31-أغسطس-2017

مقاتلين من داعش خلال نقلهم في حافلات لدير الزور في إطار الاتفاق مع حزب الله والنظام السوري (لؤي بشارة/ أ.ف.ب)

أثار الاتفاق المبرم قبل أيام قليلة بين حزب الله اللبناني بالاشتراك مع النظام السوري من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة مقابلة في منطقة جرود عرسال موجة من السخرية الممزوجة بالغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نص على انسحاب الأخير إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية – العراقية.

أثار الاتفاق المبرم قبل أيام قليلة بين حزب الله وداعش موجة من السخرية الممزوجة بالغضب على مواقع التواصل

وتضمن الاتفاق المبرم يوم الأحد الفائت بين الطرفين خروج مقاتلي التنظيم مع عائلاتهم إلى مدينة البوكمال مقابل الكشف عن مصير الجنود اللبنانيين المختطفين منذ عام 2014، وتسليم جثث قتلى قوات الأسد والميليشيات الأجنبية إلى جانب عناصر حزب الله مع الأسرى الأحياء للأطراف عينها، ما أثار موجًة من السخط بسبب السماح لمقاتلي التنظيم بالخروج إلى مناطق نفوذه شرق سوريا رغم تأكيده قتل الجنود المخطوفين.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام أمس الأربعاء إنه تم التعرّف على رفات ستة جنود لبنانيين، بانتظار نتائج فحص الحمض النووي للجنود الأربعة المتبقين، لافتًة أن الجنود الذين أسروا من قبل التنظيم كانوا عشرة، واحد منهم "التحق بالإرهابيين"، وآخر قتل بعد أن ضل الطريق بآليته خلال المعارك، فيما قتل الجنود الثمانية بعد أسرهم من قبل التنظيم.

اقرأ/ي أيضًا: "مخيمات الموت".. حملة أخرى لإنقاذ نازحي سوريا

أخي الموالي.. ركّز معي شوي

وحملت التعليقات المرتبطة بالاتفاق المبرم بين حزب الله وتنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي سخرية في مضمونها من طبيعة الاتفاق، وسخر الكاتب عمر قدور من مؤيدي النظام السوري قائلًا: "أخي الموالي.. ركّز معي شوي، ولاحظ أنو عناصر داعش يتم نقلهم بباصات مكيفة من جرود عرسال، بينما أمثالك تم سوقهم بشاحنات الدواب إلى معرض دمشق الدولي، يعني حتى الباصات الخضر اللي كنت تعيّر فيها الجيش الحر انحرمت منها".

ومضى عمر قدور في منشوره بالقول: "الأهم مما سبق: عناصر داعش وهم مكيفين رح يعبروا مناطق نظامك، ولما يصلوا دير الزور ويخلصوا الغداء رح يحاربوا جيشك الباسل ويقتلوا عناصره اللي رح تبكي عليهم. يعني العملية كلها رح تكون على حساب أرواح أمثالك. طبعًا هالحسبة صعبة كتير عليك تفهمها، لذلك الموسيقار الكبير علي الديك قال جملته الخالدة: أنتو بقر".

أما الكاتب رامي الأمين فوصف في منشوره ما اعتبره حال لبنان حاليًا مجمعًا أبرز السياسيين على الساحة وقائلًا: "البلد باختصار: باص يقوده حسن نصرالله، وإلى المقعد بجانب السائق ينام ميشال عون ويستيقظ عند كل جورة أو مطب ويسأل: "شو في؟!" ثم يعود للنوم، نبيه بري يقف على الباب متحكمًا بمن يركب ومن ينزل، سعد الحريري يجلس على الشباك متأملًا الطريق وفي أذنيه سماعات للموسيقى الصاخبة".

وتابع "في المقاعد الخلفية يجلس جبران باسيل مع مجموعة من المصفقين والمهيصين والمشاغبين، وغازي العريضي يضرب بالطبلة، فيما وليد جنبلاط يروح ويجيء في ممر الباص، يصل إلى نصرالله، ويسأله: "إلى أين؟" وحينما يجيبه نصرالله همسًا عن وجهة الباص، يعود إلى الخلف ويبدأ بالرقص والقفز واللطم على إيقاع الطبلة. ورقصني يا جدع!".

