29-يناير-2018

إدوار شهدا/ سوريا

لا تخلعي لي حمالة صدر كلماتكِ

لا تُقيديني بجدائلكِ الذهبية

لا تقدمي لي جسدكِ كوجبة عشاءٍ فاخرة

فلن أتذوق مِن لحم فخذيكِ

لا تحلُمي بي، فأنا لستُ حُلمكِ

لا تسألينني عما أفعل؟

 

السماء تنزف مطرًا كنزيف قلمي على الورقة، منقرًا حباتهِ بعصبية على النافذة، بينما انا أُفرغ سائلي المنويَّ اللَّزجِ على منديلٍ ورقي، مُحدقًا بصورتكِ التي تبدين فيها، كنساءِ العصورَ الوسطى، مرتديةً فستانًا سماويًا وحمالة صدر ذات لونٍ شفاف، تُبرزينَ فيها ثدييكِ للأمام!

 

عذرًا صغيرتي!

الماء المنهمر مِن السماء لم يكن مطرًا

كانت دموعكِ.

أتذكرينَ حينَ أخبرتُكِ أنيَّ لنْ أملأ النصفَ الفارغَ من سريركِ، ولن أملأ كأسكِ المقدسِ من ماءِ جسدي، أجهشتِ بالبكاء؟

أتذكرينَ رسائلكِ الإلكترونيةِ لي؟

أتذكرينَ وعودكِ الكاذبةَ لي؟

 

معذرةً صغيرتي!

لستُ آخرَ الأنبياءِ

لستُ أبًا للعالم أجمعْ

كنتُ فقط زائرًا إلى قلبكِ، فلا تُغلقي البابَ للقادمينَ مِن بَعدي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عكس روزنامة الأيام

عن أدب العناكب