24-نوفمبر-2020

إيفان كليما (1931)

إن قراءة أعمال إيفان كليما (1931) لا بد أن تكون قراءة متمهلة، صبورة، وخالية من التوقعات والمقارنات أيضًا. الكاتب التشيكي ليس فرانز كافكا، كما أنه ليس ميلان كونديرا، ولا أي كاتب تشيكي آخر، وليس من المبالغة القول إنه كاتب من طرازٍ خاص، وأن اكتشاف خصوصيته مرتبط بقراءته قراءة متمهلة ودقيقة أيضًا.

إيفان كليما لا يختبر صبر قرائه، لأنه أساسًا لا يُقدِّم أعمالًا مملة، فحكايته محدودة، وأعماله قائمة غالبًا على شخصياته وأزماتها النفسية ومآزقها الروحية

إيفان كليما لا يختبر صبر قرائه، لأنه أساسًا لا يُقدِّم أعمالًا مملة، فحكايته محدودة، وأعماله قائمة غالبًا على شخصياته وأزماتها النفسية ومآزقها الروحية، بالإضافة إلى أحلامها وهواجسها أيضًا، مما يعني أن بطء السرد وتدفقه لا يتعلق بالرتابة أو بوجودٍ خللٍ ما في بنية العمل، إنما بفكرة تبيّنها القراءة المتمهلة فقط، وهي أن شخصياته مجموعة ذكريات وأن هذه الذكريات، بالإضافة لاستعادتها، متحكمة بحركة السرد، سرعته وبطئه، وأن الذاكرة متحكمة بتوجيه الشخصيات ومساراتها، بل إنها تفرض عليها حينما تستعيد حادثة ما أن تستعيد أخرى تتقاطع معها، وأن تعود إليها أيضًا بحثًا عن ذكرى متقاطعة أو مشابهة لحادثةٍ عاشتها لتوِّها.

اقرأ/ي أيضًا: طارق علي: عزل الأدب عن السياسة ضرب من الوهم

يمكن إعادة النشاط الذي تتصف به ذاكرة أبطال كليما إلى الأزمنة التي عايشتها وكانت شاهدةً عليها بصفتها أزمنة صعبة وقاسية لا يمكن لآثارها أن تمحى بسهولة. ومن الممكن أيضًا ألا ينطبق ما ذكرناه للتو على كل أعمال كليما، ولكن الفكرة تبدو جلية في روايته "حبّ وقمامة" (دار التنوير، 2013/ ترجمة الحارث النبهان) التي تنشط فيها الذاكرة بحدة، ويتجسد نشاطها في تنقلات بطل العمل بين ماضيه وحاضره بشكلٍ متواصل يشعر القارئ عنده بأنه بات تائهًا، خارج مسار السرد تمامًا، ولكنّ القراءة المتمهلة كما أسلفنا تفعل العكس تمامًا، إذ تلعب هنا دور البوصلة التي تبيّن له الحد الفاصل بين ماضي البطل وحاضره.

منح إيفان كليما بطل روايته الكثير من سيرته وشخصيته وتفاصيل حياته، دون أن يجعل منها سيرة ذاتية. ومقارنةً بروايته "لا قديسون ولا ملائكة" (دار التنوير، 2014، ترجمة إيمان حرز الله)، تبدو "حبّ وقمامة" أكثر تعبيرًا عن خصوصيته. صحيح أنه اعتمد في روايته الأولى على الخيال، بينما اعتمد في الأخيرة على تجاربه المريرة وذاكرته، ولكن الأخيرة عبّرت عن مهاراته السردية أكثر من الأولى، إن كان لجهة التعامل مع الذاكرة، أو نقل تجاربه ومشاعره وانطباعاته الحميمية أيضًا إلى قارئه دون أن تخسر خصوصيتها، وتدخل فخ الابتذال، وتصير مجرد عواطف أو شهادات مملة عن أزمنة قاسية تسحق الفرد وتعزله عما حوله.

