اتفاق المرحلة الأولى لوقف الحرب على غزة: خطوات لإنهاء العدوان وتخفيف المعاناة

مع دخول العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ734، أعلنت أطراف التفاوض إلى التوصل لاتفاق حول بنود المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وهو اتفاق وصفه ترامب بالتاريخي وغير المسبوق. 

ويشمل الاتفاق وقف إطلاق النار، انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الخطوط المتفق عليها في قطاع غزة، إدخال المساعدات، وتبادل الأسرى بين الطرفين.

حماس: تضحيات شعبنا لم تذهب هباءً

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال، وإدخال المساعدات، وتبادل الأسرى بين الطرفين. وأكدت الحركة تقديرها لجهود الوسطاء في قطر ومصر وتركيا، ولفرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب في دفع عملية السلام، ودعت الأطراف الضامنة للاتفاق إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقاته كاملة دون تأخير أو مماطلة. 

كما حيّت حركة حماس صمود الشعب الفلسطيني في غزة والقدس والضفة، وفي كل الوطن وخارجه، مشيرة إلى أن تضحيات الشعب لن تذهب هباءً، وأنها متمسكة بحقوق الفلسطينيين الوطنية، بما في ذلك الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

ترامب ونتنياهو: خطوات تنفيذ الاتفاق 

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل للاتفاق، مؤكدًا أن جميع الرهائن سيتم إطلاق سراحهم قريبًا، وأن إسرائيل ستنسحب إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام دائم. وشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا على جهودهم لتحقيق هذا الحدث التاريخي.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فوصف اليوم بأنه "عظيم لإسرائيل"، مؤكدًا أنه سيعقد اجتماع الحكومة للموافقة على الاتفاق وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. وشكر نتنياهو الرئيس ترامب وفريقه على التزامهم بمهمة تحرير الرهائن.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيزور إسرائيل يوم الأحد المقبل، حيث من المتوقع أن يلقي خطابًا أمام الكنيست، في خطوة تأتي بعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

تفاصيل المرحلة الأولى

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أكدت أن الاتفاق يشمل جميع بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بما يؤدي إلى وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية.

هذا، وكشف مصدر مصري لـ"التلفزيون العربي" أنه سيتم فتح معبر رفح في الاتجاهين خلال المرحلة المقبلة، مع إدخال 400 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار.

الأسرى والرهائن: إطلاق تدريجي بعد المصادقة

قال مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس": إن "الحرب في غزة انتهت، وأن إطلاق سراح الرهائن سيتم بعد 72 ساعة من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق". 

أفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض لموقع "سي إن إن" أن الإدارة الأميركية تتوقع أن يبدأ إطلاق سراح الرهائن يوم الإثنين، مع الإشارة إلى إمكانية تقديم الجدول الزمني بحسب الظروف. 

وأوضح المسؤول أن التصويت الإيجابي من قبل الحكومة الإسرائيلية سيمهد الطريق لانسحاب إسرائيل إلى الخط الفاصل، وهي عملية يُتوقع أن تستغرق أقل من 24 ساعة، تليها فترة 72 ساعة المقررة للإفراج عن المحتجزين.

يدورها، أكدت الصحفية جيلي كوهين نقلًا عن مصدر أميركي أن الإفراج عن المحتجزين سيكون بعد مصادقة "الكابينيت"، ومن المتوقع أن يتم يوم الأحد أو الاثنين. 

من جانبها، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن عملية إطلاق سراح الرهائن ستتم على مراحل، لوجود بعضهم في مواقع خارج سيطرة حماس، كما أن المفاوضات لم تنته بعد بشأن أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم لاحقًا.

في هذه الأثناء، كشف مصدر إسرائيلي لقناة "آي24" أن الصفقة المرتقبة لإطلاق سراح الرهائن لن تشمل عناصر النخبة، مشيرًا إلى أن هؤلاء لن يتم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.

اختبار مدى التزام إسرائيل

يمثل اتفاق المرحلة الأولى خطوة مهمة نحو وقف الحرب على غزة، ويعد التزام إسرائيل بتنفيذ جميع بنوده دون تأخير أو مماطلة، خصوصًا فيما يتعلق بتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤشرًا رئيسيًا على قدرة الاتفاق على تخفيف معاناة المدنيين. 

ويظل الوسطاء الإقليميون والدوليون في حالة ترقب لمتابعة التطبيق العملي، لضمان أن يتحول وقف إطلاق النار إلى خطوة فعلية نحو إنهاء الحرب وليس مجرد تهدئة مؤقتة.