25-مارس-2025
شلل

صورة تعبيرية

في إنجاز طبي غير مسبوق، تمكن رجل ياباني مصاب بالشلل الكامل من الوقوف بمفرده بعد خضوعه لعملية حقن بالخلايا الجذعية العصبية لعلاج إصابة في الحبل الشوكي. وكان هذا الرجل واحدًا من أربعة مشاركين في تجربة سريرية هي الأولى من نوعها، أجراها فريق بقيادة هيدييوكي أوكانو، عالم الخلايا الجذعية في جامعة كيو بطوكيو.

وبحسب ما ذكرته مجلة nature، فقد كشفت النتائج، التي أُعلن عنها في مؤتمر صحفي في 21 آذار/مارس، أن مريضًا آخر في التجربة تمكن من تحريك ذراعيه وساقيه بعد العلاج، بينما لم يُظهر الشخصان الآخران تحسنًا كبيرًا. ورغم عدم خضوع النتائج لمراجعة الأقران بعد، إلا أن الباحثين يؤكدون أن العلاج يبدو آمنًا حتى الآن.

تمكن رجل ياباني مصاب بالشلل الكامل من الوقوف بمفرده بعد خضوعه لعملية حقن بالخلايا الجذعية العصبية لعلاج إصابة في الحبل الشوكي

ووصف جيمس سانت جون، عالم الأعصاب الانتقالية بجامعة غريفيث في أستراليا، النتائج بأنها "إيجابية ومثيرة للغاية"، مشيرًا إلى أن المحاولات السابقة باستخدام أنواع أخرى من الخلايا الجذعية أظهرت نتائج مختلطة ولم تحقق نجاحًا ملموسًا.

ويعتمد العلاج على خلايا جذعية محفزة، يتم إنتاجها عن طريق إعادة برمجة خلايا بالغة إلى حالة شبيهة بالخلايا الجنينية. في هذه التجربة، تم إنشاء خلايا عصبية أولية من خلايا مأخوذة من متبرع، وحقن مليوني خلية منها في موقع الإصابة لدى كل مريض.

وأُجريت الجراحة الأولى للمتبرعين في كانون الأول/ديسمبر 2021، وتبعها ثلاث جراحات أخرى بين عامي 2022 و2023. جميع المشاركين كانوا رجالًا بالغين، واثنان منهم تجاوزا الستين من العمر. وتلقى المرضى أدوية مثبطة للمناعة لمدة ستة أشهر بعد الجراحة لمنع الجسم من رفض الخلايا.

خلايا

وعند المتابعة بعد عام، لم يُظهر أي من المرضى آثارًا جانبية خطيرة. حيث بدأ جميع المشاركين التجربة بتصنيف "A" وفقًا لمقياس جمعية إصابات الحبل الشوكي الأمريكية، مما يعني فقدانًا كاملاً للحركة والإحساس تحت موقع الإصابة. لكن وبعد الجراحة، تحسن أحد المرضى إلى التصنيف "C" وأصبح قادرًا على تحريك بعض عضلات الذراعين والساقين لكنه غير قادر على الوقوف بمفرده. فيما تطور مريض آخر إلى التصنيف "D" وأصبح قادرًا على الوقوف بشكل مستقل ويخضع حاليًا لتدريب على المشي. ووصف أوكانو هذا التحسن بأنه "تعافٍ مذهل".

ورغم هذه النتائج المشجعة، يؤكد الباحثون أن التجربة لم تُصمم لإثبات فعالية العلاج، ما يستدعي إجراء تجارب أوسع نطاقًا. ويخطط فريق أوكانو لتقديم النتائج للنشر العلمي، بينما تستعد شركة "K Pharma"، وهي شركة ناشئة مقرها طوكيو شارك أوكانو في تأسيسها، للتقدم بطلب لإجراء تجارب سريرية موسعة.

وفي المستقبل، ستدرس التجارب الجديدة فعالية العلاج وأنواع إصابات الحبل الشوكي الأكثر استجابة له. وتشير الأبحاث السابقة إلى أن الخلايا المزروعة تفرز مواد تدعم وظائف الخلايا العصبية وتساعد على إعادة بناء موقع الإصابة.

ووفقًا لما ذكرته مجلة nature، لا يزال هناك تساؤل مهم حول عدد الخلايا التي تنجو بعد الزرع، إذ تشير الدراسات إلى أن العديد منها يموت أو ينجرف بعيدًا خلال أيام. ومع ذلك، تشير صور التصوير الطبي إلى أن بعض الخلايا المزروعة في هذه التجربة نجحت في البقاء والاندماج مع الأنسجة العصبية.