد محاولات ترامب الحد من إمكانية التصويت بالمراسلة، والتي يريدون استثمارها لدعم مرشحهم نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي يحظى بدعم غير محدود من الديمقراطيين، فضلًا عن دعم مئات الجمهوريين، بمن فيهم مسؤولون في إدارة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن.

في غضون ذلك وجه رئيس نقابة عمال البريد الأمريكي مارك ديموندشتاين انتقادات مباشرة لترامب، بسبب عدم موافقته على تمويل مكاتب الخدمة البريدية لتكون على كامل الجاهزية في انتخابات الرئاسة، وقال في هذا الصدد إن "الرئيس يريد تجفيف مصادر تمويل البريد لمنع الناس من التصويت"، مضيفًا بأنه "يجب أن يحصل الجميع على أسهل طريقة للتصويت، بغض النظر عمن يصوتون له".

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد أشارت إلى أن "خدمة البريد أبلغت خصوصًا الولايات بأنها لن تتمكن من أن توصل في الوقت المناسب، ملايين بطاقات الاقتراع لاحتسابها قبل الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر"، بينما ذكر موقع مجلة بوليتيكو الأمريكية أن خدمة البريد بعثت برسائل إلى 46 ولاية، فضلًا عن العاصمة واشنطن، تحذر من أن البطاقات قد تتأخر في الوصول عن موعدها المحدد.

وفيما أشارت بيلوسي في رسالة لزملائها في المجلس إلى أن حصول مكتب خدمة البريد الأمريكي على التمويل المطلوب سيساعد على وجود "انتخابات سليمة وعادلة"، حيثُ يطمح الديمقراطيون إلى الحصول على تمويل بقيمة 25 مليار دولار لخدمة البريد، فإن مطالبهم لا تزال تقابل برفض شديد اللهجة من ترامب، وهو موقف تجدد مؤخرًا بتأكيده في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية على عدم رغبته بتمويل خدمة البريد.

برزت مسألة التصويت بالمراسلة بشكل كبير في تصريحات ترامب الأخيرة، عبر مجادلته بإمكانية حصول عمليات تزوير على نطاق واسع في حال أقر التصويت بالمراسلة

وبرزت مسألة التصويت بالمراسلة بشكل كبير في تصريحات ترامب الأخيرة، عبر مجادلته بإمكانية حصول عمليات تزوير على نطاق واسع في حال أقر التصويت بالمراسلة، واصفًا التصويت بالمراسلة بأنه سيكون "كارثيًا"، وجاء تركيز ترامب في خطاباته على التصويت بالمراسلة، بعدما أظهرت غالبية استطلاعات الرأي تخلفه عن منافسه الديمقراطي بفارق كبير من النقاط على المستوى الوطني.

اقرأ/ي أيضًا: نعوم تشومسكي: لن ننجو من الكارثة وترامب أسوأ مجرم عرفه التاريخ

لكن محاولة الديمقراطيين تمرير تشريع يسمح التصويت بالمراسلة، والمتوقع حصوله على موافقة غالبية الأعضاء، قد لا تجد قبولًا لدى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، في ظل توقعات بتوجههم للاستعانة برأي كبير خبراء الأمراض المعدية في البيت الأبيض أنطوني فاوتشي، الذي قال في إحدى تصريحاته بأنه "لا يوجد سبب" يمنع الأمريكيين من الذهاب إلى مراكز الاقتراع للتصويت شخصيًا في حال كانوا يرتدون أقنعة للوجه، ويتعون التدابير الاحترازية للتباعد الاجتماعي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

انقلاب على ترامب.. استطلاعات للرأي تظهر تحول خمس ولايات إلى تأييد بايدن

مسؤولون جمهوريون يشكلون مجموعة لدعم بايدن في مواجهة ترامب

بين التزوير والرفض.. سجال بين ترامب وبايدن يصل إلى الجيش