1. ثقافة
  2. أدب

إلياس خوري كما لا نعرفه.. الروائي في بداياته الصحفية

19 مايو 2025
(Getty) إلياس خوري
(Getty) إلياس خوري
الترا صوتالترا صوت

تعقد دار الآداب اليوم بمعرض بيروت الدولي للكتاب، ندوةً عن إنجازات الكاتب والروائي اللبناني إلياس خوري (1948 – 2025) والذي يعدُّ واحدًا من أبرز أسماء الأدب العربي الحديث. فقد حظيَّت أعماله الروائية بشهرة واسعة لدى القُراء من مسقط إلى طنجة، كما أعدَّه النقاد المختصون، أحد ألمع وجوه الرواية اللبنانية.

أنجز خوري خلال حياته مجموعةً من الأعمال الأدبية الرصينة والتي لا يزال صداها يتردد إلى يومنا هذا أمثال: "الجبل الصغير"، "كأنها نائمة"، "يالو"، "باب الشمس"، "رحلة غاندي الصغير"، ثلاثية "أولاد الغيتو" وغيرها من الأعمال المهمة.

هو من مواليد حي "الأشرفية" ببيروت، وقد انغمس مبكرًا في النشاطات السياسية والثقافية بلبان خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي. عمل في بداياته سكرتيرًا لتحرير مجلة "شؤون فلسطينية" مع الشاعر محمود درويش، الذي عمل معه لاحقًا سكرتيرًا لتحرير مجلة "الكرمل" التي أسسها درويش. 

كما مارس الكتابة الصحفية والنقدية في صحيفتي "النهار" و"السفير". وكان مثالًا لافتًا للكاتب الملتزم وفقًا للأدبيات الماركسية كما يصفه محمد بدوي. 

كما كان واحدًا من أسرة مجلة "مواقف" التي أسسها الشاعر السوري أدونيس، وكذلك واحدًا من أسرة مجلة "الطريق" الخاصة بالحزب الشيوعي اللبناني. كما أنه ترأس تحرير "مجلة الدراسات الفلسطينية".

 كان هنالك إحساس بالواجب اليومي يدفعني لاتخاذ موقف تجاه حالة الاحتلال. ثم تحولت إلى محترف للمقال الأسبوعي الذي هو بالنسبة لي تمرين على قراءة الواقع: تمرين دائم على الرواية وملاحظة الأشياء وربطها

صحيح أن خوري، كان معروفًا لكونه كاتبًا روائيًّا مرموقًا، إلا أنه مسيرته الصحفية مثيرة وأساسية. ولذا نتوقف هنا عند مقابلة مهمة أجراها معه يسري الأمير لمجلة الآداب (يوليو/تموز 1993)، وفيها يشير خوري إلى بداياته الصحفية وأبرز مساهماته بها وهو أحد وجوهه التي لم تحظَ بتسليط ضوء كافٍ عليها.

نوجز هنا أبرز ما جاء بها: "بدأتُ حياتي الصحفية في شؤون فلسطينية كسكرتير تحرير، شهرية لا تخضع للقانون الصحفي. عام 1979 تركت المجلة وصرت مدير تحرير السفير ومسؤولها الثقافي، وهناك بدأتُ تجربتي مع المقال الصحافي. كنا نصدر ملحقًا أدبيًّا في السفير كتبتُ افتتاحياته بين عامي 79 و80. مقالاتي لم تكن ذات شأن بالنسبة لي، لأنّني اعتقدت أن المقال صرخة، ولا يستطيع المرء أن يصرخ كل الوقت لأنه سيفقد صوته بالتأكيد. بعدها انقطعت عن الكتابة بسبب سفري إلى الولايات المتحدة، ثم بدأت المقال الصحفي من جديد عام 1983 إبان الاحتلال الإسرائيلي. والمقال هذا مهنته شاقة لأنّه ليس دراسةً أو ريبورتاجًا أو مراجعة كتاب؛ إنه نوع خاص وصعبٌ استطعتُ أن أقوم به في المرحلة الأولى لأنه كان تعبيرًا عن موقف: لقد كان هنالك إحساس بالواجب اليومي يدفعني لاتخاذ موقف تجاه حالة الاحتلال. ثم تحولت إلى محترف للمقال الأسبوعي الذي هو بالنسبة لي تمرين على قراءة الواقع: تمرين دائم على الرواية وملاحظة الأشياء وربطها".

ويكمل في موضعٍ آخر: "وفي تلك الفترة دخلت في هيئة تحرير مجلة الطريق كي لا أكون وحدي رغم الخلافات بعد سلسلة مقالات كتبها سمير سعد في النداء ضدّي وضدّ مقالاتي في السّفير. لكن رغم علمي بالخلافات مع بعض مثقفي الحزب الشيوعي إلا أنني سعيت إلى أن أفك العزلة حولي. في تلك الفترة عملت كثيرًا في اتحاد الكتاب اللبنانيين، وفي المجلس الثقافي للبنان الجنوبي. حاولت أن أوجد نفسي في أماكن مع أناس آخرين حتى لا ألعب دور مجنون القرية".

ما قاله عن ملحق النهار: "من الأكيد أن هذا الملحق ليس استمرارًا للملحق السابق. والحق أنه لا يمكن أن يكون شيء ما استمرارًا كاملًا لشيء آخر إلا بالوهم؛ فلكلّ شيء ظرف وتاريخ وأشخاص، الفرق الأول هو الفرق بيني وبين صديقي الشاعر أنسي الحاج، والفرق بيننا هو فرق بتاريخنا الشخصي وتكويننا وخياراتنا: فهو شاعر وأنا روائي؛ وهـو لديه تاريخ معين وتاريخي مختلف تمامًا. وقد أكون استمرارًا إذا اعتبرنا كل استمرار بمعنى القطيعة والاستمرار في آن معًا، وهذا هو معنى الثقافة لأن الثقافة استمرار".

"حين بدأنا مشروع ملحق النهار الثقافي، كانت المغامرة خطرة جدًّا. فقد كنتُ أنتقل إلى منبر ليس منبري تقليديًّا، وكنتُ خارجًا من منبر كان منبري نظريًّاً و(أعني جريدة السفير). وأنا فوجئت أنّ منبر النهار عُرِض عليَّ؛ أنا لم أسعَ إليه، ولا سيّما أنني لم أستلم شيئًا كان موجودًا. ملحق النهار توقف عن الصدور عام 1974 والملحق الجديد ظهر عام 1992. إذن أنا لم أغير شيئًا موجودًا بل أعدت التأسيس من جديد. لقد فُوجئت بالمشروع وكنت خائفًا جدًّا، وحاولت مع الشباب الذين يعملون معي (بسام حجار ومحمد سويد وغيرهما كثر) أن نقوم بمشروع مختلف، أي أن ننتج شيئًا أعتقد أنه حاجةُ الثّقافة في هذه المرحلة...".

