26-يناير-2018

والدا ريجيني يحملان لوحة كتب عليها "قتل كما لو كان مصريًا" (أسوشيتد برس)

في الذكرى السنوية الثانية لاختفاء جوليو ريجيني في القاهرة، نشرت الصحف الإيطالية رسالةً كتبها المدعي العام في روما، جوزيبي بيغناتوني، يُلخص فيها نتائج التحقيقات المشتركة حول قضية ريجيني، استعرضها تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، ننقله لكم مترجمًا بتصرف في السطور التالية.


صرح المدعي العام الإيطالي، اليوم الجمعة 26 كانون الثاني/يناير 2018، أن طالب الدراسات العليا الإيطالي، جوليو ريجيني، الذي تعرض للاختطاف ثم القتل في القاهرة، قبل عامين من الآن، قد لقي مصرعه نتيجةً لعمله البحثي الذي كان يدور حول النقابات العمالية المستقلة في مصر.

صرح المدعي العام الإيطالي أن اختطاف ريجيني وقتله مرتبط بعمله البحثي، مشيرًا بأصابع الاتهام إلى أجهزة أمنية مصرية دون تحديدها

وقال المدعي العام الإيطالي، جوزيبي بيغناتوني، في رسالةٍ نشرته الصحف الإيطالية الرئيسية، إنّ ريجيني ظلّ هدفاً مُراقبًا من قبل أجهز الأمن المصرية، حتى اليوم الذي اختفى فيه. علمًا بأنّ السلطات المصرية تنفي باستمرار تورطها في مقتل ريجيني. 

اقرأ/ي أيضًا: من قتل جوليو ريجيني؟.. سؤال و7 إجابات

وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يناقش فيها المدعي العام الإيطالي نتائج التحقيقات علنًا، مع الإشارة إلى تورط أجهزة أمنية مصرية في مقتل ريجيني، دون تحديد لهذه الأجهزة، أو طبيعة دورها في مقتل الطالب الإيطالي.

وفي الذكرة الثانية لاختفاء ريجيني، غرد كلوديو فرانكفيلا، كبير مناصري منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، في الاتحاد الأوروبي، قائلًا: "قبل عامين، اختفى جوليو ريجيني، ثم تعرض للتعذيب والقتل، مثل آلاف آخرين يعيشون تحت نظام السيسي الوحشي. اندلعت مئات المظاهرات في جميع أنحاء إيطاليا الليلة للوقوف إلى جانب عائلته، التي لم تكف أبدًا عن طلب الوصول للحقيقة وتحقيق العدالة". 

قال بيغناتوني في رسالته: "يمكن تتبع دافع (الخطف والقتل) بسهولة وربطه بالأنشطة البحثية التي قام بها رجيني خلال أشهر إقامته في القاهرة"، مُضيفًا: "ما اتضح أيضًا هو أن جوليو ريجيني أثار انتباه أجهزة الدولة المعنية في مصر لعدة أشهر بالفعل، واستمر الأمر باطراد حتى 25 كانون الثاني/يناير"، في إشارة إلى اليوم الذي اختفى فيه ريجيني، المتوافق مع ذكرى الثورة المصرية.

وكان قد عُثر على جثة ريجيني مشوهة، بعد حوالي أسبوع من اختطافه، وهي ملقاة على جانب إحدى الطرق خارج القاهرة. وكان ريجيني مقيمًا في القاهرة بشكل مُؤقت، يعمل على بحث حول دور النقابات العمالية المستقلة في مصر، كجزءٍ من دراسته للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج البريطانية.

يرى حقوقيون أن قضية جوليو ريجيني فرصة لتسليط الضوء بشكل أكبر على القمع والإخفاء القسري والتعذيب الذي يمارسه نظام السيسي 

وهذا الشهر، صادرت السلطات الإيطالية المعنية بالتحقيق في قضية مقتل ريجيني، جهاز الحاسب الآلي والهاتف المحمول، الخاص بمها عبدالرحمن، المشرفة على رسالة ريجيني بجامعة كامبريدج، وقد أشار بيغناتوني إلى أنّ الفحص الأولي للمواد على الجهازين، أظهرا أنها "مفيدة". في حين أصرت جامعة كامبريدج على رفضها أي إشارة لتورط مها عبدالرحمن في مقتل ريجيني، وقد كانت قد تعرضت لهجوم إيطالي لاذع، بعد ما اعتبر عدم تجاوبٍ من قبلها مع طلبات التحقيق الإيطالية.

اقرأ/ي أيضًا: مصر والابتزاز السياسي.. عن متتالية "ريجيني المصري"

وبعد مقتل ريجيني، توترت العلاقات بين مصر وإيطاليا التي استدعت سفيرها بالقاهرة على إثرها. ثم في آب/أغسطس الماضي، عادت العلاقات بعد إعلان روما إعادة سفيرها للقاهرة، مع مواصلة بحثها عن قتلة ريجيني. لكن عودة العلاقات بين القاهرة وروما، أثار استياءً في إيطاليا، حتى وصفت عائلة ريجيني عودة العلاقات بـ"استسلام منمّق".

وبعد مرور عامين على حادثة ريجيني، وعدم توجيه اتهام صريح لأحد أو جهة بقتله، ما فتئت الجماعات الحقوقية ترجح تورط السلطات المصرية بالوقوف وراء قتله، كونها ماضية في أساليب القمع والإخفاء القسري والقتل بالتعذيب للمعارضين السياسيين.

لذلك، فإن فرانكفيلا، كتب العام الماضي، في ذكرى اختفاء ريجيني، إن "أفضل طريقة لتكريم ذكرى جوليو ريجيني هي السعي لتحقيق العدالة من أولئك الذين قتلوه، وعدم نسيان المصريين الذين يعانون من نفس المصير". كما لفتت منظمة العفو الدولية إلى أوجه الشبه بين مقتل ريجيني وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكب بحق المصريين في ظل حكم الرئيس الجنرال عبدالفتاح السيسي.

ما فتئت الجماعات الحقوقية ترجح تورط السلطات المصرية في مقتل ريجيني، لتكرار حالات مشابهة بين مصريين معارضين

قال شاني إنرايت، من حملة النقابات العمالية في منظمة العفو الدولية، في بيان صدر العام الماضي، إن "المصير المروع الذي واجهه ريجيني، قد ظهر من خلال قضايا أخرى لا حصر لها في حالات الاختفاء القسري في مصر"، مُضيفًا: "نريد المساءلة القانونية وتحقيق العدالة، لوضع حدٍ للإفلات من العقاب وإنهاء حالات الاختفاء والتعذيب المروعة في مصر".

 

اقرأ/ي أيضًا:

جوليو ريجيني.. قتلوه كما لو كان مصريًا

"جوليو ريجيني"..كيف ظهرت الحقيبة؟