31-مارس-2018

على ما يبدو لم يعد لدى ابن سلمان غضاضة في التحركات التطبيعية العلنية (ويل أوليفر/ بلومبيرغ)

التطبيع مرة أُخرى ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة؛ فالبطل كما جرت العادة خلال الفترة الأخيرة، هو السعودية، أو بالأحرى رأس السلطة فيها، محمد بن سلمان، الذي قدم ولا يزال يقدم، كل نذور الولاء والطاعة لـ"حلفائه الجدد"، الإسرائيليين، حتى التقى أخيرًا بقادة المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة، وفقًا لما نقله تقرير عن وكالة أنباء تريند، ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


التقى ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان، قادة عدد من المنظمات اليهودية  الصهيونية اليمينية خلال رحلته إلى الولايات المتحدة ، وبشكل علني تحت عين الصحافة.

وفقًا لنسخة مسربة عن خط رحلته إلى الولايات المتحدة، فقد التقى محمد بن سلمان عددًا من قادة المنظمات الصهيونية هناك

وبحسب النسخة المسربة لخط رحلته، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن محمد بن سلمان، التقى أيضًا بعدد من قادة مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية، وبناي بريث واللجنة اليهودية الأمريكية.

اقرأ/ي أيضًا: السعودية ومسلسل التطبيع.. متى سيرفرف العلم الإسرائيلي في الرياض؟

وبالرغم من عدم اعتراف السعودية بإسرائيل رسميًا، فقد أشارت عدة تقارير إلى أن المبادرات التي قدمها ابن سلمان تشير إلى تطبيع خفي بين السعودية وإسرائيل على عدة مستويات.

وبخصوص مجمل زيارة ابن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية، فقد وصفها محجوب زويري، مدير برنامج دراسات الخليج بجامعة قطر، بأنها "عبارة عن حملة للعلاقات العامة بهدف رسم وجه جديد للسعودية أمام الولايات المتحدة، وجه مرن ومستعد للتغيير".

وأضاف زويري: "هناك فكر مترسخ لدى قادة العرب، واتفاق بينهم، على أن قادة المنظمات المؤيدة لإسرائيل هم بمثابة حراس بوابات واشنطن العاصمة. بما في ذلك رجال الأعمال، ومنظمات مثل أيباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية)، وغيرها من المنظمات التي ترتبط بصلات مع إسرائيل".

وتابع قائلًا: "يقتفي محمد بن سلمان هذا النهج، إذ يحاول التودد إلى الولايات المتحدة وإظهار دعمه لخطتها المتعلقة بإسرائيل وفلسطين، وقرارها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس".

وأوضح زويري أنه عادة ما يسود اعتقاد بأن وجود الجمهوريين في الحكم بالولايات المتحدة، يعني علاقة أقرب من إسرائيل ودعمًا لأجندتها، مشيرًا إلى أنّه "يمكن أن تسفر تبعات صفقة القرن التي اعترف فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، عن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وإجبار الفلسطينيين على الخضوع للمطالب الإسرائيلية".

وخلال جولته التي امتدت أسبوعين بالولايات المتحدة، التقى ابن سلمان عدة شخصيات بارزة، من بينها بيل وهيلاري كلينتون، والسيناتور تشاك شومر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إضافة إلى هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأسبق، ومايكل بلومبرغ، عمدة نيويورك السابق، وآخرين.

ولم يكن هذا اللقاء بين ابن سلمان وقادة المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة، فريدًا من نوعه من قبل السعوديين، وإن كان الأول من طرف ولي عهد سعودي، فقد سبق للجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي، المعروف بـ"عراب التطبيع" أن التقى بمسؤولين إسرائيليين، من بينهم مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دور غولد في مقر الوزارة بحزيران/يونيو 2015. وللطرافة أن دور غولد نفسه صاحب كتاب "مملكة الكراهية: كيف دعمت السعودية الإرهاب العالمي الجديد". 

وسبقه رئيس جهاز الاستخبارات السعودي لنحو ربع قرن (1977-2001) تركي الفيصل، الذي التقى، وعلانيةً، بعدد من المسؤولين والمسؤولين السابقين الإسرائيليين.

تمضي السعودية في مسلسل التطبيع بخطى حثيثة على مدار الأعوام الأخيرة، وقد بات الأمر مفضوحًا لتعدد سبل التطبيع ومجالاته

وعلى كل حال، تمضي السعودية في مسلسل التطبيع بخطى حثيثة على مدار الأعوام الأخيرة، وقد بات الأمر مفضوحًا لتعدد سبل التطبيع ومجالاته. وكانت آخر مظاهره السماح للمرة الأولى، برحلة طيران إسرائيلية قادمة من الهند، المرور عبر المجال الجوي السعودي. يُذكر هنا أن السعودية تغلق مجالها الجوي في وجه طيران جارتها العربية قطر منذ نحو تسعة أشهر، في سياق الحصار الذي تفرضه عليها هي والإمارات والبحرين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 أبرز 5 شخصيات في مسلسل التّطبيع السّعودي والإماراتي مع إسرائيل

العلاقات السعودية الإسرائيلية تدفع نحو "نظام عالمي جديد" مطبّع مع الانتهاكات