06-يوليو-2018

في إيطاليا الآن خمسة آلاف سيارة كهربائية فقط (بلومبيرغ)

ألترا صوت - فريق التحرير

وعدت الحكومة الإيطالية الشعبوية المُشكّلة حديثًا، بما قد لا تقدر على الإيفاء به، وهو أن تتوفر في شوارع إيطاليا مليون سيارة كهربائية خلال أربع سنوات من الآن، علمًا بأن أعداد السيارات الكهربائية في إيطاليا لا تتجاوز خمسة آلاف سيارة. المزيد من التفاصيل عن وعد الحكومة الإيطالية وتكلفته الفعلية، في السطور التالية، حيث ترجمة بتصرف لتقرير بلومبيرغ.


أعلنت الحكومة الإيطالية الجديدة التي تعد أضعف أسواق أوروبا في السيارات الكهربائية، عن خطة طموحة بشكل مبالغ فيه، ليكون في شوارع الدولة مليون سيارة كهربائية على الأقل في السنوات القليلة المقبلة. لكن التكلفة المتوقعة لمثل هذا الرقم قد تصل إلى 10 مليارات دولار أمريكي.

أعلنت الحكومة الإيطالية الشعبوية، عن توفير مليون سيارة كهربائية في إيطاليا خلال 2022، لكن التكلفة ستكون 10 مليارات دولار!

وقد شهدت إيطاليا في الآونة الأخيرة جولات من المفاوضات بين شركاء الائتلاف لتشكيل الحكومة الجديدة من حركة "خمس نجوم" والرابطة، وقد تم إعداد عقد بين الطرفين لتشكيل هذا التحالف الحكومي، ومن ضمن ما جاء في الوثيقة دعوة للحد من أعداد سيارات البنزين والديزل في البلاد، وتقديم الحوافز الاقتصادية من أجل دعم امتلاك السيارات الكهربائية وسيارات الهايبرد.

اقرأ/ي أيضًا: كيف سيؤثّر التحول للسيارات الكهربائية على سوق العمل في ألمانيا؟

ومع أن الوثيقة لم تنص تحديدًا على أية أرقام، إلا أن زعيم حركة "خمس نجوم" لويغي دي مايو، والبالغ من العمر 31 عامًا، والذي يعد منصبة كوزير للعمل والتطوير ونائب رئيس مجلس النواب، أول منصب حكومي يتولاه، يمتلك طموحات كبيرة، وهدفه هو أن يبلغ عدد السيارات التي تعمل على البطاريات الكهربائية في إيطاليا، إلى مليون سيارة بحلول العام 2022. هذا الرقم كفيل بأن يجعل إيطاليا في مقدمة الدول الأوروبية فيما يخص استخدام السيارات الكهربائية.

ربما يكون الحديث عن رقم مثل هذا مرتبطٌ بهدف دعائي ترويجي فحسب، ولاسيما أن دي مايو قد تحدث عن هذا الرقم الطموح أثناء جولة انتخابية له، وكانت هذه الجولة في سيارة نيسان كهربائية، استخدمها للتنقل من مكان لآخر.

لكن الرقم وجد صدى بين أنصار الحركة، وهي حركة وطنية شعبوية تعتمد على الإنترنت، وتأسست قبل 10 سنوات، وحققت تقدمًا كبيرًا في الانتخابات الأخيرة.

وقد أكد متحدث رسمي باسم الحركة، أن الحكومة الإيطالية تسعى بالفعل إلى تحقيق هذا الهدف، من دون توضيح لما سيشمله الرقم الذي تحدث عنه الوزير، وما إذا كانت السيارات المليون تشمل سيارات الهايبرد، كما أنه رفض التعليق على الكلفة المتوقعة لتحقيق هذا الهدف.

الإيطاليون لا يفضلون السيارات الكهربائية

بلغت مبيعات السيارات الكهربائية في إيطاليا العام الماضي 2600 سيارة فقط، من بين مليوني سيارة تقريبًا بيعت في سوق السيارات الإيطالية، وهذا العدد يصل إلى 4800 سيارة فقط لو أخذنا بالاعتبار سيارات الهايبرد، وفق إحصاءات الجمعية الأوروبية لمصنعي السيارات. ويقدر عدد السيارات الكهربائية الموجودة حاليًا في الشوارع الإيطالية بحوالي خمسة آلاف سيارة فقط.

