18-ديسمبر-2018

إقالة مورينيو من تدريب مانشستر يونايتد (Getty)

أعلن مانشستر يونايتد ظهيرة الثلاثاء بشكل رسمي عن إقالة المدرّب البرتغالي جوزيه مورينيو من مهامه، وذلك في بيان مقتضب للنادي على موقعه الإلكتروني، تشكّر خلاله مورينيو على الفترة التي قضاها بالنادي وتمنّى له النجاح في المستقبل.

قدّم مورينيو في هذا الموسم مع اليونايتد أرقاماً كارثيّة بحقّ النادي في مسابقة البريمير ليغ

لم تجد إدارة مانشستر يونايتد ضالّتها بعد رحيل السير أليكس فيرغسون عن النادي، فلم يكمل ديفيد مويس موسمه الأول إلى أن تمّت إقالته، فحلّ محلّه الهولندي لويس فان خال لموسمين متتاليين، حيث انتهت تلك التجربة بالفشل الذريع بالنسبة للطرفين، فلم يحقّق الفريق الحدّ الأدنى من الألقاب التي اعتاد عليها في حقبة فيرغسون، وأعلن المدرّب الهولندي المخضرم اعتزاله التدريب نهائيّاً عقب هذه الكارثة.

أراد النادي صاحب الرقم القياسي بعدد مرّات الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أن يجلب شخصاً تمرّس على حصد الألقاب المحلّية والأوروبيّة، ووجد ضالّته في مورينيو صاحب الإنجازات القارّية مع إنتر ميلان الإيطالي وبورتو البرتغالي، وصاحب البطولات الثلاث في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي، كما كان معروفاً لدى الجميع مدى تطلّع مورينيو لخلافة السير أليكس فيرغسون، ووصلت الأمور إلى أن ادّعى تقرير في الصحافة البريطانية أنّ السبيشال ون تأثّر لدرجة البُكاء عقب تعيين ديفيد مويس لخلافة فيرغسون، لأنّه كان ينتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر.

اقرأ/ي أيضًا: لامبارد يصدم أستاذه مورينيو.. ويطرده من كأس رابطة المحترفين

حقّق مورينيو حلمه وأمسك مِقود سفينة الشياطين الحمر في صيف عام 2016، وما هي إلا أسابيع قليلة حتّى افتتح ألقابه بإحراز كأس الدرع الخيرية على حساب ليستر سيتي، وهنا استبشرت جماهير اليونايتد خيراً، سيعود النادي لمكانه الطبيعي بزمان مورينيو. وعلى الرغم من فشل الفريق في المنافسة على الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2016/2017، إلا أن الفريق حاز على لقب الدوري الأوروبي لأوّل مرّة في تاريخه، كذلك نال كأس رابطة المحترفين، ولكن مورينيو خرج خالي الوفاض من موسمه الثاني 2017/2018 دون إحراز أي لقب، كذلك اعتمد على تبرير هزائمه عوضاً عن معرفة أسبابها الحقيقية. وخرج من دوري أبطال أوروبا بشكل مهين أمام إشبيلية الإسباني، وأغضب جماهير اليونايتد عندما فنّد الخروج المفاجئ بمقولته الشهيرة " جلست في هذا المقعد مع بورتو وخرج اليونايتد، جلست في هذا المقعد مع ريال مدريد وخرج اليونايتد، الأمر ليس جديداً على النادي"..!

لم يتردّد مورينيو في إطلاق التصريحات الناريّة وكسب العداوات داخل النادي وخارجه، وفي أغلب لقاءات اليونايتد تجده يتفوّه بكلمات مستفزّة لخصومه قبل أو بعد المباراة، وإن لم يجد سبباً لذلك فعليه أن ينتقد لاعبيه، وإن أُغلقت الطرق في سبيل ذلك سيطلق تصريحات مناوئة لمدربي النادي السابقين، وأحياناً تاريخ النادي الذي يدرّبه بنفسه. ومنذ بداية الموسم الحالي قدّم اليونايتد أسوأ العروض في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى الرغم من احتواء الفريق على تشكيلة رائعة من النجوم العالميين الذين تلهث كلّ أندية القارّة العجوز من أجل الحصول على خدماتهم إلا أن مورينيو كبت مواهبهم، وأفقدهم التركيز، فأصبح لوكاكو يهدر الكرات السهلة للغاية مع اليونايتد، ويبدع مع بلجيكا، كذلك الحال بالنسبة لراشفورد ولينغارد اللذين قادا إنجلترا لصدارة مجموعتها في دوري أمم أوروبا، أمّا الحدث الأبرز فهو خلافه مع بول بوغبا فلم تعد الحرب بين الطرفين خفيّة، وبان على بوغبا توتّره في كلّ كرة سيركلها فوق أرضيّة الميدان، لأن مورينيو سيوبّخه بعد اللقاء، علماً أن حالة بوغبا تلخّص الوضع النفسي الكارثي الذي يعيشه نجوم اليونايتد، فلن يتردّد أحدهم في الرحيل بأقرب فرصة إن بقي مورينيو مدرّباً للفريق الذي بات مقبرة للنجوم.

خرج مانشستر يونايتد من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ديربي كاونتي بركلات الترجيح، وقدّم أداءً متواضعاً في دوري أبطال أوروبا رغم تأهّله لدور الستة عشر ثانياً خلف يوفنتوس، وطيلة المباريات الست بهذا الدور لم يقنع الفريق الجماهير إلا بانتصار واحد خارج ميدانه على يونغ بويز السويسري، قبل أن يتعادل مع فالنسيا ويخسر مع اليوفي، وبعد ذلك تدخّلت الأقدار مرّتين بانتصارين على اليوفي ويونغ بويز في الثواني الأخيرة، ليُنهي فالنسيا مباريات اليونايتد في الدور الأول بانتصار تاريخي على كتيبة مورينيو المهترئة.

اقرأ/ي أيضًا: طفح الكيل.. جماهير اليونايتد تطالب بإقالة مورينيو!

الطامّة الكبرى هذا الموسم كانت في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، فرغم اعتماد مورينيو على أسلوب مقيت في كرة القدم، يتجلّى في قتل المباراة بالدفاع أياً كان الخصم، وانتظار المبادرة منه بالتحفّظ البحت، إلا أن قلّة المتعة لم تمنحه النتائج المرجوّة، ومع مرور 17 جولة يحتلّ مانشستر يونايتد المركز السادس بـ 26 نقطة فقط، بفارق 19 نقطة عن ليفربول المتصدّر وهو أكبر فارق بين المتصدّر ومانشستر يونايتد في تاريخ المسابقة. كذلك تعدّ الهوّة بين صاحب المركز الأخير فولهام الذي يملك 9 نقاط فقط ومانشستر يونايتد أقل من نظيرتها بين ليفربول واليونايتد، ناهيك عن أرقام كارثيّة أخرى تجلّت بفشل الفريق في الفوز على أيّ من كبار المسابقة، فخسر أمام ليفربول وتوتنهام ومانشستر سيتي وتعادل مع تشيلسي وآرسنال، وسُجّل في مرمى الحارس دي خيا 29 هدفاً، وهو أكثر مما دخل مرمى اليونايتد طيلة الموسم الماضي، لتأتي الهزيمة أمام ليفربول كالقشّة التي قصمت ظهر البعير، كخامس هزيمة لمورينيو في البريمير ليغ من 17 جولة فقط، والخسارات جميعها كانت بثلاثة أهداف.

نفد صبر إدارة مانشستر يونايتد بمورينيو، وضاقت ذرعاً بأداء الفريق المقيت، والذي تشوبه الفوضى، ومع إعلان نتائج قرعة دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، وضعت الكرات البيضاء فريق مانشستر يونايتد بمواجهة العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان، وهنا أيقنت الإدارة أن المدرّب الذي منحته عامين ونصف، لن يصلح ما أفسده بنفسه خلال شهرين قبيل المواجهة الأوروبية، فعليها إقالته رغم المبالغ الطائلة التي سيتعيّن عليها دفعها لمورينيو، فالشرط الجزائي يصل إلى أكثر من 20 مليون جنيه إسترليني. وماهي إلا 24 ساعة بعد القرعة حتّى تمّ إعلان خبر الإقالة بشكل رسمي، حيث ستعيّن بدلاً عنه بشكل مؤقت نجم خط الوسط السابق مايكيل كاريك، بانتظار التعاقد مع مدرّب قد يجلب للنادي بعضاً من أمجاد حقبة فيرغسون، والبوصلة تشير هنا إلى أسماء عديدة أبرزها الفرنسي زين الدين زيدان، والأرجنتيني مدرّب توتنهام ماوريسيو بوكيتينيو، إضافة إلى المدرّب الفرنسي لوران بلان.  

 

اقرأ/ي أيضًا:

اليونايتد يقدّم لمورينيو هدية عيد ميلاده.. تعرف على حكاية "سبيشيال ون"

هل سيعيد مورينيو الأمجاد لليونايتد أم سيكتفي بتصريحاته الناريّة؟