21-يناير-2022

إيمي سيزير وديوانه "كرّاس العودة إلى الوطن"

ألترا صوت – فريق التحرير

إيمي سيزير شاعر وكاتب وسياسي من المارتينيك. يعتبر أحد أبرز وجوه تيار "الزنوجة" في الشعر الفرنكوفوني ورمزًا للحركة المناهضة للاستعمار. في عام 1934، أنشأ مع سينغور وآخرين صحيفة "الطالب الأسود"، وظهر للمرة الأولى فيها مصطلح الزنوجة الذي مثّل حركة تهدف إلى تغيير واقع الإنسان الأسود غير القادر على الأخذ بزمام أموره بنفسه، وكان مناضلًا ضد الاستعمار، ومن أشهر مقولاته: "أنا لا افهم كيف للفنان أن يبقى متفرجًا غير مبال، رافضًا أن يتخذ خيارًا، بالنسبة لي على الفنان أن يندرج في سياقه الاجتماعي، أن يكون لحم الشعب، أن يعيش امتلاءه مشاكل بلاده، أن يؤدي شهادته".

يلخص ديوانه "كرّاس العودة إلى الوطن" تجربته الفكرية والثورية، وفيه يكتب قصيدة غنائية وملحمية في آن، حيث يطلق صرخته السوداء في وجه العالم، مازجًا الغنائية بالرمزية والسريالية. اما المقطع المختار هنا فمن ترجمة أنجزها الشاعر والكاتب والمترجم التونسي جمال الجلاصي.


أيّها الفجر الفاتر من الحرارة والخوف الموروث، ها أنا أرتعش الآن بتلك الرعشة المعتادة التي يغنّيها دمنا المطيع في الشّعاب المرجانيّة.

وتلك الشّراغف فيّ تتفتّح من نسبي المذهل!

هؤلاء الذين لم يخترعوا البارود أو البوصلة

هؤلاء الذين لم يتمكّنوا من تدجين البخار أو الكهرباء

هؤلاء الذين لم يستكشفوا البحار أو السّماء

لكنّهم يعرفون كل زوايا بلاد الآلام

هؤلاء الذين لم يعرفوا من السّفر سوى الانبتات

هؤلاء الذين يسترخون بالرّكوع

هؤلاء الذين دجّنوهم ونصّروهم

هؤلاء الذين طعّموهم بالتهجين

تامتامات الأيادي الفارغة

تامتامات عبثيّة للدّمامل الصّادحة

تامتامات هزليّة لخيانة الهزال

أيّها الفجر الفاتر بالحرارة والمخاوف الموروثة أسمى من بحر ثرواتي الحاجّة

أسمى من بحار زيفي الأصلي

لكن، أيّ كبرياء فجائيّ أضاءني؟

يأتي الصّقر

تأتي كسور الأفق

يأتي القرد الرّبّاح

تأتي اللّوتس حامل العالم

تأتي الدّلافين انتفاضة لؤلؤيّة تكسر قوقعة البحر

تأتي غطسة الجزر

يأتي اختفاء أيّام البشرة الميّتة في الجير الحيّ للطّيور الجارحة

تأتي مبايض الماء حيث يحرّك المستقبل رؤوسه الصّغيرة

تأتي الذّئاب التي ترعى في ثقوب الجسد الوحشيّة في الساعة حيث يلتقي في فندق مسير الشّمس قمري وشمسك.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أمبرتو أكابال: العدالة لا تتحدث لغة الهنود الحمر

تيتوس لوكريتيوس: من أين أتت الطبيعة بجميع الموجودات