يعتبر استخدام الإنترنت في عصرنا الحديث من ضروريات الحياة ومن الأمور التي لا يمكن الاستغناء عنه في أي حال من الأحوال، وقد ازدادت الحاجة إلى الإنترنت مع ظهور الهواتف الحديثة التي تعتمد اعتمادًا كليًا على شبكة الإنترنت خصوصًا عند الرغبة في تحميل التطبيقات المختلفة. إلا أن هنالك الكثير من إيجابيات وسلبيات الإنترنت التي يتطرق المقال التالي إليها، بعد تقديم نبذة عن مفهوم الإنترنت ومراحل تطوّره.
من سلبيات الإنترنت صعوبة التحقق من صحة بعض المعلومات والأخبار أحيانًا، حيث يكثر اللغط والمعلومات المتضاربة
مراحل تطور الإنترنت
تم إنشاء أول شبكة للإنترنت لغايات سياسية، حيث قامت وزارة الدفاع الأمريكية بدايةً بإطلاق شبكة إنترنت عسكرية لتتم المراسلات بين الجيش بسرية تامة، ثم تم تقسيم هذه الشبكة لقسمين قسم عسكري وقسم مدني، ثم أخذت هذه الشبكة بالتوسع شيئًا فشيئًا حتى وصلت لجميع أنحاء العالم وتم ربط مجموعة من الشبكات المحلية ضمن شبكة عنكبوتية كبيرة تجمع العالم كله وتجعله قريةً صغيرة.
أهمية الإنترنت
تعتبر شبكة الإنترنت من ضروريات الحياة في وقتنا الحالي حيث تدخل في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كما تدخل وبقوة في المجال التربوي والتعليمي ولا يمكن إغفال الجانب الترفيهي، لكن لكل جديد إيجابيات وسلبيات يجب التنويه لها، والذي يحدد مقدار الفائدة أو الضرر من شبكة الإنترنت هو الشخص نفسه وطريقة استخدامه للإنترنت.
إيجابيات حديثة للإنترنت
- تسهيل وصول المتعلمين والصحفيين للمعلومات
يمكن العثور على أي شيء تقريبًا والتعرف عليه بالتفصيل على الإنترنت، وهذا يشمل القدرة على التحقق من المعلومات وكشف الفبركات الإعلامية والصحفية، والتأكد من المعلومات الصحية والتقنية، وتقريب فهم الأشياء بطريقة سريعة وغير مسبوقة للبشر من قبل. فحين تم الكشف مثلًا عن الصور الجديدة لتليسكوب جيمس ويب، امتلأت شبكة الإنترنت بآلاف بل بعشرات آلاف المقالات المتخصصة التي تحدثت بالتفصيل عن الصور وشرحتها لغير المختصين، وقدمت معلومات عن التليسكوب نفسه والفريق الذي قام بتطويره. كما يستفيد كثيرون من الإنترنت في تقدير حجم ظاهرة التغير المناخي التي تؤثر على الكوكب، والاستعداد للتحولات التي يعنيها هذا الأمر. فثمة مئات المواضيع اليومية الراهنة التي يمكن فهمها والتعامل معها بشكل أفضل اليوم، وكل ذلك بفضل الإنترنت وتوفر المعلومة عليه.
- ردم الفجوة الثقافية
على الرغم من تصاعد الشعبوية والعنصرية في الكثير من البلدان حول العالم، والتراجع الحقوقي والإنساني في الكثير من الملفات الحقوقية والإنسانية، وتراجع الإيمان بالديمقراطية، إلا أن الإنترنت كان يحمل إمكانات هائلة فيما يتعلق بردم الفجوة الثقافية بين الناس، وتعزيز التواصل بينهم، وتحسين فهم البشر للثقافات والحضارات المختلفة. وكل ذلك كان من شأنه أن يسهم في تعزيز السلم العالمي والتواصل بين الشعوب. إلا أن الاستخدام السلبي للإنترنت، ولاسيما وسائل التواصل الاجتماعي، وتزايد الاعتماد عليها في ترويج المعلومات الخاطئة والمضللة، أفقد هذه القيمة معناها في الآونة الأخيرة.
- البحث عن فرص العمل والتطور المهني
اختلف عالم الأعمال والوظائف بشكل جذري بفضل الإنترنت، إذ باتت القدرة أكبر على اختراق الأسواق العالمية وتسويق المنتجات، على نحو غير مسبوق قط. كما يتمتع الأشخاص الآن بالقدرة على البحث عن الوظائف والتقدم إليها بشكل كامل عبر الإنترنت، بما في ذلك إجراء المقابلات التوظيفية ومناقشة الأجور ومشاكل العمل، وهو ما فتح سوق العمل العالمي للعديد من الأشخاص ذوي الكفاءات.
- تسلية بلا حدود
إلى جانب المزايا الاقتصادية والمالية والمعرفية التي عززها الإنترنت، فقد طرأ تغير هائل على طبيعة الترفيه ومعناه والقدرة إلى الوصول إليه. فبفضل الإنترنت صارت القدرة على اختيار شكل الترفيه متوفرة لشرائح أوسع من الناس، وفي جميع الأوقات. وبالنظر إلى الاهتمام الطبيعي للناس بالترفيه، فقد تضخم هذا الجانب من الإنترنت، وصار يحتل تفكير جميع الشركات الكبرى العاملة في هذا القطاع.
سلبيات حديثة للإنترنت
- تقويض الخصوصية
يقوم جزء كبير من عالم الإنترنت على انتهاك الخصوصية والمعلومات الشخصية وتحويلها إلى سلعة للشركات الكبرى، وفي بعض الحالات للحكومات. فكل حركة على الإنترنت تعني فرصة لمعرفة المزيد عن المستخدمين من أجل تحليل تفضيلاتهم وأنماط سلوكهم، وهي معلومات بالغة الأهمية من أجل تطوير الإعلانات وتوجيهها للفئات المستخدمة من مستخدمي الشبكة العنكبوتية. وهنا يتجلى المعنى الحرفي للشبكة، بأنها مصيدة للمعلومات والبيانات الشخصية، وهو أمر يهدد المجتمعات البشرية ويقوض مفهوم الثقة بأكمله.
- الأثر السلبي للإنترنت على الأطفال واليافعين
لا توجد طريقة مضمونة وصارمة للتحقق من أعمار المستخدمين على الإنترنت، وهذا مصدر قلق كبير لأن هناك محتوى ضخمًا سلبيًا على الإنترنت لا ينبغي للأطفال الوصول إليه ولا الاطلاع عليه. من ذلك مثلًا المواد الإباحية، أو المواد التي تدعو إلى العنف، أو المقاطع الصادمة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعرض الأطفال لخطر نفسي وسلوكي كبير. هذا بالإضافة إلى الأثر السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الصغار، ولاسيما البنات المراهقات، واللواتي يقعن ضحية التنمّر، والابتزاز الجنسي عبر الإنترنت، والاستغلال الجنسي في بعض الأحيان. وكلها مشاكل خطيرة تجعل من الإنترنت حقل ألغام مرعب.
- الاستغلال السلبي للإنترنت في الأنشطة غير القانونية
نما النشاط غير القانوني والخطير على الإنترنت خلال العقود الماضية، وصار ميدانًا أساسيًا لتنفيذ وتخطيط عمليات السرقة والاختراق الإلكتروني والاحتيال الرقمي والهجمات السيبرانية الإرهابية وغيرها العديد من أنواع الجرائم، بما في ذلك الابتزاز والفبركة وتشويه السمعة. كل هذه الأنشطة باتت اليوم منظّمة وشبه منظّمة عبر الإنترنت، إذ تقوم عصابات وجماعات خطيرة في أماكن مختلفة من العالم، باستغلال الشبكة لتنفيذ أفظع أنواع الجرائم، من أجل الكسب المشروع وتعزيز النفوذ.
إيجابيات وسلبيات الإنترنت العامة
أولًا: إيجابيات الإنترنت
- توفير المعلومة والحصول عليها بأقصى سرعة، حيث تتضمن شبكة الإنترنت مجموعةً كبيرةً من الصفحات التي تحتوي على المعلومات في شتى المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية، وهي معلومات متاحة لجميع فئات المجتمع ويمكن الحصول عليها بسهولة ويسر.
- من إيجابيات الإنترنت تسهيل العديد من الأعمال المكتبية في العديد من المؤسسات والدوائر بسبب حوسبة المكاتب والمؤسسات وانتقال المعلومات بين الدوائر بسهولة وفي وقت قصير.
- سهولة التواصل مع الأهل والأصدقاء، حيث ألغت شبكة الإنترنت الحدود بين الأفراد، إذ يمكنك التواصل مع أي شخص قريب أو بعيد دون أي مشاكل.
- من إيجابيات الإنترنت سرعة نقل الأخبار وسرعة الوصول إليها، حيث انتشر مفهوم الصحافة الإلكترونية التي يتم من خلالها نشر الخبر وقت حدوثه، كما تستطيع قراءة الخبر أو مشاهدته بأقصى سرعة.
- توفير فرص عمل جديدة، حيث ظهر مفهوم جديد يسمى بالتجارة الإلكترونية الذي يتم من خلاله عقد الصفقات والدخول لسوق الأسهم العالمي وبالتالي تحقيق الأرباح، كما تم توفير العديد من فرص العمل في مجال البرمجة وتصميم الصفحات المختلفة.
- توفير أعلى مستويات الترفيه للأطفال والكبار على حد سواء، حيث يتوفر مجموعة من الألعاب في مواقع خاصة تحقق أعلى مستوى من التسلية، وهذه الألعاب تكون إما فردية أو جماعية.
ثانيًا: سلبيات الإنترنت
• إدمان الإنترنت: من أخطر سلبيات الإنترنت إدمان العديد من الأفراد على استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والجلوس لساعات طويلة في تصفح مواقع الويب المختلفة، وهذا يسبب مشاكل متنوعة بسبب هدر الوقت.
• من سلبيات الإنترنت صعوبة التحقق من صحة بعض المعلومات والأخبار أحيانًا، حيث يكثر اللغط والمعلومات المتضاربة في العديد من المجالات العلمية والعملية والدينية أحيانًا.
• من سلبيات الإنترنت الخطيرة انتشار العديد من المواقع الإباحية وغير الأخلاقية التي يتم الدخول لها دون رقابة وهذا يؤثر سلبًا على أخلاق الشباب وميولهم، وتسبب بعض الأمراض والسلوكيات الإدمانية، مثل إدمان الإباحية على الإنترنت.
• نشر مجموعة من الأفكار الهدامة في بعض المواقع وانتشارها بين الشباب والأطفال مثل الإرهاب والتطرف الديني، بالإضافة لظهور بعض العادات والسلوكيات الاستهلاكية السلبية، التي تركّز على الاستعراض والظهور وتدمير الخصوصية.
معلومات إضافية حول الإنترنت
- خصصت دولة الصين مرافق علاجية للأشخاص المدمنين على الإنترنت، كما وضعت بعض القوانين التي تحدد المقدار المسموح به لاستخدام بعض تطبيقات الألعاب للأطفال.
- تم نشر أول موقع على الإنترنت في 6 آب/أغسطس عام 1991.
- أكثر من 30% من جميع مواقع الويب على الإنترنت تشتمل على مواد إباحية.
- يقضي الإنسان الحديث بالمتوسط 12% من عمره على الإنترنت.