القصة داخل "حبّ وقمامة" محدودة بشكل يوضّح أن ما يعني مؤلفها هو الفرد لا الحكاية. ويمكن أن نوضح القصد من فكرة أن ما يعنيه هو الفرد بالقول إنه يكتب انطلاقًا مما يحدث داخل الإنسان، ثم يخرج باتجاه محيطه ومكانه وزمانه. إنها محاولة لتقديم الإنسان انطلاقًا من تجربته النفسية وأوضاعه الداخلية، والقول إن كل ما يحدث، إنما يحدث داخل أولًا، وما الانتقال باتجاه خارجه/محطيه إلا محاولة لتفسير ما حدث ويحدث داخله، الأمر الذي يجعل من العمل أدب تجربة فردية/نفسية، ركيزته الذاكرة ومهارة التعامل معها، ونقل التجارب الفردية إلى القراء دون أن تخسر خصوصيتها أو تبدو مبتذلة، لا سيما أنها تحمل قدرًا كبيرًا من العاطفة مكّنت كليما من وضعها ضمن سياقاتٍ لا تقرأ فيها بقدر ما تعاش وتحس.

منح إيفان كليما بطل روايته "حب وقمامة" الكثير من سيرته وشخصيته وتفاصيل حياته، دون أن يجعل منها سيرة ذاتية

ولعل أكثر ما يشير إلى فكرة أن كليما بدأ الكتابة انطلاقًا مما يحدث داخل الفرد باتجاه محيطه، هو الاستهلال الذي وضعنا فيه سريعًا إزاء الحالة النفسية لبطله، بالإضافة إلى وضعه الداخلي والطريقة التي ينظر عبرها إلى محيطه أيضًا: "كان المكتب رماديًا يبعث الكآبة في النفس، ومثله كانت الباحة (...) بدت لي غرفة الخزائن أكثر كآبة حتى من الباحة نفسها. جلست على مقعد قرب نافذة مطلة على الباحة الكئيبة" (ص 7).

اقرأ/ي أيضًا: أمبرتو إيكو: الحروب المقدسة.. بين الانفعال والعقل

ومن غير الممكن هنا التعامل مع استخدام البطل لمفردات مشتقة من الاكتئاب في وصفه للمكان من حوله إلا بصفته انعكاسًا لطبيعة تكوينه النفسية، مما يعني أن غاية كليما من وضعه لهذه المفردات في استهلال روايته هو كشف شخصية بطله ووضعه الداخلي وحالته النفسية، والانطلاق منها باتجاه خارجه الذي سيفسر من خلاله وضعه هذا.

إن الشخصية التي وضعنا أمامها إيفان كليما تبدو أول الأمر شخصية كئيبة، وهذا الانطباع يُشكِّله الاستهلال سريعًا عند قراء العمل، وربما يحدد أيضًا طريقتهم في قراءته وقراءة الشخصية وتفسير سلوكها وتصرفاتها أيضًا، ولكن القراءة المتمهلة تُبيّن ما يجعل من هذا الانطباع جزءًا من مجموعة انطباعات مختلفة بعد أن كاد، بناءً على ما جاء في الاستهلال، أن يكون انطباعًا ثابتًا أو شاملًا أيضًا. فالقراءة المتمهلة والدقيقة لا تنكر كآبة بطل العمل وميوله العدمية، إذ ما اتفقنا بأن العدميين، وفقًا لتعريف نانسي هيوستن في كتابها "أساتذة اليأس"، هم أولئك الذين يرون كل أفعال الإنسان على أنها عبثية، وأن كل أمالهم محكومة بالفشل.

