28-مارس-2018

أندرو وايث/ أمريكا

قبل أن يموت الشتاء

تضاجع أفكار طيور المساء عقول البشر التائهين

هناك

تحت نافذة الأمس،

الفارغة الآن

كلٌّ على حدة يضاجع أفكاره البالية

تسرّب إلى القاع بعضها

مع رائحة العفن

والخمر الرخيص.

*

 

على الأريكة المفترضة

يلاعب السواد شقه الآخر

دون كلام

ودون إجرام

كل على طرف الأريكة

كلّ على حدة

طفل شريد على الطرف الأيمن

بين الطفل والسواد

حيوات وليال أنجبت الاثنين

من رحم مُسمرّ

وجبل كهل.

*

 

قبل أن يعلن الشتاء موته

رحيله الأبدي

هزيمته  

تقبّل الطيور أشباهها

 بعيدًا

مع سابق موعد لـ اللالقاء

وللسماء هواية مفضلة

تمارسها الآن

وفي الأمس

وغدًا

تراقب جمال الموت

تحت النافذة الفارغة الآن

قبل أن ينتهي الشتاء

حين تضاجع الأفكار البالية

أشقتها المريضة

*

 

قبل أن يموت الشتاء

تهرب ابنة السماء

الرحّالة

تحت نظرات الأبله

التائه والثرثار

يهوى رومنسيات أجداده

المتصدئة

ويخسر كعادته في طوافه الأخير

يرمي بالأقحوانة الأخيرة  

عارفًا أنها خاسرة  

ناسيًا هويته المفقودة

وكلام أبيه

وعذابات أمه 

معيدًا خسارتهما

*

 

وحيث يموت الشتاء

وليد جديد

ينبت

هو ذاته، من اسمرار الرحم والجبل الكهل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

نصٌ عسير

استنطاق الربّ

دلالات: