31-أغسطس-2022
twitter logo musk

سيعتمد ماسك على شكاوى زاتكو للتنصل من الصفقة (Getty)

أعلن إيلون ماسك، الملياردير الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، عن إدراجه بشكل رسمي لادعاءات بيتر زاتكو، بشأن المشاكل المتعلقة بالأمن الرقمي في تويتر، لتكون ضمن دواعي انسحابه من صفقة الاستحواذ على الشركة، وهي صفقة كبرى بقيمة 44 مليار دولار أمريكي، أثارت الكثير من الجدل والتكهنات في الآونة الأخيرة.

يرى ماسك أن الشكوى التي قدمها بيتر زاتكو ضد تويتر تعزّز موقفه بشأن الانسحاب من صفقة الاستحواذ 

وبحسب ما نقلت الغارديان، فإن إيلون ماسك يرى أن الشكوى التي قدمها بيتر زاتكو، رئيس الأمن الرقمي السابق في تويتر، ضد الشركة التي عمل بها، تعدّ دليلًا على وجود "إساءة سلوك واسعة"، وأنها تضمنت "اتهامات تشكّل خرقًا جليًا للصفقة". 

وكان زاتكو، المعروف بلقب "مادج" قد تقدم بشكوى للجنة التجارة الفدرالية ضد شركة تويتر، أبلغ فيها عن وجود إهمال كبير فيها على صعيد أمن المعلومات، يشكل انتهاكًا لتعهدات سابقة للشركة أمام اللجنة. كما قدّم زاتكو شكواه إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والتي أعلنت أنها قد بدأت بالنظر في الشكوى والتحقق مما ورد بها. 

وفي خطاب موجّه إلى شركة تويتر تم الكشف عنه يوم أمس الثلاثاء، قال محامو ماسك إن "هذه الادعاءات، في حال ثبوت صحتها، توضح أن شركة تويتر قد خرقت بنود اتفاقية الاستحواذ، وهو ما يمنح  إيلون ماسك الحق في الانسحاب منها". 

كما طالب ماسك باستدعاء زاتكو للشهادة في القضية، وهو ما يعني أنه سيطلب منه تقديم ما لديه من أدلة حول موضوع القضيّة العالقة بين ماسك وتويتر، والتي من المقرر أن تبدأ في 17 تشرين أول/أكتوبر المقبل، رغم محاولات ماسك تأجيل إلى موعد لاحق غير محدد، على أن يكون بعد 10 تشرين الثاني/نوفمبر. 

وتشتمل شكوى زاتكو على ادعاءات بأن 30 بالمئة من أجهزة الكمبيوتر (اللابتوب) لموظفي شركة تويتر  لا تشتمل على خيار التحديث التلقائي، المتضمّن لتحديثات أمنية، وأن بيانات المستخدمين، بما في ذلك تلك الخاصة بأبرز الحسابات على المنصّة، قد تكون عرضة للاختراق. ويدعي زاتكو أن مجلس إدارة الشركة لم يطّلع على أوجه هذا القصور الأمني في الشركة، وذلك بطلب من الرئيس التنفيذي، الذي حاول دون تقديم هذه المعلومات أثناء عمل زاتكو في منصب رئيس الأمن في تويتر، قبل أن يتم فصله من عمله. 

وبحسب رسالة الفريق القانوني لماسك، فإن ادعاءات زاتكو تشكّل في حال ثبوتها "حدثًا سلبيًا ملموسًا" (Material Adverse Event)، أي أنها كفيلة بإحداث تغيير سلبي كبير في قيمة الشركة وبالتالي جعل الصفقة باطلة، بعد أن كان ذلك مقتصرًا في ما سبق على ادعاء بوجود تضليل بشأن نسبة الحسابات الآلية إلى الحسابات الحقيقية على منصّة تويتر، وهو السبب الرئيسي الذي تذرّع به ماسك لتعليق صفقة الاستحواذ. 

كما يرى الفريق القانوني أن باراغ أغراوال، الرئيس التنفيذي لشركة تويتر، قد انتهك بنود الاتفاقية بشكل ملموس بعد قراره عدم الكشف أمام مجلس إدارة الشركة عن تقرير داخلي أعده زاتكو بخصوص الوضع الأمني للمنصّة، إضافة إلى التورط في التضليل، وذلك عبر عدم الكشف عن المشاكل المتعلقة بمسائل الخصوصية وحماية البيانات والسلامة ومخاطر الأمن السيبراني التي حاول زاتكو التنبيه إليها، وهو ما يمنح ماسك، بحسب محاميه، الحق في الانسحاب من الصفقة. 

يتهم ماسك الرئيس التنفيذي الحالي لشركة تويتر بالتورط بالتضليل وحجب معلومات أساسية 

من جهتها، قالت تويتر إن الخطاب المقدم من فريق ماسك القانوني يستند إلى ادعاءات زاتكو، وهي ادعاءات وصفتها الشركة بأنها "مليئة بالتناقضات وعدم الدقة، وأنها تفتقر إلى سياق مهم". كما قالت الشركة إن شركة تويتر لم تخرق أيًا من التزاماتها بموجب الاتفاقية، وأنه لم يترتب أي ضرر على قيمة الشركة، ومن المستبعد أن يحدث ذلك في المستقبل. وتلتزم تويتر بهذا الموقف بشأن اتفاق الاستحواذ مع ماسك، والذي تصرّ على إلزامه بالوفاء به، عبر السبل القانونية المتاحة لها.