ولكن القراءة المتمهلة توضح السياقات التي ولدت وتطورت ضمنها كآبته، وتُبيّن أيضًا أن عدميته متأرجحة وناقصة، تظهر وتختفي وفقًا لطبيعة محطيه وظروفه، مما يعني أنها ليست العدمية التي تجبر الفرد على الاعتراف بها حقيقة للشرط الإنساني أو تجعل منه كائنًا لا منتميًا يميل، وفقًا لكولن ولسون، للتعبير عن نفسه بمصطلحات وجودية تدفعه إلى رفض الأفكار التي تنتج تفكيرًا دينيًا وفلسفيًا. إنها عدمية ناقصة لأنها عاجزة عن الهيمنة على نظرة البطل إلى الحياة وموقفه منها، ويعود عجزها هذا إلى صراعها مع طوباويته غير المكتملة للأسباب نفسها، وهي عجزها عن ممارسة الهيمنة على نظرة البطل وموقفه إزاء الحياة أيضًا.

الصراع الحاصل بين طوباوية/ تفاؤل بطل كليما وعدميته/ تشاؤمه إنما هو، بجملةٍ أخرى، صراع بين فكرة: ما من خيار سوى ونقيضتها: ما من خيار أبدًا. وهو صراع جعل من البطل نصف متفائل، ونصف متشائم، يتأرجح بين هذين الموقفين دون القدرة على تبنّي أحدهما بفعل الظروف المتغيرة من حوله. ولا يبدو مسعاه هنا لتبنّي أحد الموقفين/ الشعورين مرتبط برغبته بهما، وإنما بمحاولاته لإنهاء انقسامه وتأرجحه بين شعور ما ونقيضه. ويمكن القول إن هذه الحالة من الانقسام إعادة طرح لسؤال فرانز كافكا: "كيف أصبحت الشخص الذي أنا هو؟ هل أنا نفسي فعلًا، أم صنع مني الآخرون الشخص الذي أنا هو؟" ولكن بصيغة مختلفة مرتبطة بتجارب البطل المسؤولة عن الصراع بين مواقفه المتناقضة من الحياة أكثر من ارتباطها بالآخرين.

العدميون، وفقًا لتعريف نانسي هيوستن في كتابها "أساتذة اليأس"، هم أولئك الذين يرون كل أفعال وآمال البشر محكومة بالفشل

ولعل معسكرات الاعتقال النازية ببؤسها ووحشيتها تعد أول تجارب بطل كليما البائسة التي قادته باتجاه اليأس الذي زُرِعَ داخله بفعل ما شاهده وعايشه هناك، وما ظل عالقًا في ذاكرته أيضًا: "عندما عرفت بعد الحرب أن جميع الأشخاص الذين كنت مولعًا بهم، جميع من أعرفهم، قد ماتوا، سُمِّموا بالغاز، ثم أحرقوا مثلما تحرق النفايات، استبد بي اليأس" (ص47).

اقرأ/ي أيضًا: روبرت فالزر بالعربية

إن استعادة البطل لذكرياته داخل معسكرات الاعتقال لم تكن مجرد استعادة عابرة، بقدر ما بدت نوعًا من الإدراك المتأخر لحقيقة ما حدث داخلها، لا سيما إدراكه لفكرة أن الذين قضوا داخل المعسكرات وخارجها خلال تلك الفترة قد تحوّلوا إلى فضلات ومواد لا قيمة لها، وهذا باعتقاده، ووفقًا لجون سكانلان، أسوأ ما يمكن لإنسان أن يُلحقه بإنسان آخر: تحويل أو تقليص وجوده إلى عدمية النفايات.

الإدراك المتأخر لما حدث خلال تلك السنوات حوّل يأس البطل إلى نوعٍ من الاكتئاب الذي أتاح للعدمية فرصة أن تتسلل باتجاهه محاولةً الهيمنة على مواقفه والتخلص من مشاعره الإيجابية التي ولدت عنده بفعل سلسلة أحداث مختلفة أهمها نجاته واستقراره وتأسيسه لعائلة شعر معها وبينها أن الخيارات موجودة، وهذا الموقف بطبيعة الحال ترفضه عدميته دون أن تكون قادرة على نقل هذا الرفض إليه بشكل كامل، لأنها وكما أسلفنا، غير قادرة على الهيمنة عليه بصورة كاملة.