وهذه هي المعضلة الكبرى في رأي المحللين. فالانتقال من هذا الرقم المتواضع الذي يعد من بين الأدنى أوروبيًا، إلى مليون سيارة، لتصبح السوق الأكبر للسيارات الكهربائية، يعني أن على الحكومة الإيطالية أن تقدم حوافز تصل إلى عدة مليارات من الدولارات، وحتى ذلك لن يكون كافيًا لتحقيق هذا الرقم.

يقول جوان غواغليانو من معهد بروموتر للأبحاث: "إن كنت تريد وجود مليون سيارة كهربائية على الشوارع الإيطالية في غضون خمس سنوات، فإن الخيار الوحيد هو طرح منافع ضريبية ضخمة كما تفعل النرويج. وهذا يعني تقديم حوافز تصل إلى 10 آلاف دولار للسيارة الواحدة، كما هو الحال في فرنسا. وحتى لو تم التوصل إلى ذلك المستوى، والذي يعني الحاجة إلى 10 مليارات دولار أمريكي، فإن الوصول إلى مليون سيارة كهربائية قد لا يتحقق بهذه السرعة".

ففي النرويج مثلًا، وهي الدولة الرائدة أوروبيا على مستوى السيارات الكهربائية، تغطي الحوافز كل شيء من خفض الضرائب على السيارات الكهربائية، إلى الاستثناءات من رسوم الطرقات السريعة والركوب في العبّارات. فالحكومة النرويجية تقدم حوافز تصل إلى تسعة آلاف يورو (10 آلاف و400 دولار أمريكي) على سيارة فولكسفاغن غولف الكهربائية، أو سبعة آلاف يورو على سيارة فولكسفاغن أب. أما فرنسا، والتي قد تزداد فيها مبيعات السيارات الكهربائية ثلاثة أضعاف لتصل إلى 150 الف سيارة في أيار/مايو 2022، فإن الحوافر تصل إلى 10 آلاف يورو لكل سيارة.

ومع أن دي مايو قد بالغ قليلًا في الرقم الذي أعلن عنه، إلا أن إيطاليا مقبلة على مرحلة مهمة فيما يخص السيارات الكهربائية، خاصة أن المشرعين والسياسيين من مختلف الأطياف، يصرون على أهمية دعم المركبات الصديقة للبيئة. فمدينة روما على سبيل المثال ستحظر سيارات الديزل اعتبارًا من العام 2024، بينما بدأت مدينة ميلان بوضع خطط لمستقبل خال من الديزل تمامًا.

يذكر أن الرئيس التنفيذي في شركة فيات كرايسلر، الإيطالي سيرجيو مارشيوني، والذي كان فيما سبق غير مقتنع بالسيارات الكهربائية، قد أعلن عن نية شركته استثمار تسع مليارات يورو من أجل تطوير السيارات الكهربائية بحلول العام 2022. ويتوقع مارشيوني أن تمثل السيارات التقليدية التي تعتمد على محركات الوقود أقل من نصف مبيعات السيارات عالميًا بحلول العام 2025.

تقدم الدول الأوروبية حوافز ضخمة على السيارات الكهربائية للتشجيع على اقتنائها، تصل هذه الحوافز إلى 10 آلاف يورو كما في فرنسا

وبما أن المدينة التي ينحدر منها دي مايو جنوب إيطاليا، ليست ببعيدة عن مصانع شركة فيات، فإنه قد أثنى على الإعلان الذي صدر عن رئيسها التنفيذي، وكتب تعليقًا على ذلك عبر حسابه الرسمي بفيسبوك، بعيد تشكيل الحكومة، وقال فيه: "حان الوقت أخيرًا لنبدأ مشاريعنا، والتي تشمل الوصول إلى مليون سيارة كهربائية في إيطاليا".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف سيكون مستقبل السيارات الكهربائية حتى 2025؟

شراكة واعدة بين آودي وهيونداي لتطوير سيارات الوقود الهيدروجيني

مستقبل السيارات ذاتية القيادة.. كم سنخسر من الأرواح قبل إنقاذ البشرية؟!

لماذا تهتم "بي بي" النفطية بالاستثمار في قطاع السيارات الكهربائية؟