"إليتريكا".. فيراري تكشف عن التصميم الداخلي لأولى سياراتها الكهربائية
9 أكتوبر 2025
كشفت شركة فيراري الإيطالية عن التكنولوجيا التي ستقود أولى سياراتها الكهربائية بالكامل، "إليتريكا"، وذلك خلال فعالية مغلقة في مقرها بمدينة مارانيلو.
الحدث الذي جرى اليوم الخميس، اتسم بالسرية، حيث شهد رفع الستار الأحمر الشهير عن هيكل السيارة الجاهز للإنتاج، والذي تضمن البطارية والمحرك الكهربائي، دون عجلات أو هيكل خارجي.
تصميم داخلي متطور وصوت كهربائي "فيراري"
السيارة المنتظرة، التي من المتوقع أن تُعرض عالميًا العام المقبل، ستبلغ سرعتها القصوى 310 كيلومترًا في الساعة، وهي أقل قليلًا من نماذج فيراري ذات المحركات التقليدية، لكنها ستتمتع بمدى قيادة لا يقل عن 530 كيلومترًا.
الحدث اتسم بالسرية، حيث شهد رفع الستار الأحمر الشهير عن هيكل السيارة الجاهز للإنتاج، والذي تضمن البطارية والمحرك الكهربائي، دون عجلات أو هيكل خارجي
وستكون "إليتريكا" سيارة بأربعة أبواب ومقاعد تتسع لأكثر من أربعة ركاب، وستتميز بنظام صوتي خاص لا يحاكي صوت المحرك، بل يضخّم الاهتزازات الحقيقية الناتجة عن مجموعة الحركة الكهربائية، ليخلق تجربة صوتية فريدة تليق باسم فيراري.
الرئيس التنفيذي للشركة، بينيديتو فينيا، وصف اليوم بأنه "تاريخي"، مؤكدًا أن السيارة الكهربائية لن تكون بديلًا عن النماذج الحالية، بل إضافة نوعية لها: "السيارة الكهربائية ليست انتقالًا، بل إضافة".
فيراري تدخل عصر الكهرباء
على غرار علامات الأداء العالي الأخرى، تعاملت فيراري بحذر مع ملف التحول الكهربائي. فقد أفادت وكالة "رويترز" بأن الشركة أجلت إطلاق نموذجها الكهربائي الثاني حتى عام 2028 بسبب ضعف الطلب، في حين أن منافستها لامبورغيني، التابعة لمجموعة فولكسفاغن، قررت تأجيل أولى سياراتها الكهربائية حتى عام 2029، معتبرة أن السوق لم ينضج بعد.
أما بورشه، فقد اندفعت نحو السيارات الكهربائية لكنها واجهت تحديات في السوق الصينية المزدحمة، وفي الغرب حيث لا يزال الزبائن يفضلون هدير محركات الاحتراق الداخلي. هذه التحديات أثّرت على خطط فولكسفاغن الأم في مجال السيارات الكهربائية.
خطة فيراري: كهرباء جزئية وتوازن بين الأجيال
وفقًا لخطة العمل طويلة الأمد التي كشفت عنها فيراري، فإن الشركة تهدف إلى أن تكون 20% من نماذجها كهربائية بالكامل بحلول عام 2030، وهو انخفاض عن الهدف السابق البالغ 40% والذي كانت قد أعلنته قبل ثلاث سنوات. ومع ذلك، فإن فيراري ليست تحت ضغط كبير مثل شركات السيارات التقليدية، نظرًا لقدرتها على بيع سيارات بمحركات احتراق داخلي تعمل بالوقود الصناعي عالي التكلفة، والذي يمكن لعملائها تحمّله.
لكن التحدي الحقيقي يكمن في جذب الجيل الجديد من الأثرياء، الذين يفضلون السيارات الكهربائية لأسباب بيئية وتكنولوجية. كما قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة أستون مارتن، آندي بالمر: "للبقاء في الصدارة، ربما تحتاج فيراري إلى خط إنتاج كهربائي يمثل قمة هذا النوع من السيارات".
أكثر من مجرد سيارة كهربائية
السيارة الجديدة، التي يُتوقع أن يبدأ سعرها من 500 ألف يورو، تأتي بعد نحو عقدين من إدخال فيراري لتقنيات الهجين في سيارات الفورمولا 1 عام 2009، وبدء بيع سيارات هجينة تجارية في 2019. هيكل إليتريكا مصنوع بنسبة 75% من الألمنيوم المعاد تدويره، والبطارية مدمجة بالكامل في أرضية السيارة لتخفيض مركز الثقل وتحسين الأداء.
لكن التحدي الأكبر، كما يرى خبراء الصناعة، هو تقديم تجربة تتجاوز مجرد الأداء العالي. فسيارات مثل تسلا رودستر تُعلن عن سرعات تفوق 400 كيلومتر في الساعة، بينما يمكن شراء سيارات كهربائية ذات تسارع مذهل مقابل 30 ألف يورو فقط.
لذلك، كما يقول بالمر، "إذا أرادت فيراري النجاح، فعليها أن تقدم سيارة كهربائية تتجاوز كونها مجرد سيارة كهربائية". أما فيل دان، المدير في شركة الاستشارات "غرانت ثورنتون ستاكس"، فيرى أن قوة فيراري تكمن في قدرتها على تقديم نفس الإحساس والتجربة التي توفرها سياراتها التقليدية لقاعدة عملائها الأثرياء.
مقولة فيل دان تعطي ملخصًا لمنهجية فيراري والتحديات الملقاة على عاتقها: "إذا أراد زبائنهم أن يكونوا صديقين للبيئة، يمكنهم شراء تسلا أو أي سيارة كهربائية أخرى، لكن تسلا، رغم قوتها، لا تمنحك الإحساس الذي تمنحه لك فيراري".