05-يوليو-2019

ماتشش شفيوسكي/ بولندا

مُذ ضاعت أقلامُه وهو يُردّد؛

كيف سيُكتبُ النّصّ؟

كيف سيسرُدُ أحزانه؟

الوقتُ يعبُرُه بِلا توقُّف،

مِثل بيتِ ذلك العنكبوت لا يُرى إلّا عند انكسار الضّوء.

كُلُّ شيءٍ يخترِقُه بلا رحمة،

وحدهُ الوجعُ رفِيقُ الوجعِ،

وهو لايزالُ مُنتظِرًا.

أيكتُبُ قصيدًا!

تتلُوهُ كُلُّ إناثِ الأرض،

يحفظنه كعددِ هفواتِ الأحِبّة،

يُعلِّقنهُ تمائِم فوق أثدائهنّ،

يحرُسنهُ،

كصبِيٍّ، خافت أُمُّهُ أعيُن الحاسِدات،

فأخفته عنهنّ بُغية التحصين.

الحُزن؛

مأساتُهُ مُنذ أولِ شهقة في هذا العالم،

عندما تمخضّت أُمُّه حتى أنجبته،

كانت تعتصِرُ الألم،

وتتشبّثُ بِحبلٍ في رُكنِ البيتِ،

أعدته نِسوةُ الحيّ.

أمّا أبُوه فقد كان يحفِرُ في صخرِ الأيّام،

كلُّ صخرةٍ كانت تُكلّفه صرخةً وزِلزالًا يهُزّ جِذعهُ،

لكنّهُ تعلم الصُّمود غصبًا.

كبُر الولدُ وأيقن أنّ ادِّعاءات أبِيه باطِلة،

حِين قال

نحنُ نستبدِلُ شعرنا الأسود مع القمر.

إنّها الأيّامُ من كانت تسرِقُ شعر والدِهِ،

وتُهديه التّعب.. لا شيء غير التّعب.

الفرحُ

نشوةٌ مؤقّتة.. لم يُكتب لها الدّوام،

كضِحكةِ إحداهُنّ.

والنّصُّ ما زال يُؤرِّقُه،

يأبى أن يُكتب رغم الألم،

حتّى الوقتُ أيضًا،

مازال يعبُرُه بِلا توقّف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أحلم بالجنوب ويسكنني ذئب

رأس السمكة