28-يناير-2018

الصورة للكاتبة

دعي نفسكِ للموت

 

لقطع الشعر المتعثرة ترأب فيكِ صدوع الحنين

ادفنيكِ هناك، في التراب الذي تشتهين

ثم أعيدي رسم ملامح الطفلة التي تبكين

على قطعة من الـ"كنفا"

علقيها على الحائط

واتبعيني

فأنا أحتاجك معي

هاهنا.

 

لا تهربي مني

ولا تخافي موتكِ

ولا تطوقي قبركِ بأزهار البنفسج

ولا حب الآس

بل اغرزي في بطن القبر شاهدة

تقول

 

"دفنت في الأرض حية

كي لا تلامس صرخاتها السماء".

 

ثم عودي إلي

عودي إليّ

عودي

إليًّ

 

عودي إلي بـشتلة ياسمين من أضلعها

ازرعيها قرب الشباك

وتعالي قربي ها هنا

أشتم فيكِ رائحةً نفسي

وأنسى فيكِ صوت المجزرة

 

 كوني لي، هنا، لغةً

أرضًا،

جذرًا،

مفتاحًا،

سيفًا،

سكينًا،

إزميلًا،

مطرقةً،

شالًا صوفيًّا

ومسبحةَ

 

كوني لي ما تكوني

 فأنا.. أحتاجكِ..هنا.. معي.. حيث أكونُ.

 

اتركي نفسكِ هناك للموت

وتعالي معي، هاهنا

 

نصعد الباص سوية..

نمشي في الشارع..

 

فأنا أحتاجكِ في كل التفاصيل التي تأكلني

 

في المكتب، في الحانة، في الجامع، في المعبد، في البيت، في الحمام، في المرآة،

 

في جاروف الثلج ومفك البراغي وطوابع البريد والمعاملات الرسمية وأجرة المنزل والمجاملات الفارغة وعروض السعر والفواتير والضرائب ومواعيد الأطباء وارتجاف القلب والذقن والشفتين وحرب الموظفين اليومية لإثبات الذاتِ،

 

أحتاجكُ، قربي، فتعالي

خذي بذراعي

أَنهضيني

وانهضي

كيفما شئتِ، وأّنَّى تشائين

لكن، تعالي...

 

اقرأ/ي أيضًا:

لم يقتلني شيء كما فعلت الحياة

في كل حين جولة