22-سبتمبر-2018

أحرز إبراهيموفيتش هدفه الـ500 في مسيرته الاحترافية (أ.ب)

"أهدي هذا الكتاب لعائلتي وأصدقائي وكل من شجعني ووقف بجانبي. أريد أن أهديه إلى جميع الأطفال، وتحديداً لأي طفل يشعر أنه مخلتف وغريب قليلاً، وأقول له، إن الاختلاف عن الآخرين جيد أيضاً"، بهذه الكلمات افتتح زلاتان إبراهيموفيتش كتابه "أنا زلاتان" أو "I Am Zlatan"، الذي يروي فيه سيرته الذاتية.

قبل أيام، أحرز إبراهيموفيتش هدفه الـ500، الذي دخل به القائمة الذهبية لأبناء جيله والتي تضم كلًا من ميسي وكريستيانو

يتطرق الكتاب في الكثير من مواضعه، إلى الطفولة الصعبة التي عاشها إبراهيموفيتش في مدينة مالمو السويدية، بعدما لجأ إليها والده البوسني وأمه الكرواتية، هرباً من الحرب الضارية التي عصفت ببلاده الأم.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "أن تكون زلاتان"..صورة لإبراهيموفيتش في شبابه

الفقر المدقع والتمييز العنصري والعرقي، والشعور الدائم بالغربة، جميعها أمور ساهمت في نحت شخصية زلاتان إبراهيموفيتش، لتكون كما هي عليه اليوم. كانت كرة القدم بالنسبة إليه هي صرخة في وجه الذين رفضوه وقلّلوا من قيمتة. وهذا الأمر من شأنه ربما أن يفسر نرجسيته وتصريحاته المثيرة الجدل، والتي يتلقفها الجمهور ويتم تداولها على نطاق واسع.

اليوم يشتهر زلاتان بردوده الظريفة على محاوريه، وبعفويته وسرعة بديهته واعتداده بنفسه، وكلها أمور تساهم في جعله واحداً من أكثر النجوم شعبيةً. عندما سأله تييري هنري عن سبب عدم وجود تمثال له مع تماثيل نجوم الدوري الإنجليزي، قال إبراهيموفيتش: "لأنهم لا يعرفون شكل الإله"!

وبطريقة رائعة كما عود محبيه دائماً، سجّل زلاتان هدفه الـ500 في مسيرته الاحترافية، وقاد فريقه لوس أنجلوس غالاكسي، للفوز بخمسة أهداف مقابلة ثلاثة، في الدوري الأمريكي لكرة القدم. وبهذا يصبح إبراهيموفيتش، ثالث لاعب في الجيل الحالي يصل إلى عتبة 500 هدف في مرمى الخصوم، بعد الأسطورتين ليونيل ميسي وكريستانيو رونالدو.

بدأ زلاتان مسيرته مع مالمو بالسويد، ثم انتقل إلى أجاكس في أمستردام بهولندا، حيث قدم هناك مستويات كبيرة، وبات المهاجم الناشئ محط أنظار كبرى الفرق الأوروبية في منتصف العقد الأول من القرن الحالي.

انتقل زلاتان إلى يوفنتوس، وتوّج معه بلقب الدوري الإيطالي، إلا أن أزمة الكالتشوبيلي، والتي عوقب يوفنتوس بسببها وأُنزل إلى الدرجة الثانية، جعلته ينتقل إلى إنتر ميلانو، فتوج معه بالدوري ثلاث مرات متتالية.

تعاقد برشلونة مع زلاتان في العام 2009، للرد على تعاقد ريال مدريد مع كريستيانو رونالدو. وحقق معهم لقب الدوري، لكن زلاتان، الملقب بالسلطان، لم ينسجم مع أسلوب لعب بيب غوارديولا، وهو أمر تحدث عنه لاحقاً بإسهاب في كتابه، الذي وجه من خلالها انتقادات قاسية للفيلسوف الإسباني. ليعود إبراهيموفيتش مرة أخرى إلى إيطاليا، ولكن من بوابة ميلان هذه المرة، حيث لعب مع الفريق لمدة عامين، وحقق اللقب فيهما مرة واحدة، إضافة إلى لقب هداف الكالتشيو في 2011.

في 2012 انتقل إلى باريس سان جيرمان، وحقق معه لقب الدوري أربع مرات متتاليات، وأصبح في فترة قصيرة الهداف التاريخي للنادي، قبل أن يعود كافاني لاحقًا ويسبقه. غير أن الفشل في التتويج بدوري أبطال أوروبا مع الفريق الفرنسي، دفعته للبحث عن تجربة جديدة، فالتقى مرة أخرى بجوزيه مورينيو، مدربه السابق في إنتر ميلانو، والذي تجمعه به علاقة جيدة.

اجتمع السلطات و"السبيشيال وان" مرة أخرى، مع مانشستر يونايتد هذه المرة. وحقق الفريق ثلاثية في سنته الأولى، أبرزها كان الدوري الأوروبي 2016، لكن زلاتان أصيب بقطع مزدوج في الرباط الصليبي، وبالرغم من سرعة عودته القياسية إلى الملاعب، فقد بات من الصعب البقاء في أولد ترافورد، فانتقل زلاتان إلى الولايات المتحدة، ولا يزال حتى اليوم يلعب هناك، ويدهش المتابعين بأهدافه الرائعة.

قريبًا سيبلغ إبراهيموفيتش 37 عامًا، أي أن نهاية قصته تقترب بسرعة، لكن سيظل طويلًا في الذاكرة الكروية كأحد أفضل مهاجمي القرن الحالي

بعد أقل من أسبوعين، سيبلغ إبراهيموفيتش عامه الـ37. وبالتالي فإن نهاية قصته الجميلة تقترب بسرعة. لكن محبي الكرة الأوروبية سيذكرونه طويلاً، كواحد من أفضل المهاجمين في القرن الحالي، ومن أكثرهم إثارة للجدل، داخل الملعب وخارجه.. الطفل الفقير الذي كان لا يجد الطعام في براد المطبخ، وتلميذ المدرسة الذي ينظر إليه زملاؤه في المدرسة على أنه مختلف، ويعامله الجميع بعنصرية. المراهق الذي أسكتت مهاراته الجميع وجعلتهم يقفون مذهولين من عظمة موهبته، والرجل الذي شغل الدنيا وأصبح حديث العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هدية زلاتان إبراهيموفيتش العجيبة إلى زوجته

زلاتان إبراهيموفيتش يصدم الأطباء في رحلته العلاجية