واعتبر المدون عماد بزي أن "أضعف الإيمان تشكيل لجنة تقصي حقائق ومحاسبة حول ما حدث مع العسكريين الشهداء، وإلا سنموت جميعًا كل يوم، وهو على الأرجح ما سيحدث. سنموت... وببطء شديد".

طالب بعض النشطاء على مواقع التواصل بتشكيل لجنة تقصي حقائق ومحاسبة المتورطين فيما حصل في عملية فجر الجرود

وعلق الكاتب غازي دحمان على الاتفاق المبرم بطريقة غير مباشرة قائلًا: "1000 معتقل من منطقة دُمّر جرى تصفيتهم في السجون، ولم تكتف عصابة الأسد بذلك، بل أصدرت مؤخرًا قرارًا بالاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم، الأمر الذي يعني قذف 3000 يتيم و700 أرملة في العراء.. ملاحظة: قوادون كثر في منطقتنا العربية يحتفلون بانتصار مزعوم للعصابة" في إشارة للاحتفال الذي دعا إليه حزب الله في منطقة البقاع.

اقرأ/ي أيضًا: لاجئو عرسال.. هربًا من الحرب السورية إلى التوحش اللبناني

صار اللعب على المكشوف

كتب الصحفي فداء عيتاني مقارنًا بين بنود الاتفاق وعمليات الدهم التي شهدتها مخيمات اللاجئين في منطقة عرسال الشهر الفائت: "انتصار جديد وعيد تحرير ثاني بعد مفاوضة النصرة وداعش للانسحاب من الجرود. وبعد مقتل لاجئين تحت التعذيب. كما حنا كما حنين كما حسن كما حسين. كما حزب الله كما الجيش".

ورأت سارة عساف ضمن سلسلة تغريدات على حسابها الرسمي أن "جوهر (التنسيق) والمعادلات الثلاثية والرباعية: أسرى الحزب عادوا أحياء، أسرى الجيش عادوا جثامين، الإرهابيون خرجوا سالمين"، واستغربت في تغريدة ثانية بالقول: "العجيب إنو قبل ما تطلع نتائج الـ DNA: مش قادرين نكرم العسكريين، - بس قادرين نهرب الداعشيين".

الله يزيد المحبة

وفي منشور حمل مضمونه السخرية التي عرفها متابعي صفحة "ولدي ماهر الصفحة الرسمية" كتب مشرف الصفحة معلقًا على الاتفاق: "بأمر من الدكتور سماحة حسن نصر الله، وتعاون الدكتور بشار خالد حافظ الأسد، الكيصر (القيصر) تورز تنكل (تنقل) مسلحين الدواعش من الحدود اللبنانية إلى دير الزور على الحدود العراكية (العراقية) تيحاربون الجيش العربي السوري ويجربون أنفسهم هنيج (هناك) وإذا نفسيتهم أفضل بدير الزور".

وأضاف أن "دكاترة حزب الله طلبم (طلبوا) بكل أدب وأخلاك رياظية (أخلاق رياضية) من الدكاترة الدواعش اطفاء السيسيفور الحزام الناسف ويضعون على الأوف حتى يصلون دير الزور بسلامة ولا ينفجر بيهم، ويدعون دعاء السفر ويتوكلون على الله وينطلك بيهم الوالد الكيصر".

وسخر الناشط علي دياب من عملية الاتفاق بالقول: "أصلًا من وقت ما سمعت باسم فجر الجرود حسيتو اسم شركة نقل سياحية"، فيما رأى مؤيد شيخ حسن أن "عملية نقل 300 عنصر من تنظيم داعش إلى دير الزور، تعكس عمق العلاقات والصداقة المتينة بينهم وبين حكومات جميع دول العالم" خاتمًا منشوره بالقول "الله يزيد المحبة".

 

 

وضمن وسم (هاشتاغ) بعنوان #جبران_يحتفل شارك الناشط نبيه مستريح تغريدة لجبران باسيل يدعو فيها للمشاركة بالاحتفال الذي دعا إليه حزب الله في منطقة البقاع، وكتب أعلاها: "احتفالًا بعملية نقل مجاهدي الدولة الاسلامية بمساعدة مجاهدي حزب الله". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

حزب الله يفاقم نفوذه العسكري بسيطرته على جرود عرسال

معركة جرود عرسال.. حنين حزب الله لحرب المخيمات