ويمكن القول إن هذا الإدراك وتبعاته جاء نتيجة ظروف ومتغيرات مختلفة، أهمها أحداث ربيع براغ عام 1968، ودخول القوات السوفييتية إلى العاصمة التشيكية لفرض واقع جديد، كان بطل "حبّ وقمامة" أحد ضحاياه، إذ مارست السلطة الجديدة تضييقات مختلفة عليه، منها منع تداول كتبه ومصادرتها ومنعه من النشر والسفر وإجباره على العمل في وظائف وضيعة بهدف إذلاله، لتبدو أن فكرة "ما من خيار سوى"، وسط هذه الظروف البائسة، بدأت تتراجع لصالح نقيضتها: "ما من خيار أبدًا". 

يصف البطل حياته خلال تلك الفترة بقوله إنه عاش: "نوعًا غريبًا من النفي (...) فأنا محاط بالممنوعات والمحظورات ويراقبني اشخاص مرئيون أحيانًا، وغير مرئيين أحيانًا أخرى، ومتخيلين أحيانًا. ما كان دخول الحياة مسموحًا بالنسبة لي إلا بصفة زائر أو ضيف، أو بصفة عامل مياوم في بعض الأعمال المحددة" (ص 20). وهذا الشكل من الحياة دفعه للاعتقاد بعبثية وجوده، والشعور بأن هذا الوجود هو العلة، خاصةً أن ما تمارسه سلطة ما بعد 1968 أقرب إلى العزل: عزل الفرد وتطويعه بهدف جعله فارغًا من المعنى، مغتربًا عن ذاته، ومعزولًا عمّا حوله، الأمر الذي يسهّل عليها عملية تدجينه وإلغاء خطره المحتمل.

دفع العزل البطل في "حب وقمامة" إلى تحويل المنزل إلى ما يشبه معسكر اعتقال مصغّر اختبر فيه وحدة مريرة، ونوعًا من محاكمة الذات

إن العزل دفع بالبطل باتجاه المنزل أكثر، ليتحول المنزل إلى ما يشبه معسكر اعتقال مصغّر اختبر فيه وحدة مريرة، ونوعًا من محاكمة الذات بفعل خيانته لزوجته، بالإضافة إلى شعوره بتأنيب الضمير إزاء علاقته المضطربة أيضًا مع عشيقته. ووسط كل هذه التفاصيل غير المحتملة بالنسبة إليه، عدا عن إحاطته بالممنوعات والمحظورات ومراقبته ومنعه من السفر والنشر، رأى في عمله في تنظيف الشوارع مخرجًا، أو على الأقل خطوة باتجاه مخرجٍ ما، معتبرًا أن هذه المهنة قادرة على منحه: "طريقة جديدة غير متوقعة في النظر إلى العالم" (ص 8)، نظرة أرادها ألا تكون متفائلة أو متشائمة وإنما محايدة، لا علاقة لها بمواقفه/ مشاعره المتناقضة.

اقرأ/ي أيضًا: بول أوستر: أمل جديد للموتى

ربما لا توفر له هذه المهنة مخرجًا مما يعيشه، ولكنها على الأقل تدفعه للانشغال بأمور مختلفة لا تتعلق بصراعاته النفسية وأزماته الداخلية ويأسه وانقساماته أيضًا، إذ ينشغل مثلًا بزملائه وتفاصيل حيواتهم وحكاياتهم، بالإضافة إلى المكان من حوله، تمامًا كما لو أنه يسير في شوارع براغ للمرة الأولى، ومن الممكن أن يكون هذا الانطباع صحيحًا، ذلك أنه يسير فيها لأول مرة بصفته عامل نظافة، وانطلاقًا من زاوية رؤية مختلفة قائمة على العلاقة بين العالم والقمامة: "إن القمامة خالدة وهي تغزو الهواء وتطفو في المياه وتنحل وتتعفن وتتفكك وتتحول إلى غاز أو دخان أو هباب. إنها ترتحل في العالم كله وتبتلعه تدريجيًا" (ص 14)، ويضيف لتأكيد نظريته: "إن القمامة عصية على الفناء على أي حال. إن القمامة مثل الموت فما الذي يمكن أن يكون عصيًّا على الفناء أكثر من الموت؟" (ص 17).

يهيمن مفهوم "القمامة" برفقة مفهوم "النظافة" على تفكير بطل كليما تمامًا، لدرجة أن تعامله مع العالم من حوله بدا قائمًا عليهما، وانطلاقًا منهما أيضًا، خصوصًا حينما يعتبر أن "الفردوس، قبل ك شيء آخر، حالة تشعر الروح فيها بالنظافة" (ص 286).

إن شخصية بطل "حبّ وقمامة" متطابقة تمامًا مع شخصية كليما. إنها هو بمعنىً ما، وليست هو أيضًا بمعنىً آخر. صحيح أنه لا بد من قراءة العمل الأدبي بعيدًا عن حياة صاحبه، ولكن في حالة الكاتب التشيك لا يبدو الأمر ممكنًا، لأن ما نقرأه هو حياته ذاتها، مع بعض الاختلافات البسيطة التي لا تغير هذه الحقيقة. ولكن، لأجل قراءة دقيقة، لا بد من تجاهل هذه الحقيقة والانصراف إلى النص فقط، والتعامل مع شخصية العمل بعيدًا عن حقيقة أنها انعكاسًا لشخصية كليما.

يهيمن مفهوم "القمامة" برفقة مفهوم "النظافة" على تفكير بطل إيفان كليما تمامًا، لدرجة أن تعامله مع العالم من حوله بدا قائمًا عليهما

بطل "حبّ وقمامة" تحرّكه ذاكرته التي تنشط خلال الأوقات الحرجة، مما يفسر عودته إلى أزمنة مضت وانتهت بشكل مستمر، خصوصًا زمن معسكرات الاعتقال التي استعادها بفعل زمن أخذ فيه المعسكر شكلًا جديدًا دون أن يتغير مضمونه: العزل، تمامًا كما لو أن الحاضر برمته انعكاسًا للماضي. وبين ماضيه البائس وحاضره الأشد بؤسًا، يراقب البطل الصراع الذي ولد عنده بين مواقفه المتناقضة من الحياة: طوباي/ متفائل تشكّل في فترة جيدة نسبيًا، وآخر عدمي/ متشائم قديم النشأة، إذ يعود إلى زمن معسكرات الاعتقال، ولكنه لم يظهر إلا بفعل ظروف شبيهة بظروف ذلك الزمن.

اقرأ/ي أيضًا: توماس برنهارد في "صداقة مع ابن فيتغنشتاين".. التأمل من منظور المصحات

خلق هذا الصراع من بطل كليما نصفين، متفائل ومتشائم، وجعله يعيش: "على نحو منقوص، منقسم كثيرًا" كما وصف شكل حياته لعشيقته. هكذا، ولدت عنده الرغبة في العيش على الحياد لا من محيطه وأزماته وإنما من مواقفه ومشاعره. الرغبة في النظر إلى العالم نظرة محايدة تنهي حالة الحيرة والانقسام التي عبّر عنها بقوله: "لا أستطيع الاستقرار على رأي، ولا أستطيع إنكار عاطفتي ولا أستطيع استخلاص النتائج منها، لا أستطيع الذهاب تمامًا، ولا المجيء تمامًا، ولا أستطيع عيش الحقيقة" (ص 119).

 

اقرأ/ي أيضًا:

"جمجمة" ناظم حكمت.. نبوءة وبائية مستمرة

إيرج بزشك زاده في "خالي العزيز نابليون".. كيف يقتلنا الخيال؟