شهدت الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد موجة جديدة من القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، في واحدة من أعنف جولات الاشتباك العسكري المباشر بين الجانبين منذ عقود.
فقد أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط أربعة قتلى وأكثر من 240 مصابًا جراء دفعات من الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي استهدفت مناطق عدة، أبرزها بات يام ورحفوت جنوبي تل أبيب، حيث سُجّل دمار واسع شمل العشرات من المباني بينها معهد وايزمان للأبحاث.
وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بارتفاع عدد القتلى في بات يام، جنوب تل أبيب، إلى ستة جراء سقوط الصواريخ الإيرانية
ووفق رئيس بلدية بات يام، فإن أكثر من 20 شخصًا لا يزالون في عداد المفقودين تحت أنقاض مبنى أصيب بشكل مباشر، فيما لحقت أضرار بـ61 مبنى، 6 منها على الأقل ستُهدم كليًا.
بينما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى وجود 35 مفقودًا في بات يام.
كما اندلعت حرائق في مدينة حيفا، وانقطعت الكهرباء في بعض بلدات الجليل شمال إسرائيل، في حين أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بتفعيل صفارات الإنذار شمال البلاد إثر "تسلل طيران معادٍ"، وفق تعبيرها.
ووفق رئيس بلدية بات يام، فإن أكثر من 20 شخصًا لا يزالون في عداد المفقودين تحت أنقاض مبنى أصيب بشكل مباشر
من جانبها، أعلنت القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني تنفيذ "هجوم مركب" على إسرائيل، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن إيران أطلقت نحو 100 صاروخ على دفعتين، إلى جانب موجات من الطائرات المسيّرة.
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فأفادت بأنه تم اعتراض نحو 100 صاروخ باليستي وعشرات المسيّرات الإيرانية، أُطلقت ضمن موجتين باتجاه شمال إسرائيل ومنطقة تل أبيب خلال الليلة الماضية.
ضربات إسرائيلية داخل إيران
في المقابل، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات على أهداف استراتيجية داخل إيران، بينها مستودع نفط رئيسي في طهران، ما أدى إلى انفجارات ضخمة، بحسب ما نقلته مصادر إسرائيلية وإيرانية.
كما استُهدفت مواقع يُعتقد ارتباطها بالبرنامج النووي الإيراني، من بينها منشآت تابعة لوزارة الدفاع ومخازن وقود جنوب العاصمة.
وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، علّق على الهجوم بالقول إن "طهران تحترق"، فيما صرّح مسؤول إسرائيلي لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن "لا نهاية للحرب إلا بتفكيك البرنامج النووي الإيراني أو جعله غير قابل للحياة".
دفاعات وتدمير متبادل
أعلن الحرس الثوري الإيراني تدمير 3 صواريخ كروز، و10 طائرات مسيّرة، وعشرات الطائرات الصغيرة المتسللة خلال تصديه للهجمات الإسرائيلية، بينما أكدت وزارة النفط أن مصفاة طهران لا تزال تعمل بشكل طبيعي، رغم تعرض منشآت نفطية لهجمات وصفتها وكالة تسنيم بـ"المباشرة"، مع استمرار الجهود للسيطرة على الحرائق.
في غضون ذلك، قررت هيئة الطيران المدني الإيرانية تمديد إغلاق الأجواء حتى الساعة الثالثة ظهرًا بالتوقيت المحلي، وسط حالة استنفار جوي وأمني.
خسائر بشرية متزايدة
على الأرض، تتوالى الأرقام حول الخسائر البشرية. ففي محافظة أذربيجان الشرقية، أفاد المحافظ بمقتل 31 شخصًا، بينهم 30 عسكريًا وعنصرًا في الهلال الأحمر، نتيجة قصف إسرائيلي طال 19 موقعًا، 12 منها داخل مدينة تبريز. كما أُعلن مقتل اثنين من الكوادر الطبية في محافظة أذربيجان الغربية إثر استهداف سيارة إسعاف.
في العاصمة طهران، أكدت السلطات الإيرانية مقتل 60 مدنيًا في قصف طال مجمعًا سكنيًا، إضافة إلى اثنين من كبار قادة هيئة الأركان.
نفي أميركي
وفي تعليق له على التطورات في المنطقة، نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي علاقة للولايات المتحدة بالهجوم الذي استهدف إيران خلال الليلة الماضية، مؤكدًا أن بلاده "لم تكن طرفًا في أي عملية عسكرية جرت مؤخرًا".
وأضاف ترامب في تصريح نشره عبر منصاته الرسمية: "إذا هاجمتنا إيران بأي شكل من الأشكال، فإن قواتنا سترد بأقصى قوة وبمستويات غير مسبوقة"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "من الممكن التوصل بسهولة إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي"، على حد تعبيره.