31-مارس-2016

إيقاف المنح الدراسية يصاعد احتجاجات طلاب موريتانيا (الترا صوت)

شهدت الساحة الطلابية في موريتانيا منذ مطلع العام 2016 حراكًا كبيرًا تمثل في مظاهرات واعتصامات قادها طلبة جامعة نواكشوط للمطالبة بتوفير بعض الخدمات وتلبية مطالب اعتبرها الطلبة قديمة ومتجددة وخاصة بعد افتتاح مقر الجامعة الجديد والذي يبعد عن المدينة عدة كيلومترات.

تركزت مطالب طلاب جامعة نواكشوط منذ شهر كانون الثاني/يناير الماضي في توفير خدمات النقل من وإلى الجامعة، وتوسعة وتحسين خدمات المطعم الجامعي

وتركزت مطالب طلاب جامعة نواكشوط منذ شهر كانون الثاني/يناير الماضي في توفير خدمات النقل من وإلى الجامعة، وتوسعة وتحسين خدمات المطعم الجامعي الذي يشهد اكتظاظًا شديدًا يدفع المئات من الطلاب للاصطفاف لساعات، بالإضافة إلى تعميم المنحة الدراسية على الطلبة الجامعيين، ومراجعة المعايير التي تعطي للطالب الحق في منحه.

اقرأ/ي أيضًا: الأمن الموريتاني..قمع الطلبة أولًا!

الاحتجاجات زادت وتيرتها مؤخرًا بعد إعلان إيقاف منحة الطلاب الموريتانيين في الخارج وهو ما أدى إلى قيام المئات من الطلبة في العاصمة نواكشوط للاحتجاج أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مطالبين بالرجوع عن القرار، وخاصة بعد دخول طلبة موريتانيا في تونس والجزائر والمغرب في اعتصام مفتوح أمام سفارات بلادهم، وهو ما تطور في وقت لاحق ليتحول الاعتصام إلى إضراب عن الطعام للطلبة في الجزائر، وهو ما أدى بالوزارة إلى التراجع عن قرارها.

الائتلاف الموحد للنقابات الطلابية بموريتانيا اعتبر قرار الوزارة التراجع عن إيقاف منح الطلاب في الخارج "قرارًا خجولًا، لا جديد فيه وجاء بعيدًا كل البعد عن المطالب الطلابية"، وأكد أن "الوزارة تبرز بذلك وجهًا جديدًا من أوجه التلاعب بالطلاب، بعد سن عدد من القوانين المجحفة والتي تم بموجبها إقصاء طلاب السنة الثالثة إجازة/بكالوريوس، إقصاء طلاب الماجستير، إقصاء ممثلي الطلاب من اللجنة الوطنية للمنح، وإلغاء اجتماع اللجنة الوطنية للمنح وإفراغها من محتواها".

وطالب الائتلاف الطلابي في بيان له الأربعاء 30 آذار/مارس 2016 "بتعميم المنحة على طلاب الداخل والخارج وتعزيز كل المكتسبات الطلابية بدل الالتفاف عليها"، مؤكدًا في الوقت ذاته "تمسكه بمنح طلاب السنة الثالثة بكالوريوس وطلبة الماجستير المقصيين بسبب السن والانقطاع عن الدراسة لمدة معينة"، بالإضافة إلى "ضرورة صرف الغلاف المالي المخصص للمنح كاملاً وزيادته، بما يضمن استفادة أكبر عدد من الطلاب".

وقال المسؤول الإعلامي في الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا عبد الرحمن ولد يوسف لـ"الترا صوت": "إنهم في الائتلاف الموحد للطلاب يشككون في قرارات اللجنة الوطنية للمنح التي يتم اتخاذها دون حضور ممثلي الطلاب"، معتبرينها "فاقدة للشفافية في كافة مخرجاتها"، ومؤكدًا "مواصلة النضال والاحتجاج ضد قرارات الوزارة حتى تتم الاستجابة للمطالب الطلابية المشروعة"، على حد تعبيره.

يطالب الائتلاف الموحد للنقابات الطلابية بموريتانيا بتعميم المنحة الجامعية على طلاب الداخل والخارج وبالترفيع فيها

اقرأ/ي أيضًا: طلبة موريتانيا يهاجرون!

وأردف المسؤول الطلابي في الاتحاد الوطني، أحد أكبر الاتحادات الطلابية في موريتانيا "أن الطلاب في الداخل والخارج يواصلون احتجاجاتهم الرافضة"، لما اعتبره "تجاسرًا على المكتسبات الطلابية، مما حدا بالطلاب إلى مواصلة احتجاجاتهم ضد قرارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي لا تزداد سوى مواصلة في نهجها الإقصائي للطلاب والمتجاوز لكل حق طلابي مصون"، حسب قوله.

يذكر أن طلاب موريتانيا بالجزائر قد أعلنوا الاثنين 28 آذار/مارس الجاري دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجًا على تصرف السفارة الموريتانية معهم والذي اعتبروه "غير أخلاقي". وقد استخدمت الشرطة الجزائرية القوة لفض اعتصام الطلبة الموريتانيين أمام السفارة الموريتانية في الجزائر، وأوقفت اثنين منهم بينهم الأمين العام للاتحاد قبل أن تطلق سراحهما فيما بعد.

وقالت مصادر طلابية إن الشرطة الجزائرية استخدمت القوة لفض الاعتصام الذي دخل يومه الخامس أمام مباني السفارة الموريتانية بالجزائر احتجاجًا على الإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم في موريتانيا بإلغاء منح بعض الطلاب، وتأجيل الدورة الثانية من اجتماعات لجنة المنح، مؤكدة أن السفارة هي من استدعى الشرطة لتفض الاعتصام بالقوة.

وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في موريتانيا قد أعلنت الثلاثاء الماضي عن نتائج اجتماع اللجنة الوطنية للمنح، والتي انعقدت يوم 25 آذار/مارس الماضي، وضمت لائحة الممنوحين 2529 طالبًا في مؤسسات التعليم العالي في موريتانيا بينهم 57 طالبًا أجنبيًا. ومنحت اللجنة الطلاب مهلة زمنية تبدأ من الأول وحتى 15 من شهر نيسان/أبريل لتقديم تظلماتهم.

وجاء إعلان نتائج لجنة المنح بالوزارة على وقع احتجاجات الطلاب الموريتانيين في الخارج، حيث انطلقت هذه الاحتجاجات من الطلبة الموريتانيين في الجزائر، وامتدت إلى الطلبة الموريتانيين في تونس ثم المغرب، فيما لوح الطلبة الموريتانيون في السودان بالالتحاق بالاحتجاجات.

اقرأ/ي أيضًا:

ناشطون محرومون من الحرية والعلاج في موريتانيا

موريتانيا.. صيادو نواذيبو يحتجون