20-فبراير-2022

فوتوغرافيا لـ زياد متي/ العراق

1

كلما مررت ببيتٍ مهجور

يعاتبني غباره

كأني كل الراحلين.

 

2

لكثرةِ ما تعثرت قدمي

بأرضِ هذهِ المدينة

أصبحت خطوتي ثقيلة.

 

3

هنا، في سجنِ الوطن

الفكرة تجوب في العدمِ

النهر

ترقد عنده أمنية ميتة

المحطة

أكوام قطارات صدأت من الانتظارِ

الشجرة

تشعر باللانتماء لذلك تموت كلما زرعها الفلاح.

 

وأنتَ أخبرني

كيف هو مذاق الحرية في المنفى؟

 

4

هنا نعيش النقيض دائمًا

فمثلًا الصامت يبعثره السكون

وتجمعه الريح!

وهنا أيضًا الغياب يقين

والوجود مهدد بالزوالِ في أيةِ لحظة!

 

5

في حديثنا

نردد دائمًا "لو"

لو أن النداءات تستبدل بالأغنيات

لو أن النهاية تستبدل بلهفة البداية

وكم "لو" بقيت على شفاه الأموات

ولم تتحقق.

 

6

في الكرادة

اجلس أراقب الباصات

من خلفِ زجاج المقهى

كلما توقف باص

أتفحص الراكب الذي نزلَ

عله يكون أنتَ

أعلم انكَ لست هنا

هاربٌ من كل شيء يربطك

بهذهِ المدينة

لكن ما عساي أن أفعل

وأنا في هذا الانتظار؟

 

7

أنا والرفاق

نتساءل دائمًا

كيف حال الشعر والفن

في المنافي؟

فمثلًا كيف يبدو شكل القصيدة

في كوالالمبور؟

بالتأكيد لا توجد فيها كلمة حرب

ولا يصاب الشاعر بغصةِ الذكرى

حينما يقرأ قصائده.

 

8

هنا الشعر حزين

حتى المطر حزين

يترك أثر قطراته على نافذتي

ويذهب..

وأنا أيضًا

أذهب دائمًا

إلى حيث لا دليل

ربما لأنني ابنة التيه

وربما لأنني أفتقدكَ

وأنتَ في المنفى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عشبةٌ في الحرائقِ أم رعشةٌ في ارتواء

أُربي قلقَ العالم