18-سبتمبر-2019

ريناتا بروزوفسكا/ بولندا

جعلت هذه الجثة تتحرّك بترانيمِها

اكتُبْ

إلى من يسكنُ جوفها

المطر الذهبي الّلامعُ بالحب

اكتُبْ إلى من يرقصُ الطير

عند زرِّ قميصها

على أهدابها

تجتمعُ قبيلة الورد الناعس

لتُسقى بماءِ مُقلتيها

اكتُبْ..

أنا مثل فلاحٍ

أنتظرُ حصاد سنبلة الوقت

كي أكتب لكِ

مثل طفلٍ تعلّم المشي

أمشي إليكِ، راكضًا

حتى رموشي بدأت بالركض

من أجل أن يحتضنا جفنيكِ

لهفتي لهفة أعمى

يريد رؤية اللون الأسود

لهفتي لهفة محترقٍ

يرى قطرة الندى بحيرة نجاة.

*

 

من يستطيع أن يقوّم هذا الجسد الراكد

غيركِ يا حبيبتي!

مدّي يديك على هذا الصّدر المُهَشّم

ستجدين حروبًا

أُقيمَت على أرض جسدي

بين العاطفة والقصيدة

لم ينعقد صلح إلى الآن

كنتِ أنتِ راية السلام الوحيدة

هذا ما يجعلني منتصرًا لهذه اللحظة.

المدن المخربة لا يصلها أحد

كيف دخلتِ قلبي فجأةً؟

مدّي يديك،

ستجدين أكداس الكتب المهجورة

على رفوفِ الانتظار

تضجُّ باسمكِ

كل ورقةٍ مطوية في كتبي المفضلة

كان قد خُطّ عليها اسمكِ دون وعي..

*

 

أنا مثل وجهة نظري

ازداد تعلقًا وإيمانًا بالفكرة التي تحتويكِ

أكتبُ عنكِ لأذبل

أنتِ مثل فراشةٍ

تقفين على ورد القصيدة

تتلونين بـلونها

تسرقين فكرتها، عنوانها

تطيرين... تطيرين

بين الحشائش

تغنّيها

لأن قلبي هو القصيدة

أنا أذبل باستمرار

مثل وجه العجائز

أتلاشى مثل سراب الليل

فـالقمر هو رفيق رحلتي العرجاء

الطرقات

الأرصفة

أعمدة الإنارة

رفاقي في عتمة الليل

المضيئة بكِ.

*

 

يذوب قلبي برؤيتكِ

مثل ثلجٍ يداعب نارًا وقع بحبِّها

يا امرأتي المتوارية بين أشجار القصائد

أيستطيع النهر أن يحتضن نهرًا آخر؟

كيفَ أراكِ تسبحين عند جرف القصيدة بمهارة!

تفركين راحة يدكِ

فتتعانق الغيوم مع السماء

يشب بينهما شجار على من سيحتضنكِ

لا يدرون أنّ اقامتكِ الأبدية في قلبي!

*

 

مزّقي قميصي

أيتها الشفافة مثل بلورةٍ

مزقي القميص الملتصق على جلدي

مثل صورةٍ على جدار

مزقي القميص

لا توجد هنالك ذئاب تأتي بالدليل

لا أخوةً يرموني في قعر الموت

اتركي الذئاب

تلتهم جسدي في عرض الصحراء الحالكة

لكنّي واثقٌ جدًّا

أنّها ستعيد قلبي إليكِ

فهو يحملكِ دائمًا

مثل الرحيق الملتصق على الزهرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نسخةٌ مصغّرةٌ منكِ في جيبي

الوصول عبر الموت والأسئلة