عن رأيه في عروض الكتب، يقول: "هنالك شيء يسمونه في كلّ صحافة العالم مراجعة الكتب. ومراجعة الكتب ليست هي النقد الذي كنا نتكلم عنه، وإنما وظيفتها تقديم الكتاب، ثمّ إعطاء فكرة تسهل على القارئ عمليّة القراءة؛ تربط الكتاب بما صدر قبله وتعطي القارئ بعض المفاتيح الأخرى لقراءته؛ وهذه الممارسة ممارسة محدودة جدًّا. ومع ذلك فمن الصعب أن تجد من يكتب مراجعة الكتب لأن مراجعة الكتاب عمل متواضع وكتابنا لا يستطيعون القيام بهذا الأمر! يعتقد الكاتب أنه في مراجعة الكتاب يقول الكلمة الفصل في الأشياء؛ فمن الصعب جدًّا أن تجد كتابًا لباب مراجعة الكتب. مراجعة الكتاب تتضمن موقفًا: يمكنك أن تحبّ الكتاب أو أن تكرهه، وهذا الموقف غالبًا ما يكون انطباعًا. كيف تختار الكتب لهذه الزاوية؟ أوّلًا ليس أمامك الكثير من الخيارات، لأنّ كتاب هذه الزاوية –كما ذكرنا – قلائل. ثانيًّا، يجب على من يراجع الكتب أن يستمر في ذلك حتى يتحمل المسؤولية. ولكن للأسف تضيع المقاييس في بلادنا لأن سوق الكتاب سوق غرائبي. لا تستطيع في فرنسا مثلًا أن تكتب عن كتاب باستخفاف لأنك إذا أخطأت مرتين أو ثلاث مرات يتوقف الناس عن قراءتك. وأما عندنا فالكتاب لا سـوق له. والمقياس الفعلي هو الجمهور. هنالك جمهور من القراء، وإذا انعدم هذا الجمهور يقرأ مثقفو المقاهي بعضهم البعض ويعتقدون أن هذه الثقافة بينما هي في الحقيقة هراء وتضييع وقت. مشكلتنا أننا بلد صغير ولا يقرأ؛ الخطر اليوم أن نصبح بلا مقاييس مرتبطة بجمهور القراء. أي أنَّ العمل الذي يثير ضجّة سرعان ما يُنسى لأنه لم يخضع لمقياس العلاقة مع جمهور المتتبعين. وهنا الخطورة في كل العملية الثقافية في بلادنا".

كلمات مفتاحية
محمد أولاد أحمد (بوابة تونس)

محمد الصغير أولاد أحمد.. "شاعر البلد" التونسي يتوَّج بجائزة محمود درويش

الشاعر التونسي محمود أولاد أحمد يتوج بجائزة محمود درويش عن مجمل أعماله الأدبية ومسيرته الوطنية

حسونة المصباحي (صفحة الكاتب على فيسبوك)

حسونة المصباحي: عودة إلى الذهيبات حيث كل شيء يبدأ وينتهي

رحيل الكاتب والروائي التونسي حسونة المصباحي الذي عاش حياته متنقلًا بين المدن والعواصم، ليدفن في مسقط رأسه "الذهيبات"

إبراهيم أصلان (أرشيف الأسرة)

إبراهيم أصلان: لم أستخدم تشبيهًا واحدًا على الإطلاق في أعمالي!

شهادة إبراهيم أصلان

كرة القدم
رياضة

متى تصبح مغادرتك لفريقك خيانة؟

تتعقّد الأمور عندما يخرج لاعب محبوب من الجماهير من فريقه بشكلٍ يراه البعض خيانة، دون أن يضعوا في الاعتبار أن بعض اللاعبين يُعاملون هذه الرياضة كعملٍ بدوامٍ كامل

الصين
رياضة

لماذا تفشل قوة عظمى كالصين في لعبة كرة القدم؟

تتداخل أسباب الفشل في كرة القدم الصينية بين تدخل السلطات والنمطية والنفوذ والفساد، بالإضافة إلى الخوف على المستقبل والنطاق التلقيني في التنشئة

المفكر هنري لورنس (شبكات التواصل الاجتماعي)
نشرة ثقافية

هنري لورنس في "التاريخ المفروض": قراءة لكتابة التاريخ تحت سطوة العنف

ينطلق كتاب هنري لورنس من مراجعة نقدية لأسس المعرفة التاريخية والخطابات المعاصرة

تدمير بلدة خزاعة
حقوق وحريات

بلدة خزاعة سويت بالأرض.. أدلة إضافية على ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة في غزة

أجرت منظمة العفو الدولية تحليلًا لمجموعة من صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو الموثوقة التي كشفت بالدليل الصريح أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سوّى بالأرض ما تبقى من بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة، وذلك في غضون أسبوعين فقط من شهر أيار/مايو