06-مارس-2017

لارا بلادي/ لبنان

1

يغفو النهرُ قليلًا خلف الطريق القديمة
يغفو فتتّسع الرؤيا 
في الكون عينٌ "ثالثة" 
غصنُ الصفصافِ يداعب النهر
يبتل فيجري معهُ 
وتبقى المسافات بين الشجر وبيني 
كونية

اغمسي قدمكِ العطرية في الطين 
البردُ
رحلَ شمالًا
وتركَ في عينيكِ البنفسجيتين
طفلًا
لا تخافي
دربُ دمشقَ بعدُ طويلة 
والمطرُ الذي بلّل شجر النارنج
بللني
كمنديل عروسِ مسبية 
لا تخافي
المشمش في الغوطة ما زال برتقاليّ اللون
والشوارع سوداء 
ولازال رغيفُ الخبز يُطعم جائعًا 
ويقتلُ جائعًا
لا تخافي 
الموتُ ليس مرعبًا 
وخطّية الزمن كذبة كبرى
كحلم طفل رضيع 
في خيمة.

2

تعبَثُ الريح بزهر "الأقحوان" 
تتساقط 
فوق صفيح الماء 
جُثثًا صغيرة
تصطفُّ في رتل كـ"جُندٍ" 
تتمايلُ كراقصات "بابليات" في بهو معبد 
تغرقُ إحداهن 
فيُعيدها التيار للسطحِ مُبتلّة 
خَجِلة من عُريها الأبيض
خَجِلةٌ من انفصالها القسري 
من موتها العِطري.

أزهارُ الأقحُوان 
تستشعرُ الشتاء 
تراهُ في الظّل الشجري للغابة 
في قدمٍ صغيرة 
فقَدَت في غمرة الصيفِ حياة
زهرُ الأقحوان حيٌ
يرى  ويسمع
وفي أيامٍ تغيب عنها الأقمارُ 
يختبئ في نفسهِ 
ويبكي

يا زهرَ الأقحوان
ستَفنى البشريةُ يومًا 
ويعودُ الكوكبُ بكرًا
علّك 
في ذياك الزمن
تغدو إلهًا
يا زهر الأقحوان.

3

يمرُ قطيعٌ من الطّير 
يمرُّ "قربي" 
لم أكن -حينها- غائبًا
ولا السماء كانت -كعادتها- زرقاء.
 
الطّيرُ بـ"ريش" أسود
الطيرُ بـ"أجساد" سوداء 

يا طَيرُ 
أنتَ لستَ هُنا 
أنتَ تحلم بالأرض "الموعودة" 
بالأرض التي مُتنا فيها 
وللسُخرية 
بُعِثنا "أحياء".

يا "طيرُ" 
اذهب للجهة الأخرى 
خالف قدرًا بلون زجاج الكنائس 
بلون دموعِ "الأم الحزينة" 
بلون 
قصص الأنبياء.

وإن فاجأتك عين "التنين" هناك 
تَعال 
فالدمُ المسكوب  في الزجاج "المعشّق" 
ما زال يسخُنُ
يسخُنُ 
يغلي 
واللحم الممنوح لرّبِ "الجليد" 
شرابٌ لا سكّر فيه .

يا "طيرُ".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أطراف يابسة

رسائل يرفُضها بريدكِ