02-أكتوبر-2021

إقبال واسع شهدته الانتخابات (رويترز)

الترا صوت – فريق التحرير

بدأت في قطر صباح اليوم السبت انتخابات مجلس الشورى القطري الأولى من نوعها، والتي يترشح فيها 284 مرشحًا من بينهم 27 امرأة، سينتخب منهم القطريون 30 مرشحًا من بين 45 يمثلونهم في هذا المجلس، ويعين البقية أمير البلاد. وشهدت الانتخابات إقبالًا واسعًا مع توافد كبير للناخبين سلطت تقارير الضوء عليه.

بدأت في قطر صباح اليوم السبت انتخابات مجلس الشورى القطري الأولى من نوعها، والتي يترشح فيها 284 مرشحًا من بينهم 27 امرأة، سينتخب منهم القطريون 30 مرشحًا 

وينص الدستور القطري الدائم، الصادر عام 2004، على انتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى وهم 30 عضوًا، فيما يعيّن أمير البلاد 15 عضوًا آخر من الوزراء أو غيرهم، وكان القطريون قد صوّتوا في استفتاء جرى في نيسان/أبريل 2003 على أول دستور في البلاد، والذي دخل حيز التنفيذ في نيسان/إبريل 2004، ونصّ للمرة الأولى على أن يشكّل مجلس الشورى بالانتخاب بدلًا من التعيين. وأعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عن التوجه لإجراء أول انتخابات عامة في البلاد، ووفق مواد الدستور القطري، فإنّ مجلس الشورى يتولى سلطة التشريع، واقتراح القوانين، ويقر الموازنة العامة للدولة، كما يمارس الرقابة على السلطة التنفيذية ويقوم بمساءلة الوزراء، واستجوابهم، وصولاً إلى طرح الثقة بهم، بموافقة ثلثي أعضاء المجلس.

اقرأ/ي أيضًا: تنافس على العنصرية.. حكومة ماكرون تعتزم إغلاق مساجد ولوبان تعد بتكريس الوطنية

وجرت الحملات الانتخابية في 30 دائرة، ولم تقتصر المنافسة على الفضاء العام، بل انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى ساحة نقاش واسعة بشأن برامج المرشحين، وغلب على برامج المرشحين الطابع الخدمي، والدعوة لتطوير التشريعات والقوانين، وتطوير قطاعات التعليم والصحة، والاهتمام بفئة المتقاعدين، كما دعا بعض المرشحين في برامجهم الانتخابية إلى منح الجنسية القطرية لأبناء القطريات وحملة الوثائق، وإعادة النظر بقانون الجنسية لعام 2005.

هذا وضمّت قوائم المرشحين وزيرين سابقين، أحدهما للعدل في الدائرة الخامسة، هو حسن الغانم الذي ضمن فوزه لعدم وجود منافسين له، والوزير السابق للبلدية علي سعيد الخيارين، إضافة إلى سفراء سابقين، وإعلاميين، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكاديميين، ورجال أعمال، وموظفين متقاعدين، وكانت الحملات الانتخابية للمرشحين قد انطلقت منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي ولمدة أسبوعين، قبل أن تدخل مرحلة الصمت الانتخابي استعدادًا لعملية التصويت.

هذا ودخل المرشحون أمس الجمعة، مرحلة الصمت الانتخابي حيث توقفت الدعاية الانتخابية تمهيدًا لبداية عملية الاقتراع، ويعتمد فوز المرشح بعضوية المجلس علة حصوله على الأغلبية النسبية لعدد الأصوات الصحيحة للناخبين في الدائرة التي ترشح فيها، وفي حالة التساوي بين مرشحين أو أكثر، يقوم رئيس اللجنة بالاقتراع بينهما، ويفوز من جاءت نتيجة القرعة لصالحه.

وتجري عمليات فرز الأصوات وإعلان النتائج في مقرات الدوائر الانتخابية مباشرة، بعد إغلاق صناديق الاقتراع، وفي هذا الإطار أكدت وزارة الداخلية القطرية في بيان أصدرته، على  أهمّيةَ مشاركة جميع أفراد المجتمع في إنجاح انتخابات مجلس الشورى في دورته الأولى.

وتشارك المرأة القطرية في هذه الانتخابات استكمالًا لقرار أمير قطر قبل 4 سنوات بتعيين 4 نساء في المجلس تمهيدًا للمشاركة السياسية الأوسع للمرأة في البلاد. وتتنافس العديد من المرشحات في 14 دائرة من بين الدوائر الـ30 على المقعد الوحيد في تلك الدوائر، ففي الدائرة 22 تتنافس 5 مرشحات، كما تتنافس في الدائرتين 3 و17، ثلاث مرشحات.

تشارك المرأة القطرية في هذه الانتخابات استكمالًا لقرار أمير قطر قبل 4 سنوات بتعيين 4 نساء في المجلس تمهيدًا للمشاركة السياسية الأوسع للمرأة في البلاد

في هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر لصحيفة العربي الجديد، إن "العملية الانتخابية التي تجري في قطر هامة للغاية وتنبع أهميتها من أنها الأولى التي تجري بعد انتخابات المجلس البلدي، التي أحدثت في حينها ردود فعل كبيرة في دول الخليج". وأضاف أن هذه "العملية بدت متعثرة في لحظة من اللحظات، لكن سرعان ما أعيدت صياغتها لتسير في مجرى جيد أدى إلى تغير المشهد كاملًا، لكن القرار كان حاسمًا فيها، وساهم في أن تجري الانتخابات في ظل وحدة اجتماعية"، مشيرًا أنها "التجربة الأولى، فلا بد أن يصاحبها نوع من المصاعب والاختلالات، لكن ذلك لم يكن مؤثرًا على مجرى العملية الانتخابية، التي سارت بسلاسة وسهولة". وتوقع أن "تكون لهذه الانتخابات ردود فعل في المنطقة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مصير غامض لجهود السلام في ليبيا بعد سحب برلمان طبرق الثقة من حكومة الدبيبة