13-مارس-2022
إيران السعودية

قالت وسائل إعلامية إيرانية رسمية اليوم الأحد أن طهران قررت مؤقتًا تعليق محادثاتها مع الرياض، والتي توسطت فيها بغداد بهدف نزع فتيل التوترات المستمرة منذ سنوات.

يأتي القرار الإيراني بتعليق المباحثات بعد يوم واحد من اعلان الداخلية السعودية عن تنفيذ أكبر عملية إعدام جماعي في تاريخ المملكة العربية السعودية

وأفاد موقع "نور نيوز" الإيراني المقرب من مجلس الأمن القومي في البلاد بأن "الحكومة أوقفت من جانب واحد محادثات كانت تجريها مع السعودية في بغداد العام الماضي بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسية".

من جهتها أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أنه "لم يحدد بعد موعد لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والسعودية"، وأضافت "لم تعلن إيران بعد موعدًا محددًا لهذه المفاوضات"، مشيرة الى أن "بعض المصادر الاخبارية أفادت بأن المباحثات بين إيران والسعودية تم تعليقها موقتًا".

يشار إلى أن وسائل إعلام محلية ودولية نقلت أمس السبت عن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في المنتدى الدبلوماسي المنعقد في أنطاليا بتركيا قوله إن "الجولة الرابعة من المحادثات بين الوفدين السعودي والإيراني من المقرر أن تستأنف الأربعاء القادم في بغداد".

يذكر أن المحادثات التي توسطت فيها العراق قد بدأت في العاصمة بغداد العام الماضي، حيث كانت خطوة فتح قنوات اتصال مباشر بين إيران والسعودية مؤشرًا على تخفيف التوتر في منطقة الشرق الأوسط بعد أعوام من الأعمال العدائية التي وضعت المنطقة على شفا الحرب.

ويأتي القرار الإيراني بتعليق المباحثات بعد يوم واحد من اعلان الداخلية السعودية عن تنفيذ أكبر عملية إعدام جماعي في تاريخ المملكة العربية السعودية. فقد أعدمت السلطات السعودية 81 شخصًا أدينوا بجرائم تتراوح بين القتل والانتماء إلى جماعات متشددة مسلحة بحسب البيان الذي قال إن  المتهمين ينتمون لـ"تنظيمات داعش والقاعدة والحوثي الإرهابية، وتنظيمات إرهابية أخرى معادية للمملكة". 

وأضاف البيان أن "المجموعة ارتكبت جرائم مثل الشروع في قتل رجال الأمن من خلال استهداف مراكز الشرطة ومقار أمنية أخرى والترصد للدوريات الأمنية وإطلاق النار عليها، وإعاقتهم ومنعهم من مداهمة المطلوبين أمنيًا والتستر عليهم، وتوفير المعلومات لهم"، وتابع البيان أن المجموعة قامت "بعدد من جرائم الخطف والاغتصاب والسطو وسلب الأموال تحت تهديد السلاح، وإثارة الفتن وإشاعة الفوضى، وصناعة القنابل والمتفجرات والتدريب على استخدامها، وتشكيل خلايا إرهابية تتلقى أوامرها من تنظيمات إرهابية خارج المملكة، ورصد عدد من المسؤولين والاعتداء على بعضهم، وشراء وبيع وحيازة الأسلحة والذخائر والقنابل والمتفجرات والمخدرات".

وبحسب وكالة أسوشيتد برس يعتقد نشطاء حقوقيين أن المجموعة التي تم إعدامها تضم ​​أكثر من 30 شيعيًا في حين حدد نشطاء آخرون 41 شيعيًا في القائمة. 

ومن بين الأسماء المعلن عنها محمد بن علوي بن جعفر الشاخوري الذي تقول منظمة "أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان" والمهتمة بقضايا الطائفة الشيعية في الخليج، إنه ناشط في الحراك الديمقراطي من مدينة القطيف شرق المملكة. وقد أشارت المنظمة في بيان لها العام الماضي بأنه "اعتقل دون مذكرة توقيف في العام 2017 وتعرض لاختفاء قسري وتعذيب، وأجبر على التوقيع على اعتراف".

ويبرز كذلك من بين  المجموعة أيضًا اسم أسعد بن مكي بن شبر الذي سبق أن أعلنت "المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان" أنه تم إلقاء القبض عليه بمنطقة عسير من دون إبراز مذكرة توقيف خلال إيصال زوجته إلى المدرسة التي تعمل فيها، وتعرض لأصناف عديدة من التعذيب الجسدي والنفسي بغية إجباره على الاعتراف.

كما اندلعت احتجاجات متفرقة في مملكة البحرين المجاورة تنديدًا بالإعدامات الجماعية التي حصلت وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

اندلعت احتجاجات متفرقة في مملكة البحرين المجاورة تنديدًا بالإعدامات الجماعية التي حصلت وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس

وكانت المملكة العربية السعودية قد قطعت علاقاتها مع إيران في كانون الثاني/يناير 2016